الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(5)

مسَلم الكساسبة

2013 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



أكنت أقول في الحلقة السابقة ، حيث أن الأمور قد آلت إلى ما آلت إليه بخصوص المشروع الهاشمي ، وان هدف الهاشميين ( المعلن على الأقل) والذي شكل أوراق اعتمادهم لدى تلك الشعوب لم يكن تأسيس ممالك لهم في بلاد الناس بل هو استعادة الخلافة ووحدة الأمة ..وهو هدف فشل وتبخر .. ولم يعد بالإمكان الحديث عنه أصلا لا الآن ولا في الزمن المنظور ولا البعيد حتى .. ما كان يعني في النهاية أن يتناغم هاشميو الأردن مع كل تلك الأحداث والانعطافات الكبرى على الأرض فيقولون للشعب الذي استضافهم وقاتل معهم من اجل حلمهم (كثر الله خيركو يخلف عليكو ) نحن ما خرجنا من موطننا من اجل ملك وسلطان في بلاد الناس..بل خرجنا من اجل مشروع نبيل وكبير (من وجهة نظرهم على الأقل ) ..وحيث أن هذا المشروع الذي شكل أوراق اعتمادنا لديكم وبرر لنا أن نترك حجازنا ونحل في شامكم وكان حجتنا عليكم ومسوغ رضاكم وقبولكم قد فشل وتلاشى ، فهذا هو بلدكم بين أيديكم .فإن أحببتم ان نستمر مع بعض على أسس جديدة غير التي خرجنا من اجلها وشكلت أوراق اعتمادنا لديكم فتعالوا نجلس إلى طاولة واحدة انتم في صدرها كاهل للبلاد ونحن على جنباتها ونتفاهم على الأسس وأوراق الاعتماد الجديدة التي ترونها وتريدونها لاستمرارنا معا .. وان رأيتم أن نجلس في مقاعد الركاب وتتولوا انتم قيادة المركب فتفضلوا هذه هي المفاتيح واخلوا لنا انتم مقاعد الركاب ..كان هذا واجبا وضروريا باعتقادي.

إلا أن شيئا من كل هذا لم يحصل أبدا أبدا ....

ليس هذا وحسب .. بل على العكس تماما .. فقد تصرف الهاشميون في الأردن ليس فقط كأصحاب بيت وولاية مطلقة بل كأوصياء على قاصرين تماما ..

فجلبوا رئيس الوزراء الذي يشتهون من البلد الذي يرغبون ..ووضعوا على أبوابهم الحارس الذي يريدون بالزي الذي يودون حتى لو كان زيا من القوقاز أنقوش .. ومكنوا في البلاد لأسر وعائلات هي بمقاييس المواطنة طارئة على البلاد وعلى أهلها وثقافة شعبها .. وآوو من تقطعت بهم السبل من بني جلدتهم هنا وهناك لا كضيوف بل كأمراء وأشراف وسادات على أصحاب الأرض وتمددوا غربا لتوسيع ملكهم ثم ما لبثوا أن تراجعوا عن هذا التمدد أو أرغموا على التراجع عنه ليبقى على الأردنيين تبعاته وأعبائه حتى اليوم ودون أن يكون لهم- الأردنيون- أي رأي لا في التمدد أصلا ولا في النكوص عنه بعد ذلك (ضم الضفة الغربية ثم خسارتها والتخلي عنها وبقاء تبعات ومشاكل ذلك على الأردنيين حتى يومنا هذا ) مع ذلك فالملك في حديثه يريد تمثيلا اكبر للفلسطينيين !! وحيثما هبت الريح في أي مكان عفرت وحثت غبارها في لحانا وتربح النظام من المفوضية العليا للاجئين .. حتى صرنا نعير بأننا تجار كوارث نعتاش على مآسي غيرنا ,, وليس بمستبعد أن يجري حسين ابن عبدالله بدوره مقابلة في قادم الأيام يعبر فيها عن انه يريد تمثيلا اكبر للعراقيين أو للسوريين ومن تبقى من أهل البوسنة والهرسك في الأردن ، ولكن الديناصورات الرجعيين والمخابرات تقف في طريقه ..هل هذا وطن ام هو تكية وإقطاع لعائلة حاكمة؟

اختاروا زوجاتهم على هواهم ونصبوهن ملكات وأبناؤهن أمراء وأميرات (تزوج الملك الراحل أربع نساء وهو النصاب الشرعي في الإسلام ، بريطانية ومصرية وفلسطينية وأمريكية ، والملك الحالي هو ابن الأولى ) وكلهن ملكات لهن مخصصاتهن هن وأبناؤهن وبناتهن ، ولرعايا بلدانهن حظوة ومزايا .. حين لا يسمح للأردني الضابط في الجيش او المخابرات أن يتزوج من أجنبية إلا بموافقة المخابرات ..وما على الأردنيين سوى السمع والطاعة فكل ذلك شأن لا يخصهم !!!! ومع أن الدستور الأردني لم ينص على أن زوجة الملك تلقب أو تتوج بتاج الملك ، ولم ينص أيضا لها على دور أو صلاحيات ، إلا أن الدستور كان بالنسبة للهاشميين مجرد وثيقة مهمة فيما يتعلق بحقوقهم وامتيازاتهم وإعفائهم من التبعة والمسؤولية ..أما فيما عدا ذلك فلا قيمة له ..والدليل تسمية زوجات الملوك بالملكات وصلاحياتهن وتدخلهن في السياسة والشأن العام ..بل حتى منصب ولي العهد لم ينص عليه الدستور صراحة كموقع رسمي له صلاحيات .

سائر أفراد الأسرة بدورهم وأقاربهم وانسباءهم تلقبوا جميعا وتصرفوا كأمراء وأشراف وتنافحوا على الشعب الطيب وتصرفوا كسادات له بدل أن يشمروا عن سواعد الجد ويعملوا مع من يفترض أنهم إخوانهم الأردنيون معلمين ومهنيين وجنودا ، بل عاشوا أسيادا ، لهم مزارعهم وقصورهم وجراياتهم وسفراتهم السياحية وكعالة على شعب فقير .

طريقة الحياة التي عاشها ملوك الأردن كانت إفرنجية غربية ، وفكروا بذات العقلية والثقافة هم ونساؤهم حتى أن البعض يسرب أن الانجليزية هي اللغة المعتمدة في القصور الملكية وبين أفراد العائلة !! ما يعني بالضرورة التعالي على اللغة والثقافة التي ينتمي لها الشعب الذي يحكمون بلاده ، ودائما بدوا في أحاديثهم متبرمين شاكين ليست لهم رغبة بحكم الأردن وكأنهم قادمون من السويد أو النرويج وليس من الحجاز موطن البداوة الأصلي ..ومن قرأ كتاب الملك الراحل مهنتي كملك يدرك هذا جيدا فقد بدا أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة (في الكتاب طبعا ) متبرما وغير راغب في حكم الأردنيين الفقراء الذي يلبس أهله أزياء مختلفا ألوانها فيبدون كما لو أن كل واحد منهم أتى من قطر مختلف (حسب الكتاب) .

وبالمختصر تمتع الهاشميون بحكم شبه مطلق إن لم يكن مطلقا فعلا .. واحتفظوا لأنفسهم بالولاية التامة فكانوا هم أهل البيت وأصحاب الشأن هم ومن يفوضونه اليه.. وابقوا للأردنيين دور المطارزية وصبابين ربما الشاي حتى وليس القهوة . وهي حالة لا نكون ظالمين لو قلنا أننا منها أمام نسخة محدثة من عون الرفيق الأول الذي ضج منه الحجاز والبيت والحرم .لكن بكياسة وذكاء ونعومة هذه المرة.

للحديث تتمة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية