الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علامات الربيع السعودي الاولى

ميعاد العباسي

2013 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


للمرة الفريدة من نوعها ينتقد رجل دين سعودي النظام الملكي "على الملأ"، بل ويحصل على تأييد وتهليل جماهيري غير متوقع من شعب متقوقع داخل قشرة المملكة منذ قرون عديدة. ففي رسالتة التي اسماها "رسالة مفتوحة" والتي نشرها عبر مرقع تويتر للتواصل الاجتماعي، حذر الداعية السعودي سلمان العودة وهو واحد من ابرز الرموز الدينية في المملكة العربية السعودية وله بما يقدر ب 2.4 متتبع تويتري، من اشتعال "شرارة العنف" اذا لم يتم تحسين اداء الحكومة وخصوصا في قضايا المحتجزين والسجناء والفساد الادراي والخدمات العامة.
ويقول العوده في رسالته ذات الالف كلمة ان " الثورات ان قمعت تتحول الى عمل مسلح واذا تجوهلت تتسع وتمتد والحل في قرارات حكيمة وفي وقتها تسبق اي شرارة عنف".

ففي نص رسالته الصارمة اللهجة انتقد العودة مواقف المملكة واساليبها القمعية فيما يخص قضايا السجناء وسيطرة الاعلام وتوجيهه واصفا الادارة الاعلامية الرسمية على انها فاقدة لغرضها الذي وضعت لاجله قائلاً "الناطقون الرسميون يعبرون عن بؤس وينتمون الى زمن مضى وليس في كلامهم جاذبية ولا اقناع ولا تأثير"، محدثاً خطابه بذلك ضجة جماهيرية نتجت ردود افعال قوية ما بين مؤيد ومعارض على مدى واسع.

ومما يجدر ذكره ان سلمان العوده هو من مؤسسي مشايخ "الصحوة" التي انتجت "خطاب المطالب" في عام 1994الذي كان بمثابة ثورة اصلاحية دينية اجتماعية والذي على اثره تم اعتقاله وسجنه لمدة 5 اعوام الان وبعد 12 عام يقرر سلمان العودة العودة من جديد لتساعده في ذلك وسائل التكنولوجيا الحديثة.

من السذاجة الاعتقاد بان الشعب السعودي، وهو جزء من العالم الخارجي، لا يود التغيير، بل ان هناك استياء جماهيري عام تجاه العائلة الملكية واستيلائهم على ثروات البلاد فضلا عن احتلالهم اهم المناصب الادراية في الدولة وتهميش الغالبية، وطبقا لموقع ويكيليكس فان معدل مجموع امتيازات الامراء السعوديين تقدر بربع ميزانية الدولة بالاضافة الى المخصصات الاخرى.


ولعل ما قام به الملك عبدالله الذي كان حينها مريضا تتم معالجته في المغرب،ادراكا منه بخطورة الموقف وكمحاولة لتلافي اندلاع شرارة ثورة الربيع العربي، حين قام بصرف مبلغ 110 مليار دولار للرعاية الاجتماعية والتي اعتبرها الاعلام الغربي اكبر رشوة في تاريخ البشرية، تمت لاخماد المتظاهرين وتحويل الانتفاضه من انتفاضة ضد النظام الملكي الى انتفاضة دعم له، العملية التي طالما اتبعها النظام ليحاول اوهام العالم الخارجي بان السعوديون لا يريدون التغيير.

بالرغم من ان الحكومة السعودية لا تتساهل في موضوع المعارضة بل ان اي خطوة فردية تجاه التغيير تعتبر انتحاراً خيارايا، الا ان رياح التغيير لن تستثني المملكة من عتيها، فكم من ثورة كانت مسببات حدوثها لا تتعدى الانتقاد والاستياء الجماهيرياو النضال الفردي، واعتقد هذا ما سيحصل في السعودية واقرب مما نتوقع. فلو كانت لثورات الربيع العربي علامات مبكرة فان ما يحدث الان في السعودية ما هو علامة من علامات الثورة.

ورغم جهود المملكة المعودة في قمع حركات التمرد الا ان هذه المرة ستكون اصعب حيث لا يمكن تجنبها لسببين وهما: دخول السعودية في عصر العولمة الذي يتمثل في
شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الحديثة، والاهم هو دخولهم في زخم او عجلة التغيير التي تتدحرج سريعا ككرة ثلجية عبر دول العالم العربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح