الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة طفولية:

فلورنس غزلان

2013 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


خاطرة طفولية :ــ
وقف الطفل على حافة الموت بين الرماد والألغام الموقوتة صارخاً بوجع الملدوغ بطفولته...اخلعوا عني قيودكم...اخلعوا عني أبوَتَكم...فكيف تريدونني أن أصادق الصقور الجارحة وأنا مجرد عصفور يحتمي من المطر بظل شجرة كانت وطنه وملعبه؟!...لاتهتكوا عرض اسمي وتنصبونني الحَكَّم بين أعواد مشانقكم من جهة وبين أقواس نصركم الموعودة..منذ عامين ونيف ، فلو منحتمونا ..طاولة حوار ...أو محفلاً من محافل صيدكم المُعارض ..خاوي الجعبة على الدوام...لشرحنا لكم مقدار فاجعتنا بكم...ولعَوَّلنا على البحر والخُرافة أكثر مما صدقنا كباركم...إننا نتجرع الحزن تلو الحزن ...والفاقة والعوز لكل ماتحتاجه الطفولة من موارد حياتية...لكن حزننا الأكبر أنكم لاتصغوا للصغار ...باعتبار أنكم تدربتم على يد الاستبداد ..وأن معشر المواطنين " الرعايا " أو العبيد التابعين لآبائهم الأسياد لاحول ولا طول لهم في قرارات ستكون وبالا على جيلنا المبتلى بأنكم آباءنا ،ولم نختركم ...كخلف لأبوة ناقصة وغير كفوءة....وماعلينا إلا انتظار الزحف المبلول بأسماءكم والمبتلى بتراثكم..وسيبقى الكثير منا متأثراً بتربيتكم الممسوخة وبتراثكم السياسي المثقوب كالغربال...مما لن يسمح لنا في بداية الطريق، إلا بالبحث عن خبزنا المدمى وعشبنا المحروق...إلى أن يستوي عودنا وينضج متمرداً على طاعتكم بعض العصاة فينا...ليفتحوا باب الأغاني ..ونوافذ الأصوات، التي لاتسمع إلا لأنفاسها ورائحة الثورة المُكتَسبة من تاريخكم الفاشل...
ارفعوا وصايتكم عنا..فعامين من الموت المستمر حولتنا لكهول تميز بين الغث والسمين...بين موت وموت..مع اختلاف المعايير والوسائل...لأن بهلوانياتكم لم تعد تنطلي عمن شاهد وعايش كل فصولكم السياسية والاحترابية.. بِحَرِها وقرِها...بربيعها وخريفها...فما نحن إلا قبعات واقية لرؤوسكم المُستَعمَرَة...
ونعاهدكم أن نخلعها عند أول بارقة وأول باب في فصل حرية عرجاء ...لأنها ستولد على أيديكم ...ولا قدرة لنا اليوم على سلخها من استعماركم المُستَعِمر لنا...لن يطول بنا الوقت إلى أن ننعتق من إسارِ أبوة خانت بُنوَتها وأدارت لها الظهر ...وكسرت ظهورنا...لنرث عروشها الخانعة الخاوية ...وتركت لنا تراثاً كان ياسمين الشرق ..فحولتموه ...إلى فحم...لايحرق ولا يحترق إلا على لهيب أجسادنا...وماتتركه لنا أيديكم من حطام وطن.
ــ باريس 28/3/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم