الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه مملكتي

جان برو

2013 / 3 / 27
الادب والفن


هذه مملكتي

عَشِقْتُكِ وَلَيسَ فِي العِشْقِ بَعْدَ العِشْقِ إِنْكَارُ،
وَلَيسَ كُلُّ مَنْ عَرِفَ الهَوَى أَصْبَحَ عَاشِقً،
وَلَيسَ كُلُّ مَنْ رَكِبَ السُّفُنَ بَحَارُ،
وَلَسْتُ أَنَا مَنْ فِي الحُبِ يَخْشَى لَومَةَ لَائِمٍ،
وَلَسْتُ أَنَا مَنْ فِي الحُبِ يَهَابُ الإِشْهَارُ،
وَلَسْتُ أَنَا مَنْ أَمَامَ المَنِّيَةِ مِنْ أَجْلِ عِينَيكِ يَجْزَعُ،
وَلَسْتُ أَنَا مَنْ فِي المَعَارِكِ يَهَوَى الفِرَارُ،
وَإِنِّي أُعُلِنُ حُبَكِ عَلَى المَلَءِ مُفْتَخِرً،
وَإِنِّي أُقِرُكِ أَمِيرَةً عَلَى قَلْبِي إِقْرَارُ،
صَحِيحٌ أَنَّي لَا أَمْلِكُ فِي هَذِهِ الدُنْيَا حَتَى أَثَاثَ مَنْزِلِي،
وَلَا أَمْلِكُ فِيهَا لَا كُوخً وَلَا غَارُ،
وَلَيسَ لِي فِيهَا مِنَ الطَيّبَاتِ نَصِيبٌ،
وَلَيسَ لِي فِيهَا لَا وَطَنٌ وَلَا دَارُ،
وَلَا كُنْتُ زَعِيمَ إِحْدَى الفَصَائِلِ،
فَلَيسَ لِي فِي الأَرْضِ عِزٌ،
وَلَيسَ لِي فِيهَا أَنْصَارُ،
وَصَحِيحٌ بِأَنَّي دَائِمُ السَفَرِ،
وَصَحِيحٌ بِأَنَّي دَائِمُ الضَجَرِ،
وَصَحِيحٌ بِأَنَّي لَسْتُ،
حَتَى صِنْفَ طَعَامِي أَخْتَارُ،
وَلَكِنْ يَا أَمِيرَةَ قَلْبِي..
قَصِيدَتِي مَمْلَكَةٌ وَأنَا فِيهَا المَلِكُ،
وَأَنَا فِيهَا القَائِدُ القَهَارُ،
وَأَنَا كُلُّ جُيُوشِ الدُنْيَا فِيها بِإِمْرَتِي تَأْتَمِرْ،
وَكُلُّ نِسَاءِ العَالَمِينَ مِنْ حُبِي لَكِ تَغَارُ،
فَأَنَا المَلِكْ أَنَا المَلِكْ،
وَمَا مِنْ أَحَدٍ مَعِي عَلَى العَرْشِ يَشْتَركْ،
وَمَا مِنْ أَحَدٍ قَدْ تَحَدَانِي،
إلَا كَانَ تَحَدِيهِ عَبَثً وَاِنْتِحَارُ،
هَذِهِ مَمْلَكَتِي..
أَنَا مَنْ يُقَرِّرُ لَونَ الشَّمْسَ فِيهَا،
وَأَنَا مَنْ يُقَرِّرُ مَتَى تَهُبُّ الَريَاحُ،
وَمَتَى تَهْطُلُ الأَمْطَارُ،
وَمَنْ مِنَ الجَمِيلَاتِ تَهْنَئُ بِحُبِّي،
وَمَنْ مِنْ هُنَّ،
فِي لَهِيبِ الشَّوقِ تَنْهَارُ،
وَكَمْ مِنْ حَضَارَةٍ بَنَيتُ فِيهَا،
وَكَمْ مِنْ شُعُوبٍ قُدْتُ وَثُوَّارُ،
وَأَشْعَلْتُ فِي وَجْهِ الطُغَاةِ ثَورَاتَ غَضَبٍ،
وَحَطَّمْتُ عَلَى رُؤوسِهِمْ قِلَاعً وَأَسْوَارُ،
وَجَعَلْتُ مِنْ نَعِيمِهِمْ سَعِيرً تَحْرِقُهُمْ،
وَكُنْتُ لِخَازُوقِهِمْ مُهَنْدِسً وَنَجَّارُ،
وَدَقَقتُ فِي نَعْشِهِمْ أَلْفَ أَلْفَ مِسْمَارٍ،
وَلَمْ أُبْقِي فِي جُعْبَتِي وَلَا حَتَى مِسْمَارُ،
وَحَمَلْتُ جَنَائِزَهُمْ عَلَى كَتِفِي،
وَكُنْتُ لِقُبُورِهِمْ مُصَمِمً وَحَفَارُ،
عَشِقْتُكِ يَا سَيدَتِي..
فَلَا تَتَنَكَرِي لِحُبِّي،
وَلَيّسَ الفَقْرُ نَقِيصَةٌ،
إِنَمَا المَرّءُ بِعِزِّةِ نَفْسِهِ الفَخَارُ،
وَلَا تُصْنَعُ الرُّجُولَةُ بِقُصُورٍ مُرَّصَعَةٍ،
وَلَا تَكُونُ أَكْوَامَ ذَهّبٍ وَدِينَارُ،
إِنَمَا الرُّجُولَةُ ضَمِيرٌ شَاهِقٌ،
وَأَمَلٌ، وَكِبْرّيَاءٌ، وَإِصْرَارُ،
عَشِقْتُكِ وَأَعْطَيتُكِ مَفَاتِيحَ قَلْبِي،
وَلَن أَقْبَلَ مِنْكِ تَأَسُفً، وَلَا أَعْذَارُ،
فَحُبِّي قَمَرٌ لَمْ تُنْجب السَّماءُ كَمِثْلِهِ،
وَهَلْ لِلعِشْقِ بَعْدَ العِشْقِ تِكْرَارُ.

جان برو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل