الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن قصة طرزان الذي رفض التحالف مع الإخوان

وديع السرغيني

2013 / 3 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


عن قصة طرزان الذي رفض التحالف مع الإخوان

بينما الصراع دائر على أشده حول ضرورة التحالف من عدمه، بين قوى اليسار الاشتراكي المناضل وقوى التخلف الرجعي الظلامي، صراع تأجج بفعل استماتة حزب "النهج الديمقراطي" في الدفاع على خطوة التحالف والتنسيق مع جماعة "العدل والإحسان" المعروفة بعدائها وعدوانيتها تجاه القوى اليسارية والاشتراكية وجميع القوى الديمقراطية والحداثية.
بحيث لم يكن الموقف كما يريد أن يصوّره البعض، بأنه وليد لحظة انفجار الاحتجاجات بالمغرب، وانبثاق حركة العشرين من فبراير من صلب هذا الحراك الشعبي، الذي لم ينطلق بقرار، ولن يتمكن أي كان من إيقافه ومصادرته بقرار.. إذ ومنذ بداية الألفين، حيث كان الصراع محتد داخل لجان مساندة الكفاح الفلسطيني ثم العراقي فيما بعد.. وحيث كان المشهد السياسي يتميز "بحكومة التناوب"، حكومة "الكتلة الديمقراطية" التي يتزعمها حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، الذي لم يعد له الحق، حسب منافسيه داخل المعارضة، في الاستحواذ على المنظمات الجماهيرية وقيادتها.. الشيء الذي دفع بالمعارضة اليسارية الجديدة، المشكلة أساسا من أحزاب وتيارات صغيرة، للبحث عن حلفاء جدد يعززون صفوف المعارضة ويقوون عودها، بغض النظر عن المرجعيات والمبادئ والتصورات..الخ
حينها بدأ الاهتمام بأطروحات لاهوت التحرير عبر الرجوع لما كـُتب حولها في أمريكا اللاتينية، وما ساهم به الفقيد أبراهام على هذا المستوى.. قبل أن تصدر إحدى المساهمات في الموضوع، لعبد الله الحريف في جريدة "النهج الديمقراطي"، والتي عرفت انتقادا حادا من جميع مكونات الحركة الماركسية اللينينية المغربية، خاصة وأن الحريف دعى فيها وخلالها لتحالف نفعي هجين هدفه الحشد وفقط، لـ"جبهة النصرة"، وفق ما نظـّر لها أب الشعوب ستالين وخليفته ماو تسي تونغ!
ما يهم في هذه المقالة المختصر، هو انتقادنا لهذه الخطوة التنازلية واللامبدئية التي تسوّق باسم اليسار الجذري، وباسم ورثة إحدى المنظمات الثورية الصادقة التي يحترمها ويقدرها جميع مناضلي وأطر الحركة الماركسية اللينينية المغربية الآن، وهي منظمة "إلى الأمام" التي على ما يبدو لم تنجح في تربية العديد من أبناءها على الوفاء، والإخلاص الطبقي والمبدئي لتجربة المنظمة والحركة الماركسية اللينينية.. بتقدير عطاءاتها وتضحياتها السخية، التي لا يجادل في حقيقتها سوى أعداء الثورة والتغيير.. أعداء الطبقة العاملة وعموم الكادحين.
وفي سياق النقد هذا، تعالت الأصوات الكثيرة من حزب "النهج" وعبر جريدة "النهج"، متهمة وكالعادة، النقاد، بالمتآمرين والاستئصاليين، والانعزاليين، والحلقيين..الخ من التهم الرخيصة.. معتبرة أن التحالف مجرد ادعاء، وافتراء، وتشويه لمواقف وقرارات "النهج".. ناكرة ومتنكرة له!
خلال هذا الأسبوع فجّر الحريف الكاتب العام السابق لحزب "النهج"، قنبلة جديدة مصرّحا علنا، خلال إحدى الندوات، بضرورة هذا التحالف بين الرفاق والإخوان، والذي لا يمكن أن يرفضه سوى "طرزان" ـ ولا نعلم ما دخل طرزان في القضية ـ لما تقتضيه مهمة إسقاط "المخزن" من حشد للأنصار والأعوان..الخ المصيبة هو أنه وفي نفس الأسبوع، صرّح زعيم الإخوان في جماعة "العدل والإحسان"، في إحدى الجرائد الصفراء السفيهة، التي اعتبرت المجرم عمر محب معتقلا سياسيا، وهو الذي أشرف ونفذ عملية اغتيال الشهيد أيت الجيد، شهيد الحركة الطلابية وشهيد الحركة القاعدية والتقدمية اليسارية، أوائل التسعينات بالقرب من جامعة فاس.. صرّح الزعيم "بألا خصومة له مع النظام" بكل وضوح وصراحة، لتسقط الرهانات "النهجوية" في الماء، وليتبيّن للخاص والعام بأن النقاد والمنتقدين لا يوجهون سهامهم لقرارات ومواقف "النهج" وأحزاب الحركة الديمقراطية، ليس حقدا، بل لأنهم يومنون بصدق، وليس مجاملة، بأن هناك العديد من المناضلين المبدئيين الذين تزخر بهم الساحة، قدموا وما زالوا يقدمون التضحيات والإسهامات النضالية بسخاء.. مناضلون من داخل الحركة الماركسية اللينينية المغربية والحركة التروتسكية والحركة الماوية والحركة الفوضوية..الخ مناضلون وجب عليهم أن يرسخوا ويكرسوا مبادئ النقد والنقد الذاتي، فيما بينهم كأفراد وكحركات، بعيدا عن الطهرانية، وعن تصيد الأخطاء، وعن غض الطرف لنصرة أخاك..الخ تقويما وتصحيحا لخط النضال اليساري التقدمي بشكل عام.
وهو ما نتمناه صادقين، نتمنى أن يعود الرفاق للجادة ويعود النقاش لسكته الصحيحة، بعيدا عن التبريرية والذرائعية، وعن نظرية المؤامرة ضد "النهج" والحقيقة أن "النهج" وضع نفسه في هذا الموقف والموقع الحرج، الذي لا يحتله لوحده بل إلى جانبه قوى سياسية وفكرية عديدة داخل المغرب وخارجه.. كمدافع شرس عن هذا الموقف، وكأنه المعني الوحيد بالنقد والانتقاد.. مع العلم بأن الناقدين ليسوا على نفس السكة، وليسوا على نفس المنهجية والمرتكزات النظرية، في دفاعهم عن الموقف المخالف، وعن التصور الذي يتطلع لبناء جبهة يسارية تقدمية لخدمة مشروع التغيير والتحرر الديمقراطي الاشتراكي المنشود.

وديع السرغيني
23 مارس 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!