الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس

مفيد بدر عبدالله

2013 / 3 / 25
كتابات ساخرة


بصرتنا الفيحاء ، الاقرب الى النور ، تلامس اشعة الشمس تربتها قبل اي مكان من عراقنا الحبيب ، تطوى ايامها الربيعية ، فالجو يسخن ومعه المشهد السياسي ، فالانتخابات على الابواب ، انطلقت دعاياتها بسرعة البرق ، وما بين ليلة وضحاها اضحت الاعمدة الكهربائية مساندا يتكأ عليها المرشحون ، فهل ستتكأ هي على الفائزين منهم ليرفعوا عنها الحرج ، فلم تزل وهي في العام العاشر للتغيير خجولة مما تحمله من اسلاك قلما يسري فيها التيار ، فلا تقوى على تجهيز الحالمين بما يحتاجون ، فتحمل لهم أسلاكا ملونة متصلة بالمولدات الاهلية لتسد عجزها ، وقد تكون هذه فرصة ذهبية لها لتسمعهم شكواها علهم ينصتون ، فهم من الصقوا بأنفسهم عليها ، وما سيزيدها ثقة للتحدث اليهم ابتساماتهم المستبشرة المتفائلة التي اصبحت من السمات المهمة لمرشحي هذه الايام ، ناهيك عن كرمهم الحاتمي الغير معهود، فلم يقتصر انفاق البعض منهم على الدعايات الانتخابية الباهظة ، بل تعداها لأفعال الخير ، وقد يكون هذا ما دفع بأحد المتسولين للقول " اتمنى ان تكون الانتخابات كل ثلاثة اشهر " ، فبعد انطلاق الحملات الدعائية بفترة بسيطة لمست كرم المرحلة ( مرحلة الترانزيت ) ، فقبل ايام قام احد المرشحين وعلى غير عادته بإيصالي بسيارته الخاصة الى مركز المدينة ، ولم يسمح لي باستئجار ( التاكسي ) ، هذه الالتفاتة جاءت بعد مئات المرات من التجاهل ، وادهشني مرشح اخر في احد المطاعم حين هرع قبلي وبادر بدفع حساب الغداء ، في حادثة لم الفها منه منذ ان عرفته قبل عقدين من الزمان ايام كنا زملاء في الكلية وتقابلنا عدة مرات في ذات المطعم .
ما حصلت عليه منهما لا يساوي شيئا امام ما قدمته الدعايات الانتخابية لاحد اصدقائي المغرم بحب فتاة ، العائق الوحيد امام زواجه كان ابوها ، استثمر صديقي فرصة ترشيح ابيها للانتخابات ليعيد الكرة ثانية ، وما كان من ابيها الا ان وافق وانهى قطيعة بين عائلتين محققا حلم صديقي الذي اصر على ان يتم عقد قرانه قبل الانتخابات ، خوفا من ان يتراجع ابوها بعد الانتخابات ، حصل له ما اراد ، وعلى الرغم من كل هذا الا ان صديقي يصر على ان لا ينتخبه ، فدائما ما كان يردد : " سأنتخب من يريد ان يضع العراق في قلبه ، لا من يريد ان يضع العراق في جيبه " أذ انه سمع والد خطيبته لأكثر من مرة يقول : " ان الهدية حلال وان رسولنا الكريم قد قبلها " ، وكانه يمهد للحصاد القادم ، قبل ان ينبت الزرع .
كل ما حصل عليه صديقي لم يغير قناعته ، فكيف لي ان اخدع بوجبة غداء او توصيلة بسيارة ، فكلا الاثنين لا يستحقان صوتي الانتخابي ، فانا لست بالسذاجة التي يتخيلاني بها ، ووعودهم لو تحقق نصفها لعشنا ميسوري الحال ، لكنهم ينسون بعد فترة وجيزة من رفع الدعايات الانتخابية ، اما انا فلن انسى وان نسيت سأتذكرها وانا امر من امام كوخ ( الحاج خنياب ) ، ذلك الرجل الفقير الذي صنع من اقمشة الدعايات الانتخابية الماضية والتي قبلها ستارة لباب كوخه، وغلف بها فراشه ،وتغطى بها في ايام الشتاء ، وكأن القدر اراد ان يكون المستقر النهائي والدائم لبعض اللافتات بما تحمله من وعود رنانة في منزل ذلك المعدم، وتمر عليها الاعوام تلو الاعوام ، فبعضها تعود للانتخابات قبل الفائتة ومرت عليها اكثر من سبعة اعوام ، ولو ان ( الحاج خنياب ) يجيد القراءة وعلم ما فيها من وعود لأصيب بالدوار مثلي ، وحتى عند زيارتي له لا اطلعه على ما فيها ، فهولا يدري بان ستارة بابه تتحدث عن الرخاء ، واللافتة التي يغلف به فراشه تتحدث عن العدلة والمساواة ، والمصيبة الكبرى لو عرف بان اللافتة التي يلتحف بها من البرد تعود لشخص استجوب عدة مرات في اروقة هيئة النزاهة وتحوم حوله شبهات الفساد ، ومكتوب عليها سأكون نصيرا للمظلومين . دائما ما اقول ( للحاج خنياب ) مازحا :" ان هذه الافتات تستحق ان تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية باعتبارها أطول دعايات انتخابية بالعالم ، فقد تخطى عمرها السبعة سنوات ولازالت معلقة" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟