الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجاءت أمريكا

ساطع راجي

2013 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


قضى الرئيس الامريكي باراك أوباما اليوم الاخير من جولته في الشرق الاوسط مستمتعا بآثار مدينة البتراء الاردنية بينما أرسل وزير خارجيته جون كيري يوم الاحد الى العراق ليبلغ قادته رسائل واضحة ومحددة، فترك كيري كل المجاملات الدبلوماسية جانبا وفضح في مؤتمر صحفي كل الرسائل التي سلمها لرئيس وزرائنا نوري المالكي ولرئيس برلماننا أسامة النجيفي، لقد أبلغ كيري المواطنين العراقيين مباشرة ما أوصله للرئيسين وتجنب بذلك بيانات مكتبي المالكي والنجيفي التي تظهر كيري وكأنه جاء ليستمع الى ستراتجياتهما ووصاياهما الاخلاقية والسياسية، كيري قال بوضوح ان واشنطن منزعجة من الموقف العراقي تجاه الازمة السورية وترفض التفرد في السلطة وترفض تأجيل الانتخابات في الانبار ونينوى وطالب كيري وزراء العراقية بالعودة الى الحكومة، لقد جاءت أمريكا أخيرا الى العراق لتقول "إنتهى وقت اللعب لقد مر أكثر من عام على تركنا لكم، إنظروا الى أين وصلتم؟، كنتم تقاتلون الارهاب فاذا بكم تتركونه لتقاتلوا بعضكم بعضا، الارهاب لم يمنع الانتخابات لكن خلافاتكم تضع النظام السياسي على الحافة، لقد حققتم في عام ما لم يتمكن الارهاب من تحقيقه في تسع سنوات، أوباما ليس بحاجة الى الهدوء فلا دورة رئاسية قادمة، حان الوقت العمل)، وذكر كيري المسؤولين العراقيين بمجموعة المشاريع المشتركة التي تنفق عليها الولايات المتحدة وتستفيد منها القوى السياسية أكثر مما يستفيد منها الشعب العراقي.
المواقف الحقيقية للاطراف العراقية من زيارة كيري تنحصر في ائتلاف دولة القانون والعراقية، من الواضح ان المالكي لم يستقبل مواقف كيري بارتياح رغم حصوله على هدية سياسية لكن العراقية سعيدة كما تظهر صورة النجيفي وكيري لأنها وجدت أخيرا من يوحدها ولأنها أيضا كانت تنتظر من يضغط عليها للعودة الى الحكومة، والنجيفي على الاخص سعيد بموقف كيري من تأجيل الانتخابات، لكن الصدريين من جانبهم سارعوا لاعلان إمتعاضهم، لأن عودة العراقية للحكومة تجعلهم وحيدين في موقفهم ولأن المالكي يحصل على هدية مجانية من أمريكا تتمثل في ترميم الحكومة.
الحزم الامريكي الجديد في العراق قد لايؤدي الى نتائج سريعة ومباشرة، ولكن تعنت الفرقاء العراقيين سيدفع الامريكان الى مواقف أكثر حزما، فهم يمتلكون ملفات ضد الجميع ومازالوا المتحكمين بكواليس المنطقة الخضراء ولعبة الانتخابات ليست بعيدة عن أيديهم ومواقف دول المنطقة تجاه العراق تتأثر بارادة واشنطن.
جولة أوباما في الشرق الاوسط وزيارة كيري تشير الى إن الولايات المتحدة تخطط للقيام بعمل جلل في المنطقة، تحديدا في سوريا، ومن علامته التقارب بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، وهو التقارب الذي سيفتح شمال سوريا أمام التحرك التركي، وهذا يعني تحديات جديدة للعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة