الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلال الطالباني رئيسا للعراق، انتصار للأمة العربية

مها حسن

2005 / 4 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن انتخاب جلال الطالباني ، ولأول مرة في تاريخ الأكراد ، كرئيس للعراق ، يعبر فعلا عن عمق العلاقة بين الشعبين العربي والكردي ، وإمكانية التعايش وإلغاء التمايزات الإثنية ، وهو دليل فعلا على إمكانية العرب أولا لقبول شخصية وطنية ، بغض النظر عن أصولها ومرجعيتها الإثنية ، ويعطي الفرصة لللأكراد ، ولأول .مرة ، للإحساس بالطمأنينة والعدالة ، التي ظلت دوما بعيدة عنهم .
وأنا باعتباري منتمية للأمتين معا ، العربية والكردية ، دون أي إحساس بالتناقض ، إذ ترجع أصولي الجينية إلى الأكراد ، باندراجي من أبوين كرديين ، ولكن اللغة التي نهلت منها ثقافتي ، وساعدتني على التفكير والتعبير عن ذاتي ، كانت دوما اللغة العربية ، لذلك ، فأنا لا أنكر أثر ، وجمال ، اللغة العربية على نمو شخصيتي ، وتطور أساليبي المعرفية ، والإبداعية ، وفي الوقت ذاته ، لا ألغي ذاكرتي الكردية ، التي تغذي ، الكثير من مواقعي التعبيرية ,
فنحن الأكراد، ولافتقادنا إلى الوطن ، نتعلم لغة ليست لغتنا ، ونبرع أحيانا في تلك اللغة " الأخرى " أكثر من أبنائها ذاتهم ، وسيكون مثال سليم بركات مملا وممجوجا مما سيثير سخط الرجل ذاته ، لشدة الاستشهاد به ، وببراعته اللغوية ، العربية
إذن ، إن عدم السماح لنا بتعلم الكردية ، منذ الصغر ، وبأساليب تقنية ، وتعليمية منهجية ، أجبرنا على الدخول في ثقافة الآخر ، والآخر لا يعني بالضرورة ، النقيض ، بل هو أحيانا مكمّل ومتمم ، وهذا ما حصل معي ، فاللغة العربية جاءت لتكمل منظومتي الذهنية ، فإذا كانت الكردية لدي هي لغة المشاعر والعواطف ، تأتي العربية لتشكل الوعاء لاحتواء هذه اللغة ، وتساعدها على تقديم ذاتها في قالب مرئي وملموس ، إذ بالعلاقة بين الإحساس والتعبير عنه ، تتقاطع وتتكامل الكردية والعربية ، وتأتي اللغات الأخرى ، الفرنسية في حالتي ، لتمنحنا المزيد من إمكانيات التعبير عن الذات والآخر ، فاللغة وسيلة تفكير أخيرا ، وهي شكل لتقديم المضمون الذهني ، من هنا تأتي الفرنسية ، أو أية لغة لاتينية ، لإكسابنا نموذج جديد في التفكير ,لا يتعارض مع سوابقه ، بل يغني ويغذي ويتمم باستمرار ، مما يمكّننا من الانتماء أكثر إلى أكثر من ثقافة وأكثر من طريقة تفكير و تعبير
ومن هنا أجد أن وصول جلال الطالباني إلى السلطة في العراق ، هو انتصار للذهنية العربية ، التي تثبت الآن قدرتها على احتواء أبنائها ، العرب وغير العرب ، ماداموا ينتمون إلى هذه المنطقة ، ونرجو أن يكون مثال العراق هو البداية لانتخابات ديمقراطية في العالم العربي ، ولبنان القادم هو رهان جديد ، ونأمل أن يتم ذلك في باقي الدول العربية ، مصر وسوريا و.... ، وأن تحدد الديمقراطية أحقية السلطة ، بعيدا عن الإثنيات أو الانتماءات الدينية ، فإن أسوا ما يمكن أن يهدد المنطقة " الشرق الأوسط " هو الطوائف والإثنيات ، وباعتلاء الطالباني سدة الحكم في العراق ، أو اعتلاء أي وطني شريف سدة الحكم في أي مكان من العالم ، دون النظر إلى أصوله الدينية والقومية ، يمنح المنطقة المزيد من الثراء وإمكانية التعايش ونبذ الخلافات ، والمزيد من الانفتاح على الآخر ، والتوسع للدخول دوما في علاقات لا متناهية من التمازج والاندماج
إني أبارك للعرب وصل الطالباني إلى حكم العراق ، وأتمنى أن لا تكون حالة استثنائية ، لا شغفا بالأكراد" ولم لا! " ، ولكن أيضا لإحقاق الحق ، وإعطاء الفرصة لكل وطني ، شريطة إخلاصه للوطن ، الوطن الذي يحتوي الجميع ، أكراد وعرب وتركمان وسنة وشيعة ومسيحيين و... وبذلك ، يدخل هذا الوطن في عداد الأوطان المنفتحة ، المتحضرة ، القائمة على جودة الشخص ذاته ، وليس على أساسه العرقي ، وتفاصيله البيولوجية .
مبروك للعرب دخولهم في حضارة قبول الآخر ، ومبروك للأكراد حصولهم على ما يستحقون ، مبروك للطالباني قدرته على احتواء من حوله ، إلى أنه شكل سابقة في تاريخ العرب والأكراد معا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات