الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موستانغ

سها السباعي

2013 / 3 / 25
الادب والفن


موستانغ
قصة قصيرة

عبر قارتين ومحيط، أتجذرُ في أرضٍ أخرى. جذوري القديمة تآكلت بسبب مرارة التربة. وبدلاً من أختار الاستقرار في مدينةٍ كبيرةٍ عامرةٍ بالأضواء وبالحضارة المزيفة؛ اخترتُ البراري. في ولاية وايومينغ حيث المرتفعات والجبال تجعلني أقرب إلى السماء، التي توقفتُ عن محاولة فك ألغازها منذ زمن، ولم أعد أهتم إلاّ بالاستمتاع باتساعها اللانهائي وبألوانها المختلفة عبر اليوم. وبما أن السماء هناك أصبحت مقبضة، فكان ينبغي أن أرحل إلى أرضٍ سماؤها أكثر إشراقًا. ليس ذنب السماء، أعرف. لكنني لم أعد أحتمل.

أول مزرعة طرقت بابها للبحث عن عمل قبلتني. العمل في المزارع كثير ويحتاج إلى كل يدٍ ممكنة. اطمأن صاحب المزرعة عندما عرضت عليه كل أوراقي ولم يفزع لكوني عربي. وقال إنه لا يهتم إلا بالعمل، وإنه لا يعتقد أنني سافرت كل هذه الأميال لأفجر مزرعة في مكانٍ ناءٍ كهذا. قلت له إنني لا أهتم إلا بالبراح، وإن كان العمل هو طريقي إليه فلن يجد من يعمل بجد مثلي. ويبدو أن كلامي أعجبه، فطمأنني إلى إنه سيهتم بالأوراق الرسمية. فمثلي عمالة نادرة، لا يوجد من يقبل على العمل في المزارع اليوم، وفي مكان ريفي لن تكون هناك مشكلة في بقائي.

عملي مع الخيول كان غايتي، فهي لا تتكلم. التعامل مع البشر كان في أضيق الحدود. لم تعد الخيول تستخدم كسلاح في الحرب أو كوسيلة انتقالٍ كما في الماضي. الخيول هنا تراث، عنصر أساسي في مهرجانات الغرب الأوسط، وفي سباقات أندية الفروسية التي لا يزال يرتادها المهتمون بالرياضة والبطولات، كما أنها رفاهية وتجارة لمن يملكون المال، يشترون ويبيعون، ويمتلكون للتفاخر، ويقبضون مهور أفراسٍ ذوات أصول نبيلة وفحولٍ عريقة النسب.

مكافأتي لنفسي كانت امتطاء الحصان المخصص لي ونهب الأرض . سواء كانت نقطة توقفي قمة جبلٍ أو حافة جرفٍ ما فهي مكانٌ استراتيجيٌّ لبهجة روحي. تزوجتُ الأرض وعشقتُ السماء ولم أعد أريد شيئًا آخر. هل أصبحت متصوفًا! ربما.

من حين إلى آخر ألمحها، مضيئة في رائعة النهار. يقولون إن الأسود يمتص الضوء، أما هي فكان لونها الأسود اللامع يعكس أشعة الشمس كأنها جرمٌ سماويٌّ. عندما أصادفها أحرص على الابتعاد عنها حتى أقرب مكانٍ يمكنني متابعتها منه. لن ألوث هذا الجمال الفطري بأنفاسي. لن أخيفها برؤية واحد من جنسي البشري المدمر. وإن كنت أتمنى أن أنظر في عينيها السوداوتين وأتلاشي في عمقهما. أعرف من قوائمها الرفيعة وخصرها الرشيق أن أصولها إسبانية، وأنه قد سبق تدجين أسلافها واجتلابهم إلى هذه الأرض واستخدامهم كما اجتلبوا واستخدموا الأحرار من إفريقيا. وجودها طليقة في البراري سببه أن أحد أسلافها ضل طريقه، أو هرب، أو أُطلق عن عمدٍ في البرية ليحيا معتمدًا على نفسه. أيًّا كان الأمر فقد ترك لها هذا الجَدُّ أفضل إرثٍ ممكن.

لم أخبر رب عملي بشأنها، كنت أعلم أنه إن علم بوجودها فسيسعى إلى أسرها، حتى إن لم يستطع ترويضها فستكون مفيدة في مهرجانات الروديو. ولكن الذي لم أعمل حسابه أن هناك مزارع أخرى، وأرباب عملٍ آخرون. عندما مرت فترة على غيابها توجستُ شرًّا. ثم تأكد الخبر عندما تناقل العمال أن مزرعةً قريبة حصلت على فرس موستانغ سوداء جامحة. انقبض قلبي، وفي أول فرصة ذهبت لزيارتها. استطعتُ الاقتراب منها لأول مرة، لم يَحُلْ بيني وبينها إلا بضعة أمتار ينتصب فيها سياجٌ أبيضٌ مرتفع. حققت أمنيتي بالنظر في عينيها مباشرة. نظرتها لي قالت إنها تعرفني، وأنها كانت تتابعني بدورها. قبل أن يطلبوا مني الرحيل ما دمت لن أشتريها نظرتُ إليها مطمئنًا.

تسللتُ في الليل وفتحت لها باب سجنها، دخلتُ وسمحتْ لي بلمسة، ثم اقتربتْ بجبينها من جبيني، أغمضتُ عيني لدقيقةٍ كانت هي كل الزمن. ثم تنحيتُ عن طريقها لتذهب. أمالتْ عنقها المنحوت نحوي في شعورٍ أسميته الحب، ثم صهلتْ في قوة وانطلقتْ. لم أستطع الابتعاد قبل أن يُكتشف أمري، وقبض عليّ العمال وأوسعوني ضربًا.

عبر قضبان نافذة زنزانتي الانفرادية، أتطلع إلى بقعةٍ صغيرةٍ من السماء، ولا أسمع إلا صوت صهيلها، وأبتسم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ود لا ينضب لقلمك. .
عمر ( 2013 / 3 / 25 - 11:12 )
رائعة بحق. .شكرا لمشاعر تعانق أطراف السماء. .
شكرا لقلم ينهمر كما الرذاذ على جبين الأطفال. .


2 - قصة رائعة لأديبة صاعدة
خليل كلفت ( 2013 / 3 / 25 - 11:53 )
.. شكرا سها السباعى أسلوب أدبى رفيع وخيال محلِّق


3 - الأستاذة سها السباعي المحترمة
ليندا كبرييل ( 2013 / 3 / 25 - 13:10 )
الصهيل لا يسمع إلا في البراري
هل يستطيعون سجن بقعة السماء والصهيل .. والبسمة ؟؟
إعجابي وتقديري


4 - لاأستاذ عمر المحترم
سها السباعي ( 2013 / 3 / 25 - 14:32 )
شكرًا لقراءتك وتقديرك


5 - الاأستاذ عمر المحترم
سها السباعي ( 2013 / 3 / 25 - 14:32 )
شكرًا لقراءتك وتقديرك


6 - الأستاذ الكبير خليل كلفت المحترم
سها السباعي ( 2013 / 3 / 25 - 14:35 )
قراءتك وتقديرك وسام على صدري، شكرًا جزيلاً لك.


7 - الحرية حالة
سها السباعي ( 2013 / 3 / 25 - 14:44 )
الأستاذة العزيزة ليندا كبرييل المحترمة
الحرية حالة، أقلنا حيلة هو من يركزها في كونٍ مادي، وأوسطنا قدرة هو من يخلقها في عقله ويعيشها بقلبه ويحلق بين جنباتها بروحه. وأعظمنا قدرة وحظا من جمع الكل. لا تثريب على قليل الحيلة، ولا فخر لمن يملك القدرة العقلية، كل يتصرف بحسب حاله.
السماء أكبر منهم، والصهيل صوته أعلى من نشازهم، والابتسامة لا يملك سجنها إلا صاحبها. الكل حالة. ما أسعد من يقدر على خلقها .. وما أكمل سعادته إن حاز كل جوانبها؛ المادي والروحي والعقلي.
تحياتي ومودتي


8 - الاستاذه سها السباعي المحترمه
جان نصار ( 2013 / 3 / 26 - 09:13 )
رائع وجميل ما جاء في قصتك .هل سياتي يوم ونبتسم لحرية شعوبنا على زماننا ام ستبقى امالنل في حدود التمني.
لك مني موده وابتسامه وجرعة تفائل.


9 - الاستاذه سها السباعي المحترمه
جان نصار ( 2013 / 3 / 26 - 09:13 )
رائع وجميل ما جاء في قصتك .هل سياتي يوم ونبتسم لحرية شعوبنا على زماننا ام ستبقى امالنل في حدود التمني.
لك مني موده وابتسامه وجرعة تفائل.


10 - التمني
سها السباعي ( 2013 / 3 / 26 - 11:03 )
الأستاذ جان نصار المحترم
أشكر قراءتك، أما عن سؤالك فقد أجابت عليه السيدة أم كلثوم عندما تغنت بكلمات الشاعر أحمد شوقي : وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن..! عن نفسي ومن موقعي لا أملك إلا الأمل ومحاولة التفاؤل التي أشكرك على جرعة منه.
تحياتي


11 - التمني
سها السباعي ( 2013 / 3 / 26 - 11:03 )
الأستاذ جان نصار المحترم
أشكر قراءتك، أما عن سؤالك فقد أجابت عليه السيدة أم كلثوم عندما تغنت بكلمات الشاعر أحمد شوقي : وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن..! عن نفسي ومن موقعي لا أملك إلا الأمل ومحاولة التفاؤل التي أشكرك على جرعة منه.
تحياتي


12 - شكرا يا سها
مازن كم الماز ( 2013 / 3 / 27 - 05:43 )
الحب و الحرية و الصهيل في المروج الواسعة خلف القضبان , مع لغة فاتنة تنساب كنسيم البحر , ليس فقط لغتك و لا موهبتك أيضا , أنت جميلة جدا في أعماقك يا سها , بالمناسبة كيفك ليندا ؟ شو عاملة هاليومين ؟ لا تبخلي علينا بالبسمة التي أظن أنها لا تفارق شفتيك


13 - شكرًا لك دكتور مازن
سها السباعي ( 2013 / 3 / 27 - 05:54 )
ربما كانت تيمة مكرةة، صهيل الحصان، العلاقة الملغزة بينه وبين الإنسان. لكن مفارقة البحث عن الحرية والرحيل إلى أقصى الأرض من أجلها ثم إيجاها في داخل النفس هو ما فتنني وأنا أكتب الكلمات التي انهالت على رأسي بدون إعداد مسبق.

تسعدني قراءتك وتقديرك، وإطراؤك على ما في الأعماق. وشكر أيضًا إلى الصديقة العزيزة ليندا التي أخبرتني عن كتاباتك.
تحياتي وتقديري


14 - خيانة الأمانة
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 27 - 07:35 )
((وبما أن السماء هناك أصبحت مقبضة، فكان ينبغي أن أرحل إلى أرضٍ سماؤها أكثر إشراقًا. ليس ذنب السماء، أعرف. لكنني لم أعد أحتمل.))
السبب في رحيله هو السماء حين ((أصبحت مقبضة))، ولكن السماء مع ذلك ليست مذنبة؟.
كيف؟ لم أفهم؟

صحيح أن إطلاق سراح أسير فعل نبيل، ولكن هل يكون نبيلاً، إذا تحقق بخيانة الأمانة؟

مع تحياتي


15 - ذنب الأرض حملته السماء
سها السباعي ( 2013 / 3 / 27 - 09:28 )
الأستاذ نعيم إيليا المحترم

تتلوث السماء القريبة بأفعالنا نحن البشر على الأرض، كبت الحرية يجعل السماء الواسعة سقف زنزانة. الغربة بين الأهل وداخل الوطن تجعل كل الاتساع المحيط سجنا مقبضا. كان الحل عند بطلي تغيير الأرض التي يستقر فوقها ظنا منه أن سماءها ستكون أكثر بهجة وإشراقًا، ولوهلة، حصل على البراح الذي كان يبتغيه.

عمليا، هو لم يخن أحدا لأن هذه لم تكن مزرعته، وعمليا، هو لم يسرق لأنه لم يحز ما أطلق سراحه، وقع بطلي تحت تأير إحساس طوباوي أمده بالسعادة، اكتفى بأن يشعر كائن آخر بالحرية الكاملة، غير المهددة بأوراق الإقامة، وقيود اليديولوجية والجنسية والانتماء ووجع الغربة ومحاولات مستمرة للتسامي والتعالي على الموجعات .

أشكر حضورك وأسئلتك المثيرة للنقاش والمثرية للأفكار


16 - الأستاذ مازن كم الماز المحترم بعد إذن الأستاذة سها
ليندا كبرييل ( 2013 / 3 / 27 - 10:54 )
تحياتي أستاذنا .. أنا بخير وأشكرك على السؤال
نعم أستاذ.. اعتقد أن الأعماق النقية تولد لغة جميلة ، وهذا ما أشعره في أديبتنا التي أتوقع لها مستقبلاً طيباً
ماذا أفعل ؟
أزور بيت أهلي
يقع بيت أهلي هنا في أرض الحوار ، بيت واسع جداً، غرفه كثيرة ، أخرج من غرفة لأدخل في أخرى ، وكل غرفة فيها من المعروض ما يفتح النفس والعقل
فإن وجدت أبواب بعضها موصدة ذهبت أبحث عن سلسلة المفاتيح
إلا مفاتيح غرفة الأستاذ إيليا نعيم .. عثرت على مفتاحها ، لكنه للأسف لا يفتح معي

أستاذ إيليا : أين أنت ؟
سأسمح لنفسي أن أجيب على سؤالك بعد إذن الأستاذة
السماء المقبضة أيضاً رائعة أستاذ نعيم، انظر إليها وتأمل، إنها أروع من المشرقة ..
حسب قوانين الطبيعة فقد انقبضت السماء والباقي على المتأمل الذي هو بطل المقال هنا
فإما أن يتأملها ويهيء نفسه للإشراق القادم، أو يرحل عنها لسماء مشرقة لا فكاك لها من قانون القبض الذي سيلحقها شاءت أم أبت هذه السماء إذ لا يد لها لتلعب بالقوانين
لكن الإشراق أخ القبض والاثنان مترافقان دوماً
ولا ذنب للسماء في اختيارنا الرحيل عنها أو البقاء برفقتها

أحيي حضرات الأساتذة المعلقين ولكم احترامي


17 - خيانة الأمانة 2
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 27 - 14:53 )
(( عمليا، هو لم يخن أحدا لأن هذه لم تكن مزرعته))
رح خليك تعصبي مني. إيه! أنا قارئ غليظ، لا يرتاح إلا إذا أزعج المبدعات
معليش عزيزتي، طولي بالك عليي!
أنا بخلافك تماماً، أرى القضية بمنظار آخر، هكذا: لو كانت المزرعة مزرعته؛ أي من ممتلكاته الشخصية، ما كان الذي اجترحه خيانة.
سمح بطلك لنفسه أن يتصرف بممتلكات الآخرين، لإرضاء شعور جال في نفسه، فهل كان تصرفه هذا لائقاً، بعد إذ أكد لصاحب المزرعة، بما يشبه العهد، أن ليست له من غاية إلا البراح والعمل؟
كيف يسمح لنفسه أن يتسلل إلى المزرعة المجاورة، ليطلق سراح موستانغ التي صارت في حوزة صاحب هذه المزرعة؟
سيدتي، أن يكون بطل القصة خائناً للأمانة، ليس مشكلة. المشكلة هي في أنك تصورين هذه الخيانة بطولة.

يا ست ليندا، عن أي روعة تتحدثين، يا جزاك الله خيراً؟
كيف لمن ليس فائقاً ورائقاً، أن يرى في السماء المنقبضة شعاعاً رائقاً؟
هه، تذكرت: ((قال السماء كئيبة..)) إي بس أنا، من أين لي أن أبتسم؟
أشكرك عزيزتي على الجواب، وعلى سؤالك اللطيف عني!


18 - العزيزة ليندا والأستاذ نعيم
سها السباعي ( 2013 / 3 / 27 - 15:28 )
تخجلينني يا عزيزتي وتعطيني أكثر مما أستحق. أحب أنك ترين الروعة والجمال في كل موقف وكل مشهد.

الأستاذ نعيم إيليا، أنا لن ((أعصب منك))، بالعكس، فكما قلتُ ، أسئلتك تُقَلِّب الأفكار الواردة في الموضوع ونزداد بها جميعًا ثراء.
أولاً، لا ننسى أننا نقاش هنا قصة قصيرة، أي لون من ألوان الأدب، والأدب كما قلتُ عنه في نصي ((سألتُ معلمي)) : ((ليس منبر خطابة ولا محراب وعظ))، لذلك فأنا لا أحكم على بطلي ولا أقيمه.
ثانيًا: أنا لم أدعِ لبطلي ((البطولة)) ، لقد تصرف من وحي شغفه وولعه بالحرية وبحثه الدائم عنها ونال جزاءه العادل من وجهة نظر القانون.
ثالثًا: الفرس أصبحت من نصيب مزرعة قريبة؛(( ثم تأكد الخبر عندما تناقل العمال أن مزرعةً قريبة حصلت على فرس موستانغ سوداء جامحة.)) ، وقصدت بقولي في تعليقي أنها ليست مزرعته أعني ليست المزرعة التي يعمل فيها. فهو لم يخن رب عمله، وإنما تعدى على ممتلكات الآخرين ودفع ثمن تصرفه.
وبشكل عام يا سيدي فلا تستهويني الكتابة عن الأبطال، فأنا مولعة بالبشرالفانين، الذين يخطئون تارة ويفعلون الصواب تارة، وكلمة -بطلي- ليست إلا اختصار متعارف عليه للشخصية الرئيسية، في انتظار المزيد :)


19 - خيانة الأمانة 3
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 27 - 16:54 )
((لقد تصرف من وحي شغفه وولعه بالحرية وبحثه الدائم عنها ونال جزاءه العادل من وجهة نظر القانون.))
قارني سيدتي بين قولك هذا، وبين هذا:
((لكن مفارقة البحث عن الحرية والرحيل إلى أقصى الأرض من أجلها ثم إيجادها في داخل النفس [هو ما فتنني] وأنا أكتب الكلمات التي انهالت على رأسي بدون إعداد مسبق.))
ألا ترين أن ليس بينهما تساوق والتئام؟
في الأول تتنصلين من ذنب بطلك، وفي تنصلك اعتراف صريح بخطئه.
وفي الثاني (يفتنك) بحثه عن الحرية، الحرية التي ستتجلى خارج نفسه، لا داخل نفسه كما ذكرت، عندما أقدم على إطلاق سراح الفرس، وفي هذا الموقف ما ينقض الموقف الأول.
وقد يستنتج القارئ من موقفك الثاني، أنك لست على حياد من تصرف بطلك، ولست لا مبالية بمصيره، وإنما أنت تؤازرينه، تكبرين صنيعه، ترين في فعله (النبيل) تضحية من أجل الحرية.
بيد أن الظروف التي أدخلت البطل فيها وأحطته بها، لم تكن ملائمة لارتكاب هذه التضحية.
البطل ضيف، هدفه الإقامة والعمل، فبأي حق ينتهك ضيف حرمة المزارع؟


20 - الأستاذ نعيم إيليا المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 3 / 27 - 22:34 )
ها أنذا أراك قد أجبت بنفسك عن سؤالك التالي

السبب في رحيله هو السماء حين((أصبحت مقبضة))، ولكن السماء مع ذلك ليست مذنبة؟
كيف؟ لم أفهم؟

بقولك: تخاطبني في ت 19 ردا على رؤيتي السماء رائعة وهي مقبضة

كيف لمن ليس فائقا ورائقا، أن يرى في السماء المنقبضة شعاعاً رائقاً؟
هه، تذكرت: ((قال السماء كئيبة..)) إي بس أنا، من أين لي أن أبتسم؟

يا أستاذ نعيم : أنا لا أرى في السماء المنقبضة ( شعاعا رائقا) لكني ( أتأمّل .. أرجو .. أتمنى ) أن أرى الشعاع، لأنه حتماً سيأتي فهذه قوانين الطبيعة
إذن يبقى على ناظر السماء إما أن يهيء نفسه للإشعاع (القادم دون شك) فهذه هي القوانين .. مثلي أنا
أو أن يراها كئيبة ومن أين له أن يبتسم .. كحضرتك
أقصد أن السماء لا ذنب لها، نحن من يختار البقاء تحتها أو الرحيل

أما مناقشتك الأستاذة سها عن ( خيانة الأمانة ) فهو سؤال فلسفي أخلاقي جدير بالوقوف والتمعن فيه
الفلاسفة كلهم ( غلظا )هاهاها يا أستاذ نعيم ، لأنهم يطرحون أسئلة عميقة تثير الذهن ، وتقلب المفاهيم وتطرح قضايا جديدة
الخمول فقط من لا تعنيه غلاظتهم أو هضامتهم، لأنه لا يهمه من الحياة سوى أن يسمع ويمشي
تفضل احترامي


21 - ماهذا عزيزى نعيم هل نحن أمام جهاز التوعية والإرشاد
سامى لبيب ( 2013 / 3 / 28 - 01:10 )
تحياتى عزيزتى سها فبالرغم من سطور قصتك الصغيرة فقد برعتى فى رسم الصور. عندما نقرأ قصة فلسنا فى انتظار الوعظ والإرشاد ولسنا أمام ما يجب وما يكون- نحن امام عمل فنى يرسم الصور بريشة وليس بكاميرا ولا يقف منتصبا ليقول : انظروا هاهى الاخلاق الحميدة
العمل الفنى تعبير عفوى عن النفس البشرية بكل ما يعتريها
العمل الفنى يخرج عن توجيهات جهاز التوعية والإرشاد التابع للإتحاد الإشتراكى وليس فيلما عربيا ليأتى المأذون فى نهاية الفيلم مع راقصة جميلة وقبلة تلف العروسين .
عالفكرة ان اعشق السماء الملبدة بالغيوم ولا اميل للسماء الصافية فبئس اللون الواحد


22 - ((1))ليست خيانة أمانة أستاذ نعيم
سها السباعي ( 2013 / 3 / 28 - 05:30 )
تهمة بطلي كما يوصفها القانون الأمريكي الذي عوقب بموجبه هي
Breaking and Entering
هذا إذا كنا سنتعامل مع الموضوع على أنه قضية قانونية وليس قصة. أود أن أعرف ماذا ستقول لدستويفسكي عن بطله راسكولنيكوف في الجريمة والعقاب، وأنا أقل من دستويفسكي بالطبع ولا أستطيع أن أضع اسمي بجوار اسمه، وجريمة بطلي أقل بكثير من جريمة راسكولنيكوف.
الأمر خطأ من وجهة نظر القانون، خطأ من وجهة نظر صاحب المزرعة الذي خسر فرسا غالية لم يشتريها بماله وإنما صادها من البرية ولم يخسر سوى ساعات عمل صائدها، لكنه بطولة في نظر الفرس، تحقيق هدف من وجهة نظر البطل. وبما أننا نعيش على الأرض وفي حدود القانون فإننا ملزمون به وهذا ما حدث، أخطأ فنال عقابه، ليس هذا تنصلا منا ونعم لا أزال على إعجابي بما فعل لو كنت مكانه ومكان فرسه الحبيبة. طبعا لست على الحياد.
بالمثل أعشق راسكولنيكوف، أعشق حواره مع نفسه قبل جريمته وبعدها، أعشق ارتياحه بعد أن أرضى ضميره في النهاية وتطهر، وهذا ليس معناه أنني أوافقه على القتل، أو أجد مبررا لما فعل، لكنني أومن بالبشر، وبما يشعرون، لا أومن دائما بالعدالة العمياء، لكنني أوكمن بالكارما، وبكما تدين تدان


23 - ليست خيانة أمانة أستاذ نعيم 2
سها السباعي ( 2013 / 3 / 28 - 05:51 )
بالطبع لست على الحياد، أنا كاتبة القصة، صانعة البطل، لي موقف من الحياة كثيرا -إن لم يكن دائمًا- ما يتداخل مع ما أكتب، وبطلي ليس ملاكا، هو هارب، يطارد حلمه، وثمن مطاردته لحلمه هو العمل والإقامة بشروط وقوانين. نعم أحن إلى زمن حين كان المرء يحمل زادا وبعض الملابس ويرتحل في الأرض بدون حدود. بدون تأشيرات ولا جوازات سفر.
أما بالنسبة لقولك: (( الظروف التي أدخلت البطل فيها وأحطته بها، لم تكن ملائمة لارتكاب هذه التضحية))، فهو يذكرني بنص لشارل بودلير في سأم باريس عنوانه ((بائع الزجاج الردئ))، يقول في بدايته: (( هناك أناس يغرقون في التأمل ولا يصلحون للفعل بالمرة، لكنهم بتأثير دافعٍ خفيٍّ ومجهول، أحيانًا ما يتحركون إلى الفعل بسرعة يظنون هم أنفسهم أنهم غير قادرين عليها)). وهكذا فعل بطلي، بتأثير دافعه المعلوم له على الأقل، لن أحاكمه ولن أحكم عليه، فكفاه حكم القانون وحكم حضرتك ، -وها أنا ذا أبتسم- فأنا بالفعل سعيدة بمناقشتك، لكنك أخرجتنا من مود القصة الأدبية إلى قضية أخلاقية، وهذا فقط ليس موضوعي. تحياتي ومرحبا بنقاشاتك دائمًا.


24 - الأستاذة العزيزة ليندا
سها السباعي ( 2013 / 3 / 28 - 05:59 )
كما قلتُ من قبل، يعجبني تفاؤلك ورؤيتك للجمال في كل شيء، السماء المقبضة تليها سماء مشرقة، دوام الحال من المحال.
كما أنني مستمتعة جدا بنقاشك مع الأستاذ نعيم، فأنتِ تكفينني إجابة بعض الجوانب التي أغفل عنها أو لا أجد لها جواباً. وأرجو ألا أكون خمولةً، فأنا لن أسمع وأمشي ومعك يا أستاذ نعيم إلى آخر الخط - وها أنا أبتسم مرة أخرى -. دمتِ ودام قلمك.


25 - رأيك مثل رأيي أستاذ سامي لبيب
سها السباعي ( 2013 / 3 / 28 - 06:20 )
قلت في تعليقك: ((العمل تالفني تعبير عن النفس البشرية بكل ما يعتريها))، وهذا يوافق ما قلت في تعليقي ردا على الأستاذ نعيم أننا نناقش هنا قصة قصيرة، أي لون من ألوان الأدب، والأدب كما قلتُ عنه في نصي ((سألتُ معلمي)) : ((ليس منبر . خطابة ولا محراب وعظ))، لذلك فأنا لا أحكم على بطلي ولا أقيمه. ولا أنتظر من قصة أن تقول لي هذا خطأ وهذا صواب. فأنا أجد الأمر نسبي في أحيان كثيرة.

بالنسبة للسماء فلك ذوقك الخاص بالطبع، لكن بطلي رأى السماء مقبضة لأنه رأى فيها انعكاس انقباض الأرض التي رحل منها، إنه انقباض مجازي حتى لو كانت سماء زرقاء صافية مثل سمائنا في مصر معظم أيام العام. السماء بالنسبة له كانت سقف زنزانة مجازية، شعورية. أما السماء المشرقة التي كان يراها من بين قضبان نافذة زنزانته الواقعية فهي انعكاس لما في داخله من معنى الحرية الذي حققه بشكل آخر، بتحقيقها لمخلوق خلق حرا ويجب أن يظل، كما نتمنى أن نكون،وإذا كنا محاطون بعدد لا نهائي من الأسيجة المادية والمعنوية، فالفرس ليست ملزمة بهذا، وهذا ما فعله بطلي.
سعيدة بمرورك وتعليقك ومرحبا بك دائما.


26 - الرد على الأستاذة ليندا
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 28 - 14:06 )
((ها أنذا أراك قد أجبت بنفسك عن سؤالك التالي))

لا، لااااا، عزيزتي، وإنما أردت من ذلك السؤال أن ألفت نظر أديبتنا إلى قولها الذي حوى تناقضاً؛ بغية تصويبه.
تأملي قولها من فضلك!: ((وبما أن السماء هناك أصبحت مقبضة، فكان ينبغي أن أرحل إلى أرضٍ سماؤها أكثر إشراقًا. ليس ذنب السماء، أعرف. لكنني لم أعد أحتمل.))
فإذا طرحتِ بعد التأمل هذا السؤال: لماذا رحل البطل؟
أفلن يأتيك هذا الجواب: رحل بسبب السماء المقبضة؟
إذن، فإن السماء هي المذنبة؛ لأنها هي التي أرغمته على الرحيل. إلا أن أديبتنا الجميلة، ستنفي أن تكون السماء مذنبة، في عين اللحظة التي أكدت فيها أن السماء مذنبة.
إن الجمع بين نقيضين (مذنب، لا مذنب) في قضية واحدة ممتنع.

أغبطك على تفاؤلك، على استبشارك بطلوع الشمس، وإيمانك بقوانين الطبيعة، لله درك! يعني نيالك!. أما أنا يا عزيزتي، فقد انهارت عندي قوانين الطبيعة، (وعمرها ما تنهار، شو يعني؟) لست آسفاً عليها، فأمسيت ولم يبق لدي غير أن أحضن عودي وأغني (اسقني واشرب).


27 - الرد على الأستاذ سامي لبيب
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 28 - 14:34 )
((العمل الفنى تعبير عفوى عن النفس البشرية بكل ما يعتريها))
بيد أن الفن ولا سيما فن القصة لا يخلو من أن يتضمن فكرة رئيسة. وهذه الفكرة إما أن تكون قوية مثيرة نافعة طريفة، وإما أن تكون خلاف ذلك.
ولا خير في قصة لا تجسد فكرة ولا تحيي معنى.

((عالفكرة انا اعشق السماء الملبدة بالغيوم ولا اميل للسماء الصافية فبئس اللون الواحد))
أنت وذوقك ومزاجك
أنت حر ، ولكنك لست حراً عندما ترتكب إثم التناقض
تسألني أين التناقض؟
إليكه: حين تعشق السماء الملبدة، ولا تعشق السماء الصافية؛ فأنت على لون واحد
ولكنك مع ذلك تلعن اللون الواحد
مع تحياتي


28 - الرد على أديبتنا
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 28 - 15:01 )
جميل، رائع!
مثل راسكولنيكوف أصدق الأمثلة لفض النزاع بيننا
راسكولنيكوف قتل العجوز، فماذا لو أن دوستوييفسكي صور جريمته المنكرة على أنها فعل نبيل،
أكان صنيعه سيحوز على رضاك؟
والآن، فإن كنتِ راضية باقتحام بطلك للمزرعة، فكأنك راضية بقتل راسكولنيكوف للعجوز.
وإن كنتِ غير راضية باقتحام بطلك للمزرعة، فأنت غير راضية حتماً بقتل راسكولنيكوف
فاختاري! وأيَّ مذهب تختارين؟
وأذكِّرك هنا سيدتي، بأنني لا شأن لي ببطلك ولا بتصرفاته وأفعاله، وإنما لي شأن بك أنت؛ بموقفك منه
مع تحياتي


29 - غير راضية فيا ليتك ترضى أستاذ نعيم
سها السباعي ( 2013 / 3 / 28 - 17:46 )
غير راضية بقتل راسكولنيكوف للعجوز، لكني راضية بكل حواره مع نفسه قبل وبعد مقتل العجوز
غير راضية باقتحام بطلي للمزرعة، لكني راضية بإحساسه بعد تحرير الفرس، راضية بإحساس الفرس

أرجو ألا أدخل تجربة تؤدي بي لأفعل مثل راسكولنيكوف أو مثل بطلي، لكنني مقدرة لكل الظروف المحيطة بفعلهما. لست إلها لأحاسب، لست مصلحا لأصحح فعلا، لست فوق الناس لأقيمهم. أنا فقط أرى وأشعر وأكتب

السماء مقبضة ((بالنسبة )) للبطل، وليست مقبضة للآخرين غيره، السماء ليست مذنبة، الذنب ((إن كنت مصرا على وجوده)) ذنب الأرض التي كان يحياها البطل ويعتبرها سجنا والسماء سقفه، و ربما ذنب البطل لإحساسه أنها تجثم على أنفاسه

السماء الملبدة ليست ذات لون واحد، الغمام الرقيق يختلف عن الرمادي يختلف عن الغيوم الممطرة، السماء الصافية كذلك ليست بلون واحد، لونها في الفجر غير الشروق غير الظهيرة غير الأصيل غير الغروب غير الليل.

أذكر أنك أستاذ نعيم منذ نص ماض لي أردت أن توقعني في فخ التناقض. لا
تناقض.. القضية قضية نسبية ليس أكثر

تحياتي


30 - اللون الواحد
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 29 - 02:58 )
(( أذكر أنك أستاذ نعيم منذ نص ماض لي أردت أن توقعني في فخ التناقض))
ما لي ولك يا معلمتي؟
أنا لا شأن لي إلا بأفكارك وإبداعك الفني.
شفتِ ؟ أنت عصبت
ثم كيف لقارئ أن يوقع كاتبة موهوبة مبدعة في ((فخ التناقض)) !؟ هذا من أعجب ما قرأت في الآونة الأخيرة.
ولنعد الآن إلى قول الأستاذ، لأن شرحك له لم يكن واضحاً، والسبب أنك فصلت أجزاءه، وتناولت جزءاً واحداً منفرداً منها، وأمعنت فيه تحليلاً؛ فكان أن اختفى بذلك الفصل والتحليل تناقضُه
القضية هنا تتكون من جزأين لا من جزء واحد: لدينا السماء الملبدة التي يعشقها، والسماء الصافية التي يمقتها.
السماء الملبدة (لون واحد) بإزاء السماء الصافية التي هي أيضاً (لون واحد).
والأستاذ يكره (اللون الواحد)
فإذن يجب أن يكره السماء الملبدة.
ولكنه لا يكرهها، بل يعشقها. والكره والعشق نقيضان لا يجتمعان لشيء واحد.
ومن هنا كان قوله شبيهاً بقول القائل: أعشق امرأتي لأنها بيضاء البشرة، أكره امرأتي لأنها بيضاء البشرة. وهذا تناقض صارخ.
تحياتي


31 - التناقض ثم التناقض يا أستاذ نعيم
سها السباعي ( 2013 / 3 / 29 - 07:44 )
يا أستاذي لم أعصب،‏ واسأل صديقتنا ليندا فأنا لاأزال محتفظة بابتسامتي عند كل تعليق.‏ أتذكر موضوع التناقض لأنك فعلا تركز عليه حتى في تعليقات القراء وليس في النص الذي تعلق عليه وحسب،‏ كما لو كان هذا هو ما تبحث عنه.‏
تقول أنه لا شأن لك إلا بالكتابة والإبداع الفني،‏ لكنك ركزت على قضية أخلاقية كما لو كنت تقرأ مقالا في الاجتماع أو في السلوك البشري.‏ لم تناقش الأسلوب الأدبي،‏ لم تناقش التصوير ولا السرد ولا اللغة.‏ موضوع السماء ناقشته من وجة نظري.‏ أنت تركز دائما على نقطة واحدة في الردود أو النص وتتغاضى عن البقية،‏ فهل هذا يعني أنك متفق مع باقي النقاط؟ هذا سيكون رائعا حقا أن ترضى عن الباقي -‏ وها أنا لا أزال أبتسم.
مع أسئلتك ونقاشك إلى آخر الخط أستاذ نعيم إيليا فمرحبا بك دائما.


32 - وهيك بدنا ياك مبتسمة ع طول
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 29 - 09:14 )
(( فهل هذا يعني أنك متفق مع باقي النقاط؟))
بالمية مية. ولو لم أكن متفقاً مع باقي النقاط، ما كنت سكت عنها.
ركزت في نقدي السريع الخاطف على قضية فكرية أخلاقية وردت في قصتك، وأهملت حسناتك؛ لأن حسناتك كثيرة معروفة، وهي ليست بحاجة إلى أن تذكر دائماً وخصوصاً في هذه العجالة
معليش عزيزتي، بعتذر منك .. كنت قاسي شوي على أفكارك.
اللعنة على النقد، يجعلني أحياناً قاسياً فظاً، وأنا في الواقع بعيد عنهما كل البعد
سأعتزل النقد بجميع ضروبه وأشكاله، ينبغي أن أعتزله، ليذهب النقد إلى حيث ألقت رحلها، مالي وله!
مع تحياتي . وابقي اهتمي بموهبتك العظيمة وتابعي مشوارك ولا على بالك، لا تستائي من النقد ولا تخافي منو أبداً. النقد ولو كان (سلبياً) على لغة أستاذتنا الست ليندا، هو ضروري للأدباء، من دونه يصعب على الأديب أن يُعرف. النقد يصنع الأدباء إذ يشهرهم ويقدم لهم الحوافز.
على فكرة، يمكن يكون الناقد بيحسد المبدع على إبداعه، ما تستغربي، ولا تبالي فهذا الحسد مفيد نافع للمحسود. وقد عبر أبو تمام، متل ما بتعرفي، عن هذا المعنى بقوة في بيته المشهور :
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود


33 - أين نقد باقي الأوجه أستاذ نعيم
سها السباعي ( 2013 / 3 / 29 - 10:45 )
على العكس، أرجو ألا تعتزل النقد فككما قلت وكما قالت العزيزة ليندا مهم جدا للكاتب، وأنا أعلن وأصرح بدون خجل أو خوف أنني بحاجة للنقد وسأظل بحاجته لأننا نرى عيوبنا وما أغفلناه بعيون الناقد، أما مدى تأثرنا به فهو شأن شخصي يختلف من أحد لآخر. وأعتقد أنني قادرة على الاحتمال وتأكيد وجهة نظري إن كنت مقتنعة بها والتراجع أو الاعتراف بالقصور إن لم أكن واثقة من موقفي.
وأعطيك مثلا: لفظة ((أتجذر)) في بداية القصة نبهني الأستاذ
Simon Jerjy
إلى أنها تعني الاقتلاع من الجذور لأصل الفعل ((جذر)) بفتح الذال،ونبهني لذلك لأن قصدي كان ضرب الجذور في أرض أخرى وتثبيتها بها وهو عكس المعنى، فرد الأستاذ الكبير خليل كلفت أن ما قصدت صحيح وهو يرجع للفعل الرباعي ((جذِّر)) بتشديد الذال وهو ما يعني ما قصدته. نقاش لم يحسب بعد ولكنه نبه إلى قضية لغوية في نصي. وهذا ما يثري الكاتب ويطوره نصا بعد نص. فلا تعتزل يا سيدي النقد ولا تركز على الحسنات فهي ليست جديرة بالذكر. وأرجع إلى دستويفسكي لأقول إنني لا يمكن أبدا أن أسأله هل أنت راض عن قتل بطلك للعجوزأم لا؟؟ قيم دستويفسكي الإنسانية لا تعنيني، علاقتي به تتوقف على كتباته. تحياتي


34 - تجذِّر
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 29 - 12:57 )
ما دمت أتيتِ على مسألة (تجذَّر) وعلى الخلاف حولها ما بين صديقي سيمون جرجي وهو نحوي محنك، وبين الأستاذ خليل كلفت وهو غني عن التعريف، وجب علي أن أشارك في تحقيقها، ولا سيما أنني كنت فيما مضى من المهتمين بعلوم اللغة من نحو وتصريف، قبل أن أدبر عنها إذ وعيت أنها علوم جامدة لا ابتكار فيها ولا إبداع.
الفعل (جذَّرَ) على فعّل المزيد بالتضعيف، ومطاوعه (تجذَّرَ) يكاد يكون له معنى واحد
هو الاستئصال والقطع؛ ولهذا فلا صحة لما قاله الأستاذ كلفت فيه من أن كونه على (فعّل)، وهو ثلاثي مضعف وليس رباعياً كما وهم الأستاذ كلفت، سبب في احتماله معنى (تأصَّل). وإنما هم المحدثون من أهل زماننا الذين أنشأوا له هذا المعنى وزادوه عليه. وخيراً فعلوا.
وفي الجملة، فإن الأديب ينبغي أن يتقن اللغة ويحسن التصرف فيها، لأنها له بمنزلة الألوان للرسام التشكيلي. ولكن لا يحسن به أن يستغرق فيها؛ فيتهيب التمرد الواعي المنضبط عليها.
مع تحياتي.


35 - الأستاذ نعيم إيليا المحترم 34
ليندا كبرييل ( 2013 / 3 / 29 - 13:24 )
فين رايح أستاذ نعيم فين ؟؟
ونحن ؟؟ منْ الذي سيقوّمنا ؟؟رجلنا على رجلك هاها
نحن ما عندنا مغادرون بكيفهم . المغادرة بإذن ، وإذا جئنا للجد فأنا أرجو ألا تكون جاداً في رغبتك بالمغادرة
عزيزي الأستاذ نعيم : نحتاج كلنا إلى الناقد الصادق وحضرتك تقوم بالمهمة على خير وجه
أشكرك على آرائك وملاحظاتك القيمة التي أؤكد لك أني أستفيد منها ( في كل المقالات ) ، ومغادرتك لنا خسارة حقاً
لست جاداً .. أليس كذلك ؟؟
تحياتي لحضرتك وللمعلقين الكرام


36 - الأخ نعيم
مازن كم الماز ( 2013 / 3 / 30 - 06:22 )
بتعرف أخ إيليا إنو حسستني إني أمام ضابط أمن للقواعد و النحو و الحروف و الأخلاق السائدة أيضا , أنا بعترف بضرورة النقد , بس مالي شايف اللغة كمنتج إنساني نهائي , و أنو من وضع قواعدها قبل قرون يحق له أن يمارس سلطته علينا من قبره , اللغة هي تعبير عن الجمال و الحياة و التجربة الإنسانية , إذا جعلناها سجنا هذا يعني شيئا واحدا فقط أن نحكم بضرورة ظهور بوعزيزي لغوي ذات يوم , و لأني ذواقة للأدب فقط سأتكلم فيما أعرف , عن تجربتي , كأي شاب في بداية حياتي حاولت أن أبحث عن قضية أو عن معنى للحياة , أخذت أقرأ بنهم كل ما كتبه المفكرون و أمثالهم عبر التاريخ , و أيضا سير حياتهم , من ابن تيمية إلى ابن الراوندي , غيفارا و خالد بن الوليد إلى كازانوفا و قيس بن الملوح , بحثت في سيرهم و كلامهم عن ذلك المعنى , و انتهيت كالعادة بأن تمنيت أن أكون ذات يوم سبارتاكوس أو غيفارا أو باكونين , و في بعض الأوقات الحسين أو يسوع أيضا , حتى جاء ذلك اليوم , الذي أدركت فيه عبث كل محاولاتي تلك , و قررت فيه أن أحرق كل شيء , قررت فيه أن أكون نفسي فقط .. لا نعيش لنكون ظلا لأحد , نعيش لنكون أنفسنا , نتعلم من الآخرين صح , لكن لا جدوى


37 - الأخ نعيم 2
مازن كم الماز ( 2013 / 3 / 30 - 06:26 )
من محاولة تكرارهم , في النهاية لن نصبح إلا نحن , و بالمناسبة هذه أروع حياة يمكننا أن نعيشها , صديقي : نحن لسنا صفحات في كتب التاريخ , بما في ذلك تاريخ الأدب , نحن كائنات تضج بالحياة , نحن نستحق حياة حرة تليق بالبشر , لا يحق للأحياء أن يحكمونا فكيف بالأموات ؟ أخيرا صدقني أخي العزيز , السجون , الفقر و الحرمان هي أكبر خيانة لجنس البشر , بتشكرك كتير لإنك عطيتني فرصة تانية مر و سلم عالعزيزتين سها و ليندا


38 - التمرد على النظام اللغوي الجامد، واجب حضاري
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 30 - 12:04 )
عزيزي الدكتور مازن. تشرفني أخوتك
وشكراً لك شكراً جزيلاً! لا على هذه الرسالة الرائعة فحسب، بل على جهودك الطيبة النبيلة في سبيل الحرية
أتابع مقالاتك باهتمام ولذة، لما فيها من ثروة فكرية وسياسية واجتماعية. بيني وبينك رابط قوي هو عشق الحرية.
الحقيقة يا أخي العزيز، أنني على رأيك في مسألة اللغة. فأنا مثلك لست من المتزمتين لها أو من المتمسكين بنظامها العبوس المقْمَطرِّ. على العكس تماماً، فأنا أحب التجديد في أساليب اللغة وتطويعها لاستيعاب حاجاتنا وأذواقنا العصرية.
ولعلك قرأت رأيي في مسألة (جذر) حيث اعتبرت المعنى الجديد الذي غنمته الكلمة هذه بفضل المحدثين خيراً
أكتب إليك..لم أستطع إلا أن أكتب إليك، مع أنني حردان من الكتابة.
وكنت آليت على نفسي، ماني راجع إلها، إلا بصحن تبولة من تحت ديّات العزيزتين سها وليندا الناعمتين السمحتين


39 - ميت هلا بعودتك أستاذ نعيم
ليندا كبرييل ( 2013 / 3 / 30 - 12:53 )
أبدأ بالتحية للشخص الذي جمعنا على عشق الحرية الأستاذ مازن كم الماز المحترم
والله إذا كنتم تريدون الحقيقة ، فإن اللغة بقلمي الأستاذين نعيم إيليا ومازن كم الماز رائعة
سياسي يتلبّس أديبا
وأديب يتلبّس فيلسوفاً
ونحن نتمتع بأفكاركما ونتعلم منها الكثير . قد لا نستطيع أحياناً المشاركة بالتعليق على طروحاتكما ، لكن المشاركة بالقراءة لا بد منها ، وخسارة حقاً لمن تفوته غزارة علمكما . أنا أقول ما بضميري .
أما وقد قلته وانتهيت ، فأنا أرجو أن تعود البلد بخير ونجتمع على صحن كبة وتبولة ، وندعو سها من مصر وحضرات المعلقين الكرام من ضيوفها الأعزاء
قلما تحققت أحلامي لكن ..
هذا حلم وأمل أرجوه أن يتحقق مع النصر لثوراتنا
مع التحية والتقدير وكل عام وحضراتكم بخير مع قدوم عيد الفصح الذي يمر على العالم أجمع بمختلف أديانه وطوائفه


40 - يا لسعادتي وفخري بكم جميعا
سها السباعي ( 2013 / 3 / 30 - 14:47 )
ّ أستاذيّ المحترمين مازن كم الماز ونعيم إيليا ولن أغفل ذكر أستاذي خليل كلفت وسيمون جرجي الذي لا يزال النقاش دائرًا بينهما بخصوص الموضوع على صفحتي بالفيس بوك، وبالطبع العزيزة الغالية ليندا التي شجعتني مرارا وتكرارا على المثابرة على الكتابة والنشر وأتاحت لي فرصة لقائكم وصداقتكم جميعا ، فشكرًا وامتنانا من قلبي.
ولا أنسى أن أشكر كلمة ((جذر)) التي فتحت بابا ثانيا للنقاش وإن كانت الخلاصة أن أربعتكم ((الأساذة كم الماز وإيليا وكلفت وجرجي)) قد اتفقتم في النهاية أن استعمالي صحيح ومعبر ولا بأس به من ناحية كونه محدثا ومتوافقا من حيث المعنى مع ما أردته في نصي. ولا بأس من الخلاف على درجة فصاحته على مقياس الأقدمين.
أما صحن التبولة أستاذ نعيم فأنا أقبل عزومة عزيزتنا ليندا فلا يمكن أن أتعدى على خبرتها في هذا الشأن، يمكنك أن تختار أكلة مصرية أحضرها معي وأنا جاية على سوريا بعد ما تعود سوريا التي عرفت عنها عن قرب من صديقات صباي وذقت من أيديهن أشهى طعام وسمعت أحلى كلام، وأسعدني الحظ بعد سنين بصحبتكم الرائعة فدمتم ودام ودكم.


41 - الكاتبة المبدعة سها السباعي تحية
مريم نجمه ( 2013 / 5 / 10 - 15:14 )
تحية وشكر للكاتبة المحترمة سها على قلمك وخيالك الجامح ورؤاك البعيدة وروحك التواقة للسمو ..
الحرية تجمعنا والإنسانية تربطنا بحرف وموقف والعمل الفني الصادق مهما كان لونه ..
سعدت بالتجول في حديقة ثقافتك الثرية وقرائك الأحباء ,, لك مني أعطر تحية ..
وافتخار ..
مودتي

اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع