الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدراما التركية في المنطقة العربية .. تدميرٌ سياسي وتخريبٌ اجتماعي

محيي المسعودي

2013 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الدراما التركية في المنطقة العربية .. تدميرٌ سياسي وتخريبٌ اجتماعي
بقلم - محيي المسعودي
الدراما السياسية
منذ الايام الاولى, لم اصدق ان الفتى التركي الفقير - بائع البطيخ والسمسم - الاسلامي المتدين, القادم من الاحياء الفقيرة, ومن بين عامة الناس وفقرائهم , لم اصدق ان وصوله الى منصب رئيس وزراء تركيا, كان ثمرة نضاله وجهده السياسي وصدق دينه ووطنيته وحاجة بلاده اليه, ولم اصدق انه هزم المؤسستين التركيتين الراسختين - العسكرية والعلمانية – لصالح المؤسسة الاسلامية , ولم اصدق انه حيّد اصدقاء اسرائيل في تركيا وتقدم هو ومن معه من الساسة الاتراك الى سدة الحكم كاصدقاء للعرب والمسلمين . لم اصدق اياً من ذلك عندما كان الكثير من المواطنين العرب يهتفون لاوردغان ويتمنون ان يكون لديهم زعيم مثله, وهم منشدون اليه ومعجبون بخطبه وافعاله ازاء اسرائيل وخاصة ابان حادثة (اسطول الحرية) .. يومها ظنَّ المواطنون العرب ان اوردغان حليفهم والمسلمين وانه صلاح الدين الجديد الذي سيحرر القدس وفلسطين, ويوم كان الناس على هذه الحال كنت قد شعرت – يومها - ان ثمة لعبة مدمرة خفية تلعبها اسرائيل مع الاتراك ضد العرب والمسلمين فكتبت عن هذا الموضوع وكان آخر ما كتبت مقال بعنوان (هل تركيا واسرائيل في صراع على المنطقة العربية ام أنّهما شريكان في مشروع واحد !؟ ) ومنذ البدء كنت اعتقد ان الاسرائلين والامريكان قد اعدو لهذه اللعبة رجلا انتقوه بعناية ليكون بطلا (هوليوديا) متميزا في مسرحيتهم القادمة التي جعلت من الشعوب العربية واسلامييهم خاصة ادوات لاسرائيل تدمر بهم الكيانات العربية " الدول " من خلال واقع وظفته جيدا لخدمة هذه المعركة وهو "محاربة الدكتاتوريات العربية الجمهورية" بينما اعطت للدكتاتوريات العربية اللاجمهورية دورا مساعدا للبطل التركي في هذه المسرحية , فكانت قطر والسعودية وغيرهن , فسقطت تونس ثم ليبيا ثم مصر لنجد اليوم الاسلاميين في مصر اصدقاء لاسرائيل , ولكنَّ الوضع والحال السوري اربك المشهد الاخير من المسرحية "وهو الاخير في الجزء الاول من المسرحية" السوريون اربكوا رؤية المخرج وجعلوه يُعيد حساباته اكثر من مرة " وقد استنفذ كل الخيارات والبدائل وشرع بالارتجال , ولكنه لم يفلح ايضا في انهاء المشهد كما خطط له . الامر الذي دفع بالمنتج الامريكي ان يعود الى بداية المسرحية ويقدم الممثلين وخاصة البطل بشكله الطبيعي , فكان ان اعلن اوردغان تصالحه مع اسرائيل وانهاء فترة الخصام " الدرامية" لقد عاد اورغان الى مكانه الطبيعي ( غير التمثيلي) فهو صديق اسرائيل المخلص وحليفها الابدي وانكشف ان ما كان يراه العرب في اوردغان من بطولة وغيرة اسلامية لم يكن سوى مشهدا تمثليا متزامنا مع المسلسل التركي الشهير "وادي الذئاب "
دراما تلفزيونية
لم تكن اللعبة الاسرائلية الامريكية الجديدة في المنطقة العربية محصورة في الدراما السياسية التي ذكرنا ولا في الدراما الاقتصادية التي لم نذكر, بل تزامنت معها دراما فنية تلفزيونية تركية ملأت الفضائيات العربية , دراما اجتذبت جمهورا عربيا منقطع النظير, بدأت بمسلسل وادي الذئاب وبطله مراد علم دار الذي جعل من الرجل التركي – بنظر المواطن العربي – البطل والمنقذ الوحيد للمنطقة من الامريكان والاسرائلين وعموم الغربين الطامعين . واهَّل المسلسل الشعوب العربية لان تثق بالاتراك وتعتقد - بشكل راسخ - انهم المنقذون القادمون . ومع هذا التثقيف القوي والمتقن لمشروع انعطاف الشعوب العربية نحو تركيا , كان هناك ثمة تثقيف اكثر خطورة وهو تعليم المواطن العربي وتشجيعه على العنف وتشكيل المافيات والمليشيات والقيام بالجرام المختلفة وكان لهذا التثقيف مردوده الواضح على المشروع الاسرائيلي الامريكي الذي نتحدث عنه وقد ظهرت نتائجه في عموم البلاد العربية ولكنه كان في سوريا والعراق اكثر وضوحا , فرئينا الميلشيات والعصابات والمافيات وهي تمارس العنف والقتل بطريقة علم دار التركي . والى جانب الدراما التي تهيء المجتمع العربي لممارسة العنف والتعايش معه , عمد المشروع الى اغراق الفضائيات العربية بالمسلسلات الاجتماعية التركية الهابطة التي تعمل على تفكيك المجتمع اخلاقيا واجتماعيا ونشر الرذيلة فيه وجعله يهتم بقضايا تافهة ومن تلك المسلسلات " العشق الممنوع و فاطمة . وغيرها العشرات من المسلسلات التي تدفع بالمجتمعات العربية الى التفكك والانحدار وتأهّله لان يمارس ويتعايش مع الرذيلة وحالات وسلوكيات تفقده القيم الراقية والتقاليد الحميدة , فيصبح عشق المحرمات ممكنا والخيانة والسرقة والغش امرا عاديا وذلك من خلال الدراما التركية التي تتناوله باستمرار من على شاشات الفضائيات العربية .
اوباما في زيارته الاخيرة الى اسرائيل انهى بعض المشاهد من المسرحية فقدم لنا اوردغان ونتياهو على المسرح وهما يحيّان الجمهوركممثلين بارعين . واعلن اوباما ان الدولة الفلسطينية الموعودة كان مجرد مشهد تمثيلي لخدمة قضية اسرائيل في هذا الوقت وهذه الظروف . واعلن ان مصر يحكمها الاخوان لاتستحق حتى كلمة على لسان , حتى قطر التي اغرقت المنطقة بالبول الاسرائيلي والتركي لم ير اوباما انها تستحق ان يبول عليها وهو يزور ( ارض الميعاد) ويجدد انتصار امريكا الابدي لـ ( شعب الله المختار )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من