الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبرص وشطرنج الكبار بين روسيا وأمريكا وأوربا في صراع الهوية والفكر والمرجعية

بوجمع خرج

2013 / 3 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


هل رد الدين الأوروبي لأمريكا المنقذة خلال الحرب العالمية:
اعتقد على أن رئيسة صندوق النقد الدولي السيدة "كريستين لاغارد" المستشارة القانونية السابقة للمجمع الصناعي العسكري الأمريكي بدئت في تنفيذ مرحلة ثالثة من برنامج إنجاحها على رأس هذه المؤسسة بحيث انه تعمل حاليا في قبرص على أن تجعل الملكية الخاصة بها تفقد من مناعتها و مصادرة عشر الودائع المصرفية فيها وذلك في سياق الإستراتيجية الأمريكية التي استعملت الأزمة القبرصية لامتصاص رؤوس الأموال.
وعن هذه الأخيرة تجدر الإشارة إلى أن تحركات السيد "دجون كيري" لم تكن تستهدف لا الشرق الأقصى ولا الأدنى ولكن كانت مهمته الكبرى هي حث الأوروبيين على جعل منظمة الحلف الأطلسي اقتصادية بما يعالج الأزمة الأمريكية على حساب الإتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق كان السيد أوباما قد أعلن عن الشراكة" ألما بين المحيط الأطلسي" في العشرية الأولى من فبراير 2013 وهو مشروع "المناطق الحرة" الذي كان التفكير فيه منذ 1992 من داخل المنطقة الحرة لأمريكا الشمالية ALENA, لذلك كان الحل الأمثل هو إلغاء الديون وتوقع عائدات الغاز القبرصي.
ولعل المثير في هذه العملية هو في الحين الذي كان بالإمكان استغلال هذا الغاز الرخيص للنهوض بالاقتصاد الأوروبي قررت الولايات المتحدة أن يخصص لإسرائيل. ولإخفاء أن صناعةهذا القرار المعني في واشنطن لم يتم تقديم هذا السطو البنكي كشرط لصندوق النقد الدولي, ولكنه ثم توظيفه ك "ترويكا " Troika تدمج الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي. وفي هذه الحالة سيتم تفادي "تخفيض قيمة العملة" Dévaluation فقط أن انخفاض القيمة هنا لو تم لن يكون من طرف سياسة نيقوسيا بل سيتم من طرف البنك المركزي الأوروبي.

طبعا يأتي السؤال لماذا قبرص؟
المسألة بسيطة إنها جنة الضرائب حيث تتكدس الودائع الروسية.
إن هذا يعود بنا للرئيس القبرصي الذي فاز مؤخرا وهو أمريكاوي USAiste المتجهة Nikos Anastasiades, لذلك لاحظنا المشي على النهج اليوناني حيث الرئيس المنتخب مؤخرا بدوره أمريكاوي. Georgios Papandreou.
ومنه يمكن فهم المفارقة العجيبة التي ميزت الحدث القبرصي بحيث البرلمان الشيوعي الذي رفض بالإجماع الضرائب المصادرة للودائع البنكية يتمسك بالخوصصة في الحين أن الحكومة تريد التأميم, ذلك أن هذا التعميم سيعود بالنفع على غير الوطن أي على المال الدولي. لذلك كان الحديث عن إخراج قبرص من المنطقة الأوروبية علما أن هذه مستحيلة إذا كان الخيار الأوروبي لا رجعة فيه أي يفترض هذا أن تخرج قبرص من الإتحاد الأوروبي.

إنها إذن مشكلة فكر ومرجعيات وتاريخ وهوية وشخصية.
فإذا قبرص خرجت عن أوروبا بالتأكيد ستشتريها روسيا ببضع عشرات المليارات من الدولارت وهو ما سيكون مثالا لعدد من دول البلقان بما فيه اليونان التي كادت تبيع قطاعها الطاقي لروسيا لولا التدخل الأمريكي وهو ما يعني أن هذه الأخيرة ستستعمل أي وسيلة لمنع هذه الكارثة التي ستكشف عن ضعف الغرب ولو على حساب الديمقراطية والقيم.
وفي هذه الرقعة الشطرنجية بدت روسيا كما لو أنها غير مهتمة حتى بالعروض التي قدمها رئيس الحكومة القبرصي السيد Anastasiades. لأنه لا يريد انقاد الهوليغارشية الروسية التي ساعدتها أوربا على نقل التهريب الضرائبي.
ولكن في الكواليس كان السيد فلاديمير بوتن قد ناقش إمكانية حل الأزمة مع الرئيسة الألمانية السيدة أندجيلا ميركل شريطة إعادة النظر في القواعد الأوروبية
إن هذه تعتبر من أذكى التكتيكات في لعبة الشطرنج التي تؤدي إلى شاه ومات بالكشف ذلك أنها الأنجع في وضعية تلعب فيها الولايات المتحدة على عدة جبهات لتفجر مجالا معينا وهي عقلية في الحقيقة ليست للديمقراطيين إنها للجمهوريين ومنه كانت أهمية الخطاب الذي وجهه السيد باراك أوباما بعد فوزه مؤكدا على أنه سيشتغل مع الجمهوريين.
أووووووووووووه ما أروع التناوب حينما يتوحد حول القضايا الكبرى.
للأسف ما أبعدنا من ذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا