الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صهيونية أوباما وقراءة في نتائج زيارته للمنطقة

عليان عليان

2013 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


المتابعة الدقيقة ، لجولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، في كل من الكيان الصهيوني ، ورام الله ، وعمان يصل إلى ثلاث استنتاجات رئيسية هي :
أولا : أن أوباما ، لم يعد مجرد ، رئيس أمريكي ملتزم بدعم (إسرائيل) عسكرياً وماديا ، لتظل أقوى دولة في المنطقة ، بل ارتدى عملياً عباءة الصهيونية ، واندغم بأيديولوجيتها.
وثانياً : أن أوباما تراجع بشكل مطلق ، عن أبجديات الحل المزعوم للتسوية ، التي طالما رددها ، في مطلع ولايته الرئاسية الأولى ، وتراجع عنها ، بشكل مذل ، منذ تشرين ثاني 2010 .
وثالثاً : أن الهدف المركزي ، من زيارته ، هو ترتيب أدوار دول الإقليم وحل خلافاتها ، بهدف حشد الجهود ، من أجل إسقاط النظام في سوريا.
وبخصوص الاستنتاج الأول ، بشأن "صهيونية أوباما " فإنه يستند إلى جملة معطيات ، وحيثيات ، أبرزها ما يلي :
أولاً : إطرائه عشية الزيارة ، وأثنائها ، غير المسبوق ، على اليهود واليهودية ودورهما في التاريخ ، وكأنهم صانعي الحضارة في هذا العالم ، وتأكيداته أثناء الزيارة .
ثانياً : تأكيده بأن التحالف مع إسرائيل ، أبدي وإستراتيجي ، وأن بقاء إسرائيل قوية ، جزء أساسي من الأمن القومي الأمريكي " " وأن من المصالح الأمنية القومية الرئيسية للولايات المتحدة ، الوقوف دائماً مع إسرائيل ، لأن ذلك يجعل كلا الدولتين أقوى ).
ثالثاً: الخطاب الصهيوني بامتياز ، الذي ألقاه أمام جموع غفيرة من طلاب الجامعات (الإسرائيلية) ، بترتيب من السفارة الأمريكية ، والذي تضمن العديد من الفقرات العنصرية الصهيونية أبرزها :
1- عندما حض فيه قادتهم على العودة إلى المفاوضات " تابع " أنكم أمل الصهيونية ورافعتها " ، ما دفع العديد من المراقبين ، للتساؤل حول هذا الاهتمام الأوبامي بالصهيونية ورفعتها ، متجاهلاً حقيقة عنصريتها .
2-وصفه لفصائل المقاومة الفلسطينية ، بأنها إرهابية ، وأن الجانب الفلسطيني ، هو من أضاع فرص التسوية ، في أنابوليس وغيرها .
3- بكائيته على أطفال " مستوطنة سديروت " ، من صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية ، وتجاهله للعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني ، ولأطفال فلسطين ومعاناتهم ، وتجاهله للمجازر الصهيونية المتصلة ، وخاصة المجزرة التي ارتكبها في عدوان 2008 -2009 وراح ضحيتها (1500 ) شهيد ، من بينهم ، عدد كبير من الأطفال والنساء ، والشيوخ .
4-وصفه للحركة الصهيونية ، بأنها حركة تحرر وطني ، وأن ما أسماه " الأمة اليهودية " تمكنت بفعل الصبر ، والكفاح المتصل ، المزعوم على مر آلاف السنين ، من تحقيق استعادة دولتها على أرضها!!. وهذا يعني في المحصلة ، أن العرب على مر السنين – حسب خطابه البائس – هم سلطات احتلال لأرض ( إسرائيل) !!!
5- وصفه لاستعمار ، الحركة الصهيونية الكولونيالي لفلسطين ، بأنه تنفيذ لما أسماه بحق اليهود ، في العودة إلى " أرض الميعاد " ، وذلك في توظيف رخيص ، ومكشوف للنص الديني ، ووضعه في غير سياقه وفي سياق تكييف حتى للميثولوجيا .
6- تأييده لقيام دول ، على أساس ديني عنصري ، عندما طالب الجانب الفلسطيني ، بالاعتراف بيهودية الدولة ، مناقضاً مادة في الدستور الأمريكي ، الذي وضعه الآباء المؤسسون ، ترفض قيام الدولة على أساس ديني وعنصري .
والسؤال هنا : إذا كان أوباما ، يؤيد قيام دول ، على أساس ديني وعنصري ، فلماذا لا يطالب ، بتغيير الدستور الأمريكي ، لتصبح أمريكا دولة مسيحية ، خاصة بالجنس الأوروبي الأبيض ، الذي احتل معظم أمريكا الشمالية ، وقضى على سكانها الأصليين ، من الهنود الحمر ووضع ما تبقى منهم ، في معازل خاصة ( Reservations).
ولا يخفى على أوباما ، حقيقة أن مطالبته الجانب الفلسطيني بالاعتراف بيهودية الدولة ، يعني مباركته لنظام " فصل عنصري " ، وتسهيل مهمة حكومات العدو الصهيوني ، في طرد ما يزيد عن مليون وربع مليون فلسطيني ، يعيشون في وطنهم في مناطق 1948 ، وشطب حق العودة لما يزيد عن سبعة ملايين لاجئ فلسطيني ، والمكفول بالشرعية الدولية وخاصةً القرار 194 .
رابعاً : دفعه عملياً لرئيس لوزراء التركي ، رجب طيب أردوغان لأن يتراجع عن وصفه " للصهيونية " ، بأنها عنصرية وفاشية .
وكان أردوغان ، قد قال ، أمام منتدى تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة مؤخراً ، "إنه يجب اعتبار الخوف المرضي من الإسلام "الإسلاموفوبيا" ، جريمة ضد الإنسانية ، مثلها مثل الصهيونية ومعاداة السامية ، والفاشية. ، ومرتكبة للجرائم في هذا العالم " حيث صرح أردوغان بأن تصريحه بخصوص الصهيونية " أخرج عن سياقه" .
أما بخصوص الاستنتاج الثاني ، المترتب على الاستنتاج الأول بشأن صهيونية أوباما ، والخاص بتراجع أوباما ، عن أبجديات التسوية المزعومة ، فيمكن الاستناد إلى المعطيات والحيثيات التالية :
1-أنه في الوقت ، الذي ركز فيه الرئيس الفلسطيني ، على وقف الاستيطان ، وعلى مرجعية الشرعة الدولية ، الخاصة بحدود 1967 لم يشر أوباما لا من قريب ، ولا من بعيد ، لموضوع الاستيطان وراح يتحدث بعبارات مبهمة ، حول حل الدولتين ، لكنه ارتباطاً بصهيونيته لم يفصح عن مكان الدولة الفلسطينية ، وحدودها ومرجعيتها ، ورفض ربط القضية بالأمم المتحدة وقراراتها ، تاركاً الأمر لميزان القوى المختل لصالح (إسرائيل ) ، ولما تقرره حكومة العدو الصهيوني ، التي تعتبر القدس بشطريها ومحيطها ، عاصمة أبدية ، وموحدة للكيان الصهيوني وتعتبر أن الكتل الاستيطانية الضخمة ، في الضفة الغربية جزء من ( إسرائيل ) ، وتعتبر أيضاً منطقة الأغوار الحدودية ، منطقة إستراتيجية لا تقبل إطلاقاً بالتخلي عنها .

2- أنه يطالب الدول العربية ، بالتطبيع الكامل ، مع إسرائيل دون انتظار التسوية المزعومة ، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، بمعنى أنه يحث الدول العربية ، التي لا تزال متلكئةً في التطبيع مع إسرائيل ، أن لا تظل ملتزمةً ، بالشرط الذي وضعته مبادرة السلام العربية ، وهو الانسحاب الإسرائيلي ، من الأراضي العربية المحتلة ، مقابل التطبيع الكامل ، وأن تبادر إلى رفع العلم الإسرائيلي فوراً في عواصمها.
وبخصوص الاستنتاج الثالث في أن الهدف المركزي من زيارته هو ترتيب أمور دول الإقليم ، وحل خلافاتها ، بهدف حشد الجهود من أجل إسقاط النظام في سوريا ، وتطويق إيران ، وعزل حزب الله اللبناني فيمكن الاستناد إلى الحيثيات التالية :
3- أنه أقنع نتنياهو ، أن يوافق على الاتصال ، برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فوراً ، وأن يقدم له الاعتذار ، عن حادثة السفينة مرمرة ، وأن يوافق على دفع التعويضات ، لأسر الشهداء الأتراك ، في حين تحدث بلغة غامضة ، عن فك الحصار عن غزة ، كل ذلك بهدف تنسيق الخطط والمواقف ، لشل الدولة السورية ، وإسقاط نظام الرئيس الأسد .
واللافت للنظر هنا ، أن نتنياهو بطلب ، وضغط من أوباما هاتف أردوغان ، أثناء جلوسهما معاً في مطار" اللد" ودون أن يلجأ أو حتى يتشاور ، مع مجلس وزرائه المصغر ، لأن الهدف وكما قال نتنياهو " هو تنسيق المواقف مع تركيا ، وأن تفاقم الأزمة ، في سوريا كان دافعاً ، وأنه تمة أهمية ، أن تركيا (وإسرائيل " اللتان تتشاركان حدودياً ، مع سوريا تستطيعان التواصل مع بعضهما البعض ، إزاء تحديات إقليمية أخرى " .
وما يلفت الانتباه هنا ، ليس مجرد قبول أردوغان الاعتذار ، بل تصريحاته ، حول العلاقة التاريخية والحميمة ، بين الأمة التركية والأمة اليهودية ( المزعومة ! ) .
4- حث أوباما للأردن ، لأن تتجاوز حالة التردد ، لتأخذ دورها حيال سوريا ، مذكرا الملك عبدالله الثاني ، بأنه أول من طالب الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل ، وسهر أوباما على إنجاز المصالحة بين أردوغان وزعيم حزب العمال الكردستاني ، عبدالله أوجلان ، المعتقل منذ عام 1999 في جزيرة إمرالي في بحيرة مرمرة التركية ، حتى تتفرغ تركيا للموضوع السوري ، في دعم الجماعات المسلحة ، وكذلك استثماره استقالة ، رئيس الوزراء اللبناني ، نجيب ميقاتي ، في هذه المرحلة الدقيقة ، وتقديم ضمانات للرئيس اللبناني ميشال سليمان ، في حال تحول الحدود ، مع سوريا إلى خاصرة رخوة ، ناهيك عن زيارة وزير خارجيته جون كيري ، إلى بغداد ومطالبته حكومة المالكي ، بعدم السماح للطائرات الإيرانية ، المحملة بالأسلحة والذخائر ، من عبور الأجواء العراقية باتجاه سوريا . .
5- مطالبته المجتمع الدولي ، وضغوطه المستمرة على الاتحاد الأوروبي لإدراج حزب الله اللبناني ، في قائمة الفصائل الإرهابية .
6- الدور الخفي له من خلال أمير قطر – رئيس القمة العربية – بإسناد مقعد سوريا في القمة ، لرئيس التحالف الوطني المستقيل ، معاذ الخطيب بدلاً من الرئيس السوري بشار الأسد ، في سابقة خطيرة ومنافية لميثاق الجامعة العربية ، وخاصة المادة (8) منه .
7- طمأنته الحكومة الإسرائيلية ، بأن الولايات المتحدة ، من واقع حرصها على أمن (إسرائيل ) ستفعل كل ما هو ضروري ، لمنع إيران من حيازة السلاح النووي بالوسائل الدبلوماسية ، بالتنسيق مع المجتمع الدولي ، وطالباً منها ، عدم إرباك مخططات أميركا ، حيال المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #