الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يتجلَّى في المفازات

نصيف الناصري

2013 / 3 / 27
الادب والفن




النومة المُعظّمة ..





شعورنا بالتبعية الى الصواري الناصعة للموت والزمن ،
ينزع عنّا كلّ قربى مع العناصر المتنفسّة في اللامرئي ،
وكلّ اختبار نقوم فيه في لحظة احتضار المذاق المرّ
للأشياء التي تتداعى في الطبيعة ، فعل خانع ترصَعه
أوهامنا بأصداف عديمة الأهمية . ما يُناسبنا الآن هي
النومة المعظَّمة فوق الحجارة القائظة . نحنُ البشر
الحزاني في شُبهتنا ، وفي صراعنا مع مصائرنا الملهوفة
الى ما يردمها خلف الأطلال الضارية للقرون ، دفعنا الكثير
من الآلىء الى مًهشّم العظام ، واتخذناه في ساعات
انقباضاتنا وسرورنا ، حصناً يحمينا من فزعنا ومن
فرائصنا المتشنّجة في أشرعة الأيّام ، لكن كلّ فعل نقدم عليه ،
لا يرسّخ المهابة ، ولا يخلّصنا من الاستجابة الى التضحية
بما نوده أن يدوم .





ما يتجلَّى في المفازات ...




الى ناصر مؤنس





نميلُ في إرادتنا للعيش في الزمن ، الى الفعل الذي يُسبل
توقه على ما يخفيه الوجود . خضوعنا لمشيئة الدودة في
الفراش ، يذلّنا ولا شيء يأبه لعكوفنا على اللحظة التي تسقط
مضرّجة في توسّلها لندى الثمرة . كلّ ما نقرنه بالفيض ،
ينفصل عن شطآنه المعتدلة ويتلبّد بالفراغ . لا نعمة تغفرها
لنا الشمس المُتعصّبة ، ولا الرحى المُتجهّمة للصيرورة ،
تفكّ الزنزانة القائظة بين الموت والميلاد . عقبات شديدة
محبوبة تصدّنا عن العودة الى الرحم ، والرغبة سهم بغيض
يرتد صوب فجرنا اليائس ، وكلّ ما يتجلّى لنا في المفازات ،
إرهاق طويل لسجن نُسميّه مرايا الظهيرة . الحبّ والألم
لا يخلداننا في عمل السخرة ، وتُخلّدنا مطابقة ذواتنا مع
الإشارة الصمّاء للموت .






التحليل الشعري للجمال ..







الحبّ رغبة مضادة للشيء الذي نحاول أن نعيد اليه توازنه ،
وفي أسفنا على ما يناقض نفسه بنفسه ، ننسى الظرف الذي
تنفجر فيه الرغبة على الصخرة المدلاة فوق العابر ، وما
نتوهم فيه منتهى العصمة . في تراتبية الأيّام التي نُحشّد فيها
حجارة متساوية ونرميها على الماضي ، تشرئب صوبنا ريح
قيلولة وتطيح بكل ما حاولنا أن نثقله بغنائم السرمدية . المُعطى
القابل للإفلات من طاقته في تعجّل احتضار المحبوب ، يستكين
في تماثله للتجربة ، وتبقى التألقات الباهرة لضوء الذكرى ،
شديدة التخلّي عن الندوب التي يتركها مرض مَن أحببناهم بين
الينابيع الرقراقة للزمن . الوميض المُتعدّد لعودات الجروح التي
تنفّسناها بين أشجار ليمون الصبا ، يختزل الأمطار التي نذرفها
على ما انغلق ، وما احتفظ بالهموم التي تغريه . التحليل الشعري
للجمال ، يُنشّط فينا اخوة الطبيعة ، ويعفينا من جباية الشيخوخة .
عبورنا المحظوظ للنهر بحكم العادة ، يصفع مصيرنا بثغاء طويل
للحركة ، ويمنحنا المعيار الذي نلتمس فيه القرب من لحظة الغرق .







2013 / 3 / 27








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال