الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفالنا ليسوا دمى لاوباما !!!

ماهر علي دسوقي

2013 / 3 / 27
حقوق الانسان



لا يختلف اثنان على أن الطفولة تعني البراءة والحرية والانطلاق وقلة الهموم ، ورغم ذلك ترى الطفل الفلسطيني يقع تحت وابل من المشاكل المركبة والمعقدة التي تجعل من حياته أشبه بالجحيم،فمن جهة قمع وارهاب المحتلين، ومن أخرى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تترتب على ذلك وما يصاحبها من سوء في التخطيط المحلي .

لقد شكل الاحتلال على مدار سنوات وعقود خلت المعيق الأكبر في وجه تطور أطفالنا بل وحرمهم من متعة الحياة وبراءة الطفولة، فامسى الطفل الفلسطيني ملاحقا محاصرا كاهله وشعبه ووطنه ، فاما أن تجده يتيما أو معاقا او اسيرا أو شهيدا أو مشردا بفعل الة الفاشست الصهيونية .

كثيرا ما تشرد أطفال فلسطين على مدار ال"65" عاما المنصرمة ، وأجبروا على ترك بيوتهم وأرضهم نتيجة العدوان والقتل والارهاب ، وليس اخر الأمر ما حدث في غزة قبل عدة اشهر مضت ، أو ما يحدث يوميا الأن في أرجاء مختلفة من الضفة والقدس من تدميرللبيوت وتشريد للأسرلتبقى حبيسة العراء.. في البرد القارص أو في الحر الشديد.. دون أية رعاية أو متابعة أو حماية ، فيتحول الأطفال الى رعاة للاغنام "ان وجدت" أو باعة على الأرصفة واشارات المرور ليتدبروا بعض حاجاتهم الأساسية مرغمين .

لا بل ان الامور تصل في كثيير من الأحيان الى عمليات اسقاط منظمة في حقول التخابروالمخدرات ، وليس أدل على ذلك ما كان يحدث في سجن الفارعة سيء الصيت في أواسط الثمانينيات ، أو ما يحدث اليوم لأطفال القدس والكثير من المخيمات ، بفعل سياسة منظمة من قبل عدو لا يعرف للطفولة "حرمة"،ويتباهى ضباط مخابراته وجنوده بالعبث بحياة أطفال فلسطين .

هذا اضافة الى اغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية ، أو التأخير المنظم لوصول الطلبة اليها بفعل الحواجز والجدار والاغلاق والحصار ومنع التجوال ... الخ من ألوان التضيق والخناق وكل ذلك لخلق جيل مرتبك غير واع لما يدور من حوله وليتحول وفق شروط المحتل الى "عامل" في المستوطنات فاقد لحسه الوطني والانساني .

نعم وبكل اصرار ، أطفالنا يعانون القهر مركبا بكافة أشكاله ، ولو وجد جزء من هذا لأي طفل أو حتى حيوان في "اوروبا" لاستنفرت منظمات حقوق الانسان والحيوان الأممية على السواء للدفاع عنهم ،أيعقل أن تدافع الأمم المتحدة عن البيئه والحيوانات المهددة بالانقراض وتتناسى أطفال فلسطين؟ والجواب .. نعم طالما أن الفاعل هو "اسرائيل" .

ورغم كل ذلك وعلى أهميته يجب أن لا يغيب عن حاضر أمرنا تلك المشاكل المختلفة ذات الطابع "المحلي" ، أو تلك التي نتحمل مسؤوليتها نحن ، نتيجة الفقر والبطالة وسوء الرعاية الرسمية الاجتماعية ،والتي منها عمالة الأطفال، والتسرب المدرسي ، والتحرش الجنسي ،"والارهاب" النفسي والمعنوي في التربية ، وغياب مؤسسات الترفيه الخاصة بالأطفال ، والتقاط المبدعين ، ومناهج القهر والبصم التعليمية والتي تثقل النفوس والأذهان دون طائل منها ... هذا الى جانب عمليات التطبيع القصري التي يدفع باطفالنا اليها .. وعدد ولا حرج ..

ان حقوق الطفل تنبع أساسا من حقه في العيش الكريم واتاحة الفرص له للانطلاق الى عالم الابداع والتمييز والتفكير .. ألا يكفينا ويكفي أطفالنا ظلم وقهر وارهاب الاحتلال كي نزيد ونثقل عليهم بمصائب أخرى ، المنطق والحكمة تقول : ان ضاق الامر في جانب فعل الجهات الرسمية والمسؤولة عن قضايا الطفولة ان تتدخل بل وتعمل على حل تلك المشاكل والارباكات ، لا ان تفاقمها ، او أن "تخرجها" بديكور مسخ ، كما حدث مع بعض الأطفال مؤخرا والذين "تراقصوا" طربا أمام الداعم الأكبر للاحتلال اوباما بحضور جمع من المسؤولين ..

أطفالنا يا أصحاب الفخامة والسيادة والعطوفة ... ورود تتفتح لا تحتاج الى الخطابات والمهرجانات الرنانة الطنانه ، فاما أن "ترتقوا لمسؤولياتكم" أو أن تتركونا واياهم نتدبر أمرنا بعيدا عن "التمويل" الاستعراضي هنا أو الديباجة الفارغة هناك .

مستقبلنا مرهون بأطفالنا فاما أن نخرج ونخرجهم من ظلمات القهر والاحتلال واما أن نورثهم المزيد من التخلف والجهل والهزيمة ... القرااار لنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟


.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح




.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين