الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريّا ... إلى أين ؟

رامي التلغ

2013 / 3 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ربّما الإشكالية المتطرّق إليها في العنوان تفتقر إلى الإستحداث إلاّ أنّها ليست بالية فهذا الموضوع سال في شأنه حبر عديد الأقلام لكن حسب رؤيتي المتوضعة لم تقدر أغلب المقالات على الأقلّ اللتي إطّلعت عليها أن تتجاوز منطق التحيّز الإيديولوجي لكلا الطّرفين أو ربّما هي أطراف عدّة .
أسعى من خلال مقالي هذا أن لا أسقط في تبرير جرائم هي واقعة فعلاً ، فالدّماء المسفوكة يتحمّل الجميع مسؤوليتها . فالنّظام بالرّغم من مآثره الّتي لا يمكن إلاّ لجاحدٍ نكرانها كيف لا و هو من إحتضن المقاومة المتنكّرة في دياره و هرّب إليها السّلاح بشكلِ مؤسّساتي أعتبره بطولي لا محالة لكنّ التمعّش من هذه الإنجازات بآتّخاذها سبيلاُ لشرعنة ضرب حرّية التعبير و إحكام السّيطرة على وسائل الإعلام دون التّغاضي عن أزمة الجيش العقائدي الّي يتقابل مع أبسط مفاهيم الجيش
الجمهوري الّذي يضطلع بحماية الشّعب و لا غير الشّعب ( و هو بصدد القيام بذلك على الأقل ضمن هذا السّياق التّاريخي)
فضلاً عن تعنّت النّظام في مفاوضة معارضة الدّاخل ،الّتي أغتبرها الوحيدة الّتي تملك الشرعيّة بما أنّها لا تدعو إلى التدخّل الأجنبي المشؤوم كي لا أقول أنه جبان ، من منطلق علياء و مكابرة إيديولوجيّة موروثة . غير بعيد عن مسألة الإستقواء بالأجنبي فالنّظام لا أنزّهه من المشاركة في معركة إقليميّة بآمتياز يرنو حلفاء النّظام من خلال معاضدته إلى حلم ضائع منذ سقط الإتحاد السوفياتي بإعادة هيكلة التوازنات العالميّة و ربّما ستتجاوز ساحة المعركة رقعة سوريا الجغرافيّة و هو أمر مرجّح جدًّأ خاصّة في خضم المناوشات الكلامية بين الدّبلوماسيّة الأمريكية و نظيرتها الإيرانيّة فأوّل الحرب كلام

أمّا عن المعارضة الّتي خسرت أكثر ممّا ربحت طيلة أطوار الحرب و تعتبر أبهى تجلّيات الهزائم تلك الّتي تخصّ إنقساماتها فهي تتزايد يوم بعد يوم إذ بإمكاننا بادئ ذي بدء رصد تلك التّباينات العقائدية التي تتناول ماهية سوريا ما بعد الأسد و هو ما لم يعير له الغرب إهتمام :
أمّا جبهة النّصرة الّتي تمّ تصنيفها ضمن المنظّمات الإرهابية لتبنّيها طابع الإسلام المغالي حسب زعمهم فهي تتبنّى حلّ دولة الخلافة بهدف إستعادة الأمجاد الإسلاميّة و كأنّها مرتبطة بأمير مؤمنين و قتال المرتدّين بأسلحتهم و هذا ليس موضوعنا فهو يستلزمه مقام خاص به لكن ما لا يجب إهمال الخوض فيه تلك المكانة الّتي أصبح يتحلّى بها هؤلاء على القتال من خلال التدخّلات الإجتماعيّة و الإغاثيّة في القرى المنكوبة و ما جعل لها قبول شعبي نعم هو محصور في بعض الأحياء لكن لا يمكن إنكاره بخلاف الإبعاد الدّولي
و أمّا عن بقيّة الأطراف فهي تجتمع حول مشروع الدّولة المدنيّة متأسّين بقيم الثورات الأوروبية مع ضرب الخصوصيّة طبعًا إلاّ أنّها منقسمة بين معارضة و داعية للتدخّل الأجنبي و راضخة و مكابرة للحوار مع السّلطة القائمة و تعتبر رسالة معاذ الخطيب السياسيّة شديدة التّعبير بالدّعوة إلى الجلوس مع النّظام لإيمان منه بأنّ الحلّ يتأت من الدّاخل و أن جلسات قطر المرفّه لا طائل منها للشّعب الّذي يعيش تحت النّار و دول الخليج كذلك ترتكب سذاجة سياسية لم يشهده التّاريخ السياسي قطّ فلا دور سياسي لها إلاّ دفع فواتير الولايات المتّحدة الأمريكيّة و تحمّل خياراتها الخاطئة كيف لا فقطر تخوض حرب وكالة بآمتياز لضمان بقاء أكبر قاعدتين عسكرييتين أمريكيتين في العالم للسهر على ضرب أي محاولات تمرّدٍ على المدعو حمد
هنا يمكننا الخروج بآستنتاج مهمّ أنّه و في صورة ما تمّت الإطاحة بالنّظام و هو ما أستبعده شخصيّا ، هل سينتهي الإقتتال و يعمّ السّلم و الدّيمقراطيّة و حقوق الإنسان ؟
فالحرب الطّائفيّة الّتي راهنت عليها المعارضة ستكون بمثابة الجحيم في بناء الجمهوريّة الثّانية ، هل سيرضخ التيّار المتشدّد بسهولة إلى أفكار غليون و أصدقائه ؟
فالسيناريو المرجّح عراق أخرى .
تظلّ كلّ الطّروحات سجينة الطابع الفرضي البحت فالمجهول مسيطر على الواقع
بأيّ حال من الأحوال بإمكاننا الجّزم بأن سورية الحضارة و العلم و الفنّ أصبحت من التّاريخ و أنّ الصراع لا يمكن أن يُحسم بسهولة لصالح الخيار الوطني الغير موجود أصلاً حاليًا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح