الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوغوستو بينوتشي الديكتاتور من المحكمة إلى القبر

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 4 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في نهاية التسعينيات من القرن الماضي تم اعتقال الديكتاتور أوغوستو بينوتشي ببريطانيا بطلب من المدعي الأسباني غارزون ، لكن دفاع الديكتاتور آنذاك استطاع أن يجعل الديكتاتور يفلت من المحاكمة باسبانيا.

ومنذ شهور قرر القضاء التشيلي أن يمثل بينوتشي أمام المحكمة من أجل أن يجيب على الدعاوى المرفوعة ضده كرمز للديكتاتورية بالتشيلي وأمريكا اللاتينية .

لأن الديكتاتورية في نهاية المطاف، ليست شخصا رغم دور الأفراد ، ولكنها نظام حكم سياسي.

من هنا تأتي أهمية محاكمة ومحاسبة المسئولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أي بلد شهد مثل هذه الممارسات القمعية والاستبدادية.

فعدم الإفلات من العقاب ضمانة أساسية لعدم تكرار ما شاب الحياة السياسية في العديد من البلدان من خرق سافر لحقوق الإنسان في الحياة والكرامة الإنسانية في كل تجلياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية .

أما محاولات إنجاز "مصالحات" خارج مبدأ عدم الإفلات من العقاب تحت يافطة الخصوصية أو ما شابه ، فلا يشكل في العمق إلا محاولات للالتفاف حول ماض يلاحق أصحابه وسيستمر في ملاحقتهم حتى القبر.

بعد أيام ستقدم "هيئة الإنصاف والمصالحة" المغربية تقريرها ، ومن المؤكد أنها لن تستجيب لمطالب الضحايا التي تتلخص في مبدأين جعلهما الإطار الممثل للضحايا الذي هو "المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف" في أساس تأسيسه وهما :

- الحقيقة التي ينبغي أن تنكشف للمجتمع بكل مكوناته وعبر كل الوسائط الممكنة حول ما جرى ولماذا ومن المسؤول .
- الإنصاف والمطلوب إنصافه هو مجتمع بكامله ، أصيب في صميم بنياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية ، وإنصاف الأفراد الذين تضرروا مباشرة من ماض قمعي استبدادي وذلك بمحاسبة المسؤولين عنه قبل جبر الضررالذي ألحقوه بالمجتمع والأفراد .

ويعتقد العديدون كما نعتقد أن الحقيقة والإنصاف لا يمكن أن تمر خارج مشروع مجتمعي مغاير لما نحن عليه من استمرار الفساد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .

والمطلوب مواجهة الحقيقة الساطعة بطرح المسألة على مستوى السلطة والثروة ، في تداول الأولى عبر ديموقراطية حقيقية وتوزيع وتدبير الثانية وفق عدالة اجتماعية .

وسيستمر الماضي في ملاحقة أصحابه رغم إرضاء بعض الأفراد أو "العائلات" أو "القبائل" ، لأن المسألة تتجاوز هذه البنيات التقليدية .

فنتائج سنوات الاستبداد والقهر رهنت وترهن مجتمعا بكامله سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ونفسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط