الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة كف (قصيدة نثر )

رونا صبري

2013 / 3 / 28
الادب والفن




أحدق بكفِ الزمان المستلقاة أمامى فأقرأ طالعه :

(1) بخط الحب هذا:
يقطن خارج دائرة الأحلام
يحملنى بصوت النبؤة الخفى
بموسيقاه الحزينة
تتشكل اللحظات بين عينيه
وتتجاوز الكلمات حدود حروفها
فلا يعيها إلا قلبينا
وبالعينين لا نحتاج الى التأويل
ولأننا لا نملك الزمان
أغرقنا فى خطوطه الحائرة .

(2) بخط القلب :
أسكن هنا
حيث وجوه الجفاف تحاصر أمطار الشوق
الظل والزجاج خلف هذه النوافذ يرقبان تحركى
يمتد القلق الى الداخل بإتجاه الجسد
يسافر حلمى بعيدا
ينبش قبر المسافات
لعله يشبع جوع المرايا لوجهى
ماذا أرى؟
أصناما
جثثا
اغتراب أعمى
يخلق فيك إنسان الملذات
يربطك بالرغبة
يمنع إرتفاعك لتظل روحك أسيرة الأرض .

(3) بخط الأمل :
الوقت منتصف النهار
وأتربة الإرتجاف تملأ عيوننا
كنا هناك نبنى عشا لطيور الماء
وقيود الطريق تنسجها يد التقاليد
ابحث عن شىء ما ولا أعرفه
وكأن المدينة تلفظنا بمياه النيل
لاتتسع لأشواقنا
بهذا الزحام....
رحلات الآلآم مكتنزة بالوهم
وغناء الفقراء يدّوى لايسعه براح
وطفولتى تركض فى شوارع البهجة
فأستقبلها بفرحة المطر
والنهر يسبح بقلبى
والليل يشعل فتنته العارية من النسيان .

(4) بخط الحياة :
أناديه بصوت عالٍ
فيعبر إلى الشاطىء الآخر
المسافة بيننا بحجم حزنى عليه
يتلاشى صوتى
يرتطم بصوت معانقة المياه بأجنحة النوارس
أرمى شباك همومى
لعلنى أتصيد الأمل
لايمنحنى هذا الوطن بابا أعبر منه إليه
ولايمنحنى سلاما هادئا
احلم به وطنا قديسا لايمسه جوع أو خوف
ثملت منه بالفخر المزيف..
فما زادنى ماؤه إلا ملحا.. وما ارتويت
وكنت أكتفى بحلم الوصول اليه
وعبرت جسور محبتى
فرأيت مواكبه الجنائزية تخلت عن وجوهها
لم تحنط جثث الأبطال فقط غيرت ملامحها .

(5) بكفك يازمن :
أستقبل كل الأشياء بهدوء يليق بأول المساء
لون الغروب يوحد الكون فأراه كأنشودة الصمت
تأخذنى الأوراق برائحة خوفى الكامن بها
ألتقط قلبى ...
روحى بألف أغتراب
ولا ينتهى صباحى بذاكرة تسعفه
كتبت كثيرا , وازدحم الوجود كثيرا
وتزاحمت الأسلاك الشائكة
عبّرتها وعلّق دمى بها
أحمل الرفض بداخلى
وعلى ظهرى
أحمل وجع أوطانى المغلقة
أبحث عن مفتاحها فى بحر الظلمات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي


.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل




.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي