الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله على الأرض

حفصة بوحدو

2013 / 3 / 27
كتابات ساخرة


ليست هذه القصة منتهى التفاهة و الهراء ... بل واقعنا ، واقعنا و معتقداتنا و كل ما نحن مليئون به و نحاول شحن صغارنا به ،هو قمة التفاهة و الخرافة و الخراء ، لوهلة فكرت أن هذه السطور قد تصلح كحكاية لما قبل النوم لكنني لاحقا غيرت رأيي ،لكن لا يزال الاحتمال مفتوحا !!لا أدري !!


كان الجو مضببا لكن دون أن تسقط ولو قطرة مطر ، تجلس عجوز على ركبتها بجانب حوض شجيرة زيتون حديثة الغرس ، وجهها مجعد و ذقنها طويل جدا ، تحبو بخطوات صغيرة بينما تجمع بعض الخشاش و اوراق الشجر و تأكلها ، كان بالقرب منها أطفال يفترض انهم يلعبون في فترة الاستراحة لكن الساحة التي كانو يلعبون فيها عادة قد تم هدمها من طرف عمال البلدية ، لانها حسب قولهم كانت مسروقة و غير محددة في تصميم البناء ،هكذا اذن انتشر الاطفال الصغار في المنطقة المجاورة لحضانتهم في مجموعات من اربعة او خمسة ، حسب أوامر المعلمة لكن واحدا منهم ، واحد فقط كان منزويا لوحده يلعب الغميضة ،بأن يغلق عينيه عن رؤية الآخرين و يخطوا بحرية كما يحلوا له ، فسار بعيدا عن القطيع و هو الوحيد الذي للم ينتبه الى وجود العجوز ذات النظرات القاسية ، كان الأطفال الاخرون ينفضون منها فزعين و يهرولون الى المرآب الذي يفترض أنه حضانة ، لما سمعت المعلمة صراخهم و هم يدخلون عليها بسرعة جرت لتتفقد الأمر فوجدت العجوز ذات النظرة القاسية ووقفت بالقرب منها وشعرت بالخوف هي أيضا لكنها لم ترد اظهاره امام الصغار الذين يعتبرونها المخيفة الوحيدة التي لا تخاف ،لانها قاسية و تضربهم دائما عندما يقع خطأ سواء كان خطأهم أو حتى خطأها أو خطأ في طبيعة هرموناتها عندما تكون لديها متلازمة ما قبل الحيض مثلا أو ببساطة حين تكون منزعجة من أي شيء اخر ،قالت لها العجوز :أيتها الفاجرة الكافرة لما لا ترتدين حجابا على شعرك ، كان شعر العجوز الأبيض المخضب بالحناء يلمع بشدة رغم الضباب و لم تكن ترتدي حجابا و إلا كيف استطاعت المعلمة رؤيته ؟ كان الاطفال ينظرون من باب المرآب بحماسة و يشهدون معركة انهزام المعلمة التي دخلت في حالة محاسبة مع الذات و قررت من حينها ان تتوب الى الله و تلبس الحجاب و شعرت بنور يتسلل الى كيانها و برغبة في البكاء ليس سببها بالطبع الخوف من العجوز الشمطاء بل حب هذا الكائن الذي سيكون السبب في دخولها الجنة وانعتاق رقبتها من النار ، رغم انها قد احترقت في الدنيا ، بسبب الزيت المقلية ، جرت المعلمة الى المرآب ثم دخلت المرحاض كي تتوضأ و تصلي بالترتيب لكنها لن تصلي في المرحاض بل بعد الخروج منه .... فأما الوضوء قيبدأ بالاستنجاء أي غسل الاعضاء التناسلية هذا ان اخرجت منها شيئا ملموسا اما ان كان غير ملموس كالغازات مثلا فلا داعي لتتعذيب نفسك و تكليفها فوق ما تطيق ، ولكن اذا كنت نائما و استيقظت للوضوء فيجب ان تستنجي بكل الاحوال لانك لا تعرف ماذا قد تكون فعلت في نومك ، فحتى ان كان القلم مرفوعا عليك حتى تستيقظ لا يمكن تطبيق هذه المسألة في الوضوء ، يجب ان تستنجي بل و يجب ان تغسل يديك جيدا فأنت لا تعلم أين باتت !! أما الآن بعد اختراع الكاميرا فان كان بامكان الانسان ان يضع كاميرا في الليل كي يراقب اين باتت يده فيجوز ان لا يغسل يديه ان تبث لديه بعد مشاهدة الاشرطة ان يده لم تبت في مكان مشبوه ،و من المستحب ان يأخذ معه الانسان هذه الاشرطة بعد موته لان الاشرطة لا يمكن تسجيلها في سجلات الحسنات و السيئات بل هي تكون مع المرفقات ... و لا ننسى ان هناك وضوءا صغير و وضوء كبير ليس مرتبطا بالاوساخ و العرق بقدر ما هو مرتبط بمسائل اخرى ، بينما المعلمة منهمكة في المرحاض تفكر متى كانت اخر مرة مارست فيها الجنس لتعرف ان كان يجب عليها الغسل أو لا لكنها تذكرت انها لم تمارس الجنس قط . دخلت العجوز الى المرآب و هاجمت الأطفال و التهمت بعضهم من المستحيل أن يحدث كل هذا عبثا ،لابد من إيجاد مبرر !ربما التهمتهم لان اباءهم خيرين و سوف يتسببون لهم في متاعب اذا كبروا ،و سيرهقونهم طغيانا و كفرا، مات بعض الاطفال رعبا و اخرون اصابتهم حالة صدمة شديدة ،و لما خرجت المعلمة مبللة القدمين و شعرها اشعث ، كانت في حالة من الذهول و الاستغفار فهي لم تشاهد من قبل مثل هذا المشهد ، لكن الغريب هو كيف عرفت أن العجوز قد التهمت بعض الاطفال ؟؟ أو انها لم تعرف بل فقط فزعت بسبب الاطفال الموتى و الاخرين الذين جنوا خصوصا و انها قد صرفت اموال التأمين على شعرها و ملابسها و ها هو الشعر اأشعت بسبب الوضوء و هاهم الأطفال ميتون ،و ها هي العجوز تنظر باستغراب للمعلمة و تقاوم رغبة جامحة في الضحك و الضحك حتى الموت ثم ماتت دون أن تفرغ ذلك الضحك الذي لربما كان كبته هو سبب موتها ، و ها هو ذلك الطفل المنعزل عن القطيع قد رفع العصابة عن عينيه و دخل بهدوء الى الفصل و لما لم يعجبه ما رأى أعاد العصابة و جلس في مقعده بانتظار حضور أخته الكبرى لترافقه الى البيت بسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال