الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيحه في بيت فريال (9)

جاسم البغدادي

2013 / 3 / 26
الادب والفن


فضيحه في بيت فريال

(9)

نهضت بنشاط وانا خلفها ..ما زلت ارتعش من ذهول اللحظه ..توقفت وسط الباحه ونادت اختها
- نوال
جاء صوت نوال من المطبخ
-نعم
-الغداء جاهز؟
-دقيقتان فقط
-حسنا خذي راحتك
ظهرت نوال من الممر الداخلي الذي يفضي للمطبخ , كانت تمسح كفيها المبللتين بثوبها ,كفاها تفرك فخذيها من خلف الثوب ..تأججت غريزتي ..انها تثيرني ..جسدها جميل للغايه ..تتنمر عيناي وتكاد تثب على ذلك الجسد ..احس بالخجل ..احني رأسي ..لا اظنها استطاعت قنص النظره المفترسه لعينيّ الجائعتين ..قالت لها فريال :
- سنمضي بعض الوقت هنا في الغرفه
- واذا جهز الغداء ؟
عيناها تتارجح بيننا
اجابتها فريال بتركيز
-انا سأخرج لك ...لاتزعجينا
بدرت حركه من كتف نوال ,اظن اني فهمت معناها ,شعرت ببعض الضيق من جديه فريال ..دخلت الغرفه , تبعتها ,الرعشه تزداد وانا اخطو فوق عتبه الباب..وقفت وسط الغرفه ..لا استطيع التركيز على شئ..الذهول لا يدعني ارى شيئا ...أيمكن للحلم ان يتجسد بكل دقائق اللحظات الواقعيه التي اعيشها الان ..ام ان ذهول الواقع ذوب تلك اللحظات حتر صيرها كالهيولي تسيح في فراغات الرؤى امامي فتحيل كل شئ الى شبحيه مائجه تستعصي على التقاط ماهيتها..السرير ,الدولاب المزخرف بنقوش فارسيه ,شماعه الملابس ,المراه الكبيره ..صور كثيره ,تعرض نفسها امامي ..وانا هبل العينين
- تفضل
اشارت بيدها نحو السرير, مضيت نحوه ,جلست على طرفه ..نعومه الفراش دغدغت باطن راحتي ..تطلعت حولي ,مازلت لا استطيع التركيز ..هناك خوف يدهمني بقوه ..اقتربت مني قابلتني ,نظرت اليها ..احسست ببعض الامان وانا اغرق في عينيها
- اعجبتك غرفتي..
ابتسمت ,انها جميله ..اكاد احس بذلك ,لكني لم ارى بعد سوى اشباح على شكل اغراض
-جميله جدا
-صحيح ؟
اقتربت مني اكثر
-صحيح
قلت ضاحكا بمسكنه
ابتعدت ناحيه ..اتجهت للباب واغلقته ..ثم ضغطت على احد الازرار بجانب الباب فتوهج الضوء
-ربما لو اغلقت الباب ستراها جيدا
تلفت في زوايا الغرفه انها جميله فعلا ومرتبه جدا
- ولان كيف تراها ؟
- جميله جدا ..حقا
اقبلت تحوي ,جلست جنبي على السرير
- لا ,لا اصدق
-تريديني احلف ؟
غمرتني رائحتها ..ملابسها ...عطرها ..شعرها ..انها ملتصقه جنبي بشده ..انفاسها الحاره تعصف على اذني بقوه ..الحرقه تملأ وجهي ,تلسع حنجرتي ..الرعشه تهز جسدي ..اني مرتبك جدا
- مالك ؟
تسألني
- لا شئ
صوتي مخنوق ,بالكاد يخرج
- انك ترتجف ..
-كلا ,لا شئ...ابدا
نغمه حنان تسيل مع صوتها وهي تسألني
- اتريد ان ابتعد ؟
- كلا ,العفو ..لا ادري
-ايضايقك جلوسي الى جانبك ؟
حاولت الالتفات اليها ,لكني لم استطع ,انها قريبه جدا مني ..لو التفت للامست وجهها ..شفتيها ..لا استطيع الاحتمال اكثر, ماذا دهاني ...اني اختنق..اتنفس بصعوبه ...صدري يضيق..شئ ما يوثق رئتي ..اكاد اسمع لهاثي
-لا...لا يضايقني
- قل الصدق
-لا ابدا
-حسنا ما بك اذن ؟
رباه انها لا تمنحني ثانيه واحده لسحب نفسي ..تحجب عني اي ومضه القف بها ما ...
- اني ....اني خجل بعض الشئ
-ممن ؟
- لا ادري ..لكني ..اعني
همست بكل ما في انفاسها النوويه الحراره بأذني
- لا احد غيرنا هنا ..
واقتربت شفتاها من اذني حتى لا مستها ,بل راحت تداعبها بخربشه شقيه ..احسست كان اعماقها كلها تغلغلت في داخلي عبر اذني
- انا وانت ...بس
دوى ازيز اللهب ..استيقضت كل الافاعي الشيطانيه التي راحت تتلوى بعنف كسياط مشتعله داخلي ..التقت بالزواحف بقرونها الحاده كالخناجر..بالقوارض التي تنفث من خياشمها شظايا الجمر الملتهب ...انها تكلم غريزتي الرجوليه ..تريد مني ذلك الشئ الهائل ..الشيطاني ..الالهي ..تلك اللذه الغيبيه ,المفزعه ...وهناك من اعماقي ..صراخ يدوي كعوي ذئب ..يجب ان اتحرك ..استجيب لها ..وللصرخات الناريه التي يطلقها جسدي ,اعماقي..(الست رجلا ؟؟) اللعنه ..اللعنه عليّ ..ما بي...ماذا دهاني؟؟ ربــاه ..(الست رجلا ؟؟) ..هناك ملايين الاصوات تصيح بأذني...تسألني ..ها هي تنادي رجولتي ...تريد مني افتراسها ..تمزيقها ..رجولتي تناديني الان ..انها لي الان ..تريد ان تكون لي ...واريدها انا ايضا ...الا اتذكر ..غرفه الطابعه ,النادي ,هي ..هي فريال ...المرأه التي قابلتنا في الشارع ..الابتسامه الساخره ..الحقد ..اللعنات ..الطلبه ..كل شئ يناديني الان (الست رجلا ؟؟) انفاسي تلهث بعنف ..هي الاخرى انفاسها غدت عاليه جد ..متحشرجه...لا تراجع ..لا تماهل ...هاهي تجتاحني بعنف كالاعصار دون شفقه ..
-هيا .....
اني اسمعها تقول (هيا) ..تطلقها كتنهيده الخلاص ..من هيجان الرغبه المحمومه .....
فريال...فريال ..لم اعد ارى شيئا ..غاب عني كل شئ ..التهمتني لجه ساديه قاتمه ..راحت تحيطني كفكي قرش ..اين هي ؟؟ ..ظلام ..الظلام يغمض كل شئ امامي ...انا اعمى ..اطرش ..اسيح بدوامه تأرجحني مثل رحم الام التي تركض فزعا ..لا اسمع صوتها ..لا اسمع اي شئ..هناك صدى خافت لصرخات مبحوحه ..ربما ..ربــ...تأهوات ..لا استطيع التمييز..هاهي تتعرى..بطنها ..ساقاها..انها تحيطني ..تحطمني ..انفاسها تخنقني بقسوه ..تسد عني كل منافذ الاستنشاق لاي رشفه هواء ..كلا ..كلا..لا شئ هناك..اني اتوهم ..اللعنه ..مذا يجري ؟..اني مجنون ..بدأت اهذي ..لم اعد احس بشئ سوى السخونه والاختناق ...(ارحمني) ..من قال ذلك؟؟
اني اسمعــ...اين هي ؟ تومض صوره شفاه مدماه واسنان مصطكه امام عيني , تبرق ذكرى تلك القطه التي كانت لابده في دولاب جدتي لتنجب فيه فنفخت علي وخرمشت وجهي حين اولجت رأسي ناسيا انها هناك ..شوهت وجهي اللعينه , لكني ثأرت منها بطعنه سكين في الظهر حين كانت تآكل امنه بقايا سمكه ترمي لها جدتي قطعها , من يومها كانت خزرات جدتي تطاردني وهي تردد (الله الساتر من شيطانك) ....يا للقذاره ...اين انا ؟...ارتجف بعنف ...اين الزانيه ؟ ..اين هي ..؟ ..انا حانق جدا عليها ...سأمزقها ..(صرخات ...اسمع صرخات)...افقد السيطره على جسدي ..انه يتحرك بعنف لا اراديا ...يلج في مستنقع راكد ..تتقافز داخله كائنات غائره ,وكحه ..تعاركني دون استسلام ..رغم اني اسلخها من اذنابها المنتصبه والقيها بعيدا عني (اصوات تعربد ..يرتطم شئ بي ..)...ما زال جسدي يتحرك بعنف...اني اتملص منه ومن المستنقع الذلق ..اني اهرب بعيدا ...يقف شيئا ما في طريقي ...كائن اكبر من تلك الكائنات المتبعثره تحت اقدامي...ادفعه بعنف ...ازيحه ثم اجري..بسرعه...بعض السن اللهب ما زالت عالقه بثيابي ...اشعر بلسعها في اطرافي ...انفاس خانقه مازالت تهب على وجهي من كل مكان ..الهواء ..اريد هواء ..صوت يصيح بي ...صوت اخر يصيح ...اصوات تطاردني ..اني اجري دون مبالاه ..جسدي يجري ...انفاسي تجري ..سأركض حتى يسقطني التعب ..بدأت اعرق ..التعب يثقل انفاسي ...ادخل بناءا ضخما ...وجوه تتطلع بي ..اني تعبان جدا ...اريد ان انام ...اريد الراحه ...انا مرهق ..صداع يمزق رأسي...يكاد يقلع رأسي ..رأسي كله ينبض..اريد النوم ..اغمض عيني ..استرخي...اشعر بالخمول ...اغفو...لم اعـــد......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس