الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أمريكا مفتونة بالديمقراطية إلى هذا الحد؟

محمد جمول

2013 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



من الواضح أن أمريكا تضع الديمقراطية فوق كل شيئ، ولذلك هي مستمرة في تدمير شعوب وبلدان بكاملها كي تزرع الديمقراطية في أرض جديدة ومحروثة جيدا. ولكي تضمن سرعة نموها وازدهارها رأت أن تزود الأرض باليورانيوم المنضب أينما نثرت بذور ديمقراطيتها، والأمثلة أكثر من أن تعد.
وكي نفهم الديمقراطية الأمريكية على حقيقتها، يكفي أن نقرأ ما يقوله أمريكيان يعرفان حقيقة الديمقراطية الأمريكية. أولهما المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في كتابه " قمع الديمقراطية" deterring Democracy الصادر في العام 1991إذ يقول إن أي نظام في العالم هو ديمقراطي بنظر الإدارة الأمريكية مادام يخدم مصالحها حتى ولو كان يقترف أبشع الجرائم ويمارس أسوأ أنواع الاستبداد والقمع. وأن أي نظام في العالم يقف ضد الأطماع الأمريكية هو نظام دكتاتوري بنظرها حتى ولو كان منتخبا ديمقراطيا ومحبوبا من شعبه. وثانيهما القاتل الاقتصادي جون بيركنز الذي خرج عن طاعة أسياده الأمريكيين وبدأ يكشف الدور الذي كان مكلفا به مع آخرين من أمثاله في مختلف دول العالم. فقد كان دورهم تهديد رؤساء الدول التابعة للولايات المتحدة وإجبارهم على تنفيذ مشاريع وخطط ليس لها أي دور سوى تخريب وتدمير اقتصاديات هذه البلدان ونهب ثرواتها فقط من أجل أن تتضخم ثروات أسياد المجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة. ومن يخالف عادة يقنعونه عن طريق تذكيره بالأمثلة المعروفة من عمليات التصفية والاغتيال والقتل لمن أخطأ وخالف الإدارة الأمريكية. لقد كان بيركنز صريحا وواضحا في اعترافاته الموجودة على قناة روسيا اليوم وفي عدد من الفيديوها الموجودة على اليوتيوب.
انطلاقا من هاتين الشهادتين واعتمادا على تاريخ طويل من عمليات تدمير الشعوب والدول إكراما لعيون الديمقراطية الوحشية الأمريكية ، يمكن النظر إلى زيارة أوباما الأخيرة إلى منطقتنا على أنها تمهيد لمزيد من الديمقراطية القاتلة لشعوب المنطقة. وفي هذا الإطار نلاحظ حرص أمريكا على القيام بترتيبات محددة ومترابطة في المنطقة وعلى رأسها المصالحة التركية الإسرائيلية، ثم اتفاق وقف النار بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية مضافا إليها محاولة الضغط على العراق لاتخاذ موقف يناسب الأمريكيين مما يجري في سورية. قد لا يكون من الصعب الاستناج أن أمريكا وإسرائيل ترتبان لموجة جديدة من الديمقراطية القاتلة للشعوب. ولكن هذه المرة ستكون ديمقراطية مختلفة وبنكهة جديدة. فبعدما استنفذت الولايات المتحدة أساليبها التقليدية، ومع تغير موازين القوى العالمي، لم يعد من المجزي نشر ويلات وكوارث الديمقراطية الأمريكية عن طريق صواريخ الكروز وطائرات ب 52كما جرى في العراق وليبيا وأفغانستان.
إذن لا بد من شكل جديد. لم تعد كذبة أسلحة الدمار الشامل، التي استخدمت في العراق حجة لتدميره، مستساغة من قبل الشعوب. ولم يعد ممكنا تكرار ما جرى في ليبيا بعد الفيتو الروسي الصيني. هنا تجلت عبقرية اللصوصية الصهيو- أمريكية في إيجاد مبررات جديدة لشن حروب تأخذ شكل التدمير الذاتي على أيدي مجموعات مسلحة محلية وعالمية تنفذ أوامر المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي على الأرض السورية ولكن تحت غطاء المطالبة بالحرية والديمقراطية.
بقصد أو سهوا، اضطر معاذ الخطيب للاعتراف بصحة ما يطرحه النظام السوري منذ بداية الحرب على سوريا. لقد اعترف صراحة بأن دولا عدة ترسل أبناءها إلى سوريا لقتلهم والتخلص منهم. واعترف أيضا بوجود الفكر التكفيري في سوريا. وكل ما قاله النظام السوري واستنكره خصومه منذ البداية هو أن هناك حربا تُشن على سوريا وأنه يقوم بمحاربة الإرهاب. وكل سوري، معارضا كان أو مواليا، يعرف الآن أن ما يجري في سوريا لا علاقة له بحقوق الشعب السوري، وإنما عملية تدمير ممنهج ومدبر تنفذها قوى تكفيرية إرهابية بدعم غربي صريح ومباشر. إنها الحروب المثمرة ماليا من دون تدخل مباشر يؤدي لخسائر بشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها