الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء أوجلان... والقضية الكردية

صباح قدوري

2013 / 3 / 26
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ان الحل السلمي للمسالة الكردية في تركيا وعلى عموم كردستان الكبرى، هو حل صحيح ومقبول من طرف الشعب الكردي. ومن المحافل الاقليمية والدولية، في حالة وجود نيات صادقة وحقيقية من حكومات الدول التي يشكل الاكراد فيها قومية لها ثقلها الاساسي، واراضيهم مقسمة في داخل الحدود الجغرافية (لتركيا ، وايران، والعراق وسوريا)، فعلى القضية الكردية الاعتراف بها كقضية سياسية ، يجب حلها بشكل يضمن حق تقرير المصير.وهناك حقيقة يجب اقرارها ، وهي ان مسالة تحقيق الامن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة ، لا يمكن ان يتم بمعزل عن الحل السلمي العادل لهذه القضية والقضية الفلسطينية، على اسس الديمقراطية الحقيقية ، والتفهم لمسالة حق تقرير المصير لهذه الشعوب ، وايجاد الصيغة العملية الملائمة وفي الوقت المناسب للتعبير عن ذلك.
ان التغيير في موقف الحكومة التركية والالتجاء الى صيغة الحل السلمي للقضية الكردية ،ما يبرره ضرورة متابعة التغيرات السريعة التي تجري في المنطقة، ولابد ان تكون القضية الكردية، طرفا فيها، في الوقت الذي ان تركيا من هذه الدول المشار اليها اعلاه، التي تعتبر القضية الكردية فيها ملتهبة اكثر من غيرها، لاعتمادها على استخدام القوة والعنف وحرب الابادة، طيلة فترة تاريخها تجاه هذه االقضية.وايجاد حلول سلمية للمنازعات الداخلية والاقليمية ، قد تساعد تركيا للانظمام الى الوحدة الاوربية ، وتحقيق احلامها مستقبلا.

ان النداء الذي وجهه السجين قائد حزب العمال الكردستاني PKK في تركيا للتفاعل مع هذه المبادرة ، وطلبه من مقاتلي الحزب ترك السلاح في حدود الدولة التركية، واتباع الاسلوب السلمي والحوار الحضاري والمصالحة في معالجة هذه القضية العادلة لشعب فرض عليه ان يعيش في اطار دول اخرى، وان يكافحوا من اجل حقهم في تقرير المصير، واختيار العلاقة والارادة الحرة والرغبة في العيش مع شعوب تلك الدول.

السؤال يطرح نفسه: هل لدى حكومة اردوغان نيات حقيقية وصادقة لحل هذه المسالة في هذا الوقت المعقد الذي تمر بها المنطقة بموجة من العاصفة والاضطرابات والحرب وعدم الاستقرار الامني، والتدخل التركي واضح للعيان وبقوة كطرف في تنفيذ خارطة الطريق لاعادة تكوين الشرق الاوسط الجديد، والمرسومة لها من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها، وبالتعاون مع الدول الخليجية، على راسها المملكة السعودية وقطر، وبدعم من اسرائيل، التي عادت الان علاقتها الصداقية المتينة والحميمة مع تركيا، بعد فترة من الفتور التي شهدت هذه العلاقة ،على اثر الهجوم الاسرائلي على باخرة المساعدات التي قدمتها تركيا في حينه الى غزة؟.

وسؤال اخر يطرح نفسه ايضا ،وهو: هل ان جماهير حزب العمال الكردستاني بقسميها العسكري والسياسي مع هذه المبادرة والقاء السلاح قبل تنفيذ اي مطلب قومي محدد للشعب الكردي في تركيا،وبدون اية ضمانات دولية؟. واين يتجه القسم العسكري بعد خروجه من تركيا، الى حدود كردستان العراق، ام كردستان ايران؟. ام محاولة حكومة اردوغان جس نبض حزب العمال الكردستاني، وتعرضه للانشقاق بين المؤيدين والرافضين والشكوك في صدق نيات الحكومة التركية في حل هذه المسالة، وخاصة هناك حس عالي داخل حزب العمال التركي ، بان اغتيال القياديات الحزبية الثلاث في باريس مؤخرا، تم بتخطيط من الحكومة التركية، ولها علاقة بهذه المسالة؟.

ان القيادة الكردية في فيدرالية اقليم كردستان العراق، متعاونا مع السياسة التركية في المنطقة، وخاصة مايتعلق منها بالمسالة الكردية في العراق، والحل السلمي للقضية الكردية ايضا في تركيا وسوريا، وانهاء الاقتتال بين القوات التركية ومقاتلي حزب العمال التركي، واقرار الحقوق القومية ،بما في ذلك حق تقرير المصيرللشعب الكردي .والتاكيد على هذه المسالة، لقد اثاره رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني وفي مناسبات عديدة، بان الوقت قد حان الان لبناء كيان سياسي واداري وجغرافي مستقل لاكراد العراق، وخاصة في الظرف الحالي التي تتعمق الخلافات والازمات مع الحكومة الاتحادية، في المسائل الاقتصادية،والمادة 140 حول (المناطق المتنازعة) عليها ضمن الدستور العراقي، ومسالة الجيش والبيشمركة، وغيرها.

ان القضية الكردية ضمن خارطة الطريق المرسومة لاعادة تشكيل الجيوسياسي لمنطقة الشرق الاوسط الجديد، سيكون لاكراد كردستان العراق دور كبير ومهم في القضية الكردية على صعيد الكردستان الكبرى، معتمدا على تعاون العامل الموضوعي وخاصة الامريكي وحلفاءها لتهيئة المناخ الملائم لتحريك القضية الكردية على المحافل الدولية على اساس السياسي وليس فقط الانساني كما عليه حتى الان، على ان تاخذ القضية الكردية طريقها الى الحل في غضون السنوات القليلة القادمة، في حالة حدوث التغييرات الايجابية في العامل الذاتي لصالح العمل المشترك مع الاطراف المنخرطة في تحقيق مشروع الشرق الاوسط الجديد، وذلك لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، وتوفير الامن والاستقرار في المنطقة، والاكراد جزء منها بعد الحل السلمي للقضية الفلسطينية. ويهدف ذلك الى تامين استراتيجية تدفق النفط من المنطقة ،والسيطرة على انتاجه واسعاره، مع توسيع الاستثمارات الاقتصادية الاوربية والامريكية، وضمان سلامة وامن اسرائيل، وتاهيلها بان تلعب الدور المتميز، وخاصة الاقتصادي في المنطقة.

ضمن هذه الاستراتيجية الجيوسياسية المطروحة للمنطقة والاكراد جزءا منها، وبعد انهاء قضية سوريا وفق السياسات الامريكية والاوربية وبعض الدول الخليجية والتركية المتعاونة فيها،اعتقد ان خارطة الطريق للقضية الكردية، ستكون، كالاتي:

1- لابد الانتقال الى وضع ايران وحلفاءها، وارغام الاخيرة للركوع الى السياسة الامريكية في المنطقة، مع استبعاد استخدام العنف والقوة تجاهها، لاسباب ، كون ايران( ومن دون الدخول في التفاصيل )، بلد كبير من حيث المساحة والنفوس،وتمتلك النفط، ومستوى الاقتصادي والتنمية الوطنية فيها جيدة، رغم الحصار المفروض حاليا، ومتطورة عسكريا وتكنلوجيا في المنطقة، ولها مؤسسات سياسية وادارية،كما لها ايضا حلفاء دوليين، وغيرها. لابد التوقع من مجئ النظام الجديد في ايران ضمن هذه المعادلات ، والتوجه نحو حل المشاكل القومية والاقليات فيها، وعلى راسها القضية الكردية، وفتح الحوار مع مقاتلي حزب الحياة الحرة الكردستاني ، ويعرف باختصار- بيجاك PJAK
،واقرار حق تقرير المصير لهذا الشعب،وبالحقوق الادارية والثقافية والدينية للاقليات العربية والتركية .والمسيحية، وغيرها.

2- ان دور القيادة الكردية في كردستان العراق، بعد تقوية العامل الذاتي، وتحقيق العامل الموضوعي للسياسة الاستراتيجية المطروحة في الشرق الاوسط الجديد، ممكن اعلانها الاستقلال عن العراق،بعد حل مسالة المناطق المتنازع عليها، وفي مقدمتها مسالة كركوك الغنية بالنفط ، والمناطق الاخرى ضمن خانقين وديالى والموصل(ولاية الموصل القديمة) وضمها الى الرقعة الجغرافية الحالية للاقليم ،وضم اكراد سوريا ايضا والانظمام مع تركيا على شكل كونفيدرالية، بعد حل المسالة الكردية فيها.وهذا الاجراء سيساعد على بقاء العراق عدا الاكراد ،موحدة بين المنطقة الغربية( السنية)، لاتوجود فيها النفط ، وهي فقيرة اقتصاديا حتى البصرة جنوبا( الشيعية) وغنية نسبيا اقتصاديا( النفط والميناء، وغيرها)، يتم هذا التوحيد على اسس حكم علماني بعيدا عن الطائفية والمذهبية والمحاصصات الحزبية الضيقة.

3- ضمن هذه الرؤية الاستراتيجية الامريكية، وتحقيق بيئة جديدة في المنطقة، من المتوقع وفي مدى القريب القادم ، بتحريك مسالة حل القضية القومية الكردية ضمن الاجزاء الاربعة المنقسم فيها، مع توفير اجواء سياسية ودولية ضمن النظام الجديد، يطرح القضية الكردية على المحافل الدولية لعقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة وبالتعاون من الاطراف المتحالفة مع الكرد، لحل القضية سياسيا وسلميا، واقامة الدولة الكردية في المستقبل المنظور،بعد الاستفتاء الشعب على ذلك.

4- كل هذه التصورات المذكورة اعلاه مرهونة بمدى نجاح هذه السياسة الامريكية وحلفاءها في تحقيق هذا المشروع الكبير. وما هو دور كل من الصين وروسيا والهند،الصاعدة اقتصاديا وسياسيا، وبعض الدول الافريقية والبلدان امريكا اللاتينية، المتعاونة مع هذه البلدان في مجالات السياسية والتنمية الوطنية، والمتوجهة نحو الخلاص من السياسات الامريكية السابقة ، التي لم تجلب لها غير الدمار الاقتصادي والاجتماعي والتخلف والجرائم، نحو بناء نوع من التوازن الدولي، قد لايسمح لامريكا وحلفاءها من البلدان الاوربية الانفراد بالقرار السياسي في العالم بشكل عام، وفي منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص.الجواب برسم النتائج التي تتحقق على ارض الواقع لهذه السياسة في منطقة الشرق الاوسط، وخاصة في حل المسالتين، السورية والايرانية في المنطقة.

5- ولمزيد من التفاصل حول استراتيجية المسالة الكردية، وخاصة العراقية وعلاقتها مع تركيا،تجدونها ضمن هذا الرابط أدناه .

http://al-nnas.com/ARTICLE/SKaduri/5mu02.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا