الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن نتينياهو عربي

محمود يوسف بكير

2013 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


شعرت بالأسى على أحوال زعماء الأمة العربية وأنا ارى رئيس الوزراء الإسرائيلي يتحدث في المؤتمر الصحفي العالمي في حضرة الرئيس الأمريكي أوباما أثناء زيارته الأخيرة لإسرائيل منذ أيام قليلة .

رغم صغر حجم اسرائيل من جميع الأوجه مقارنة بالعملاق الأمريكي ورغم شهرة أوباما كمتحدث مفوه إلا أن نتينياهو بدا نداَ حقيقياً له ونجح بلباقة شديدة في دفع الرئيس الأمريكي لتقديم ضمانات وتعهدات لإسرائيل لم يقدمها في فترة رئاسته الأولى رغم حاجته وقتها لإسرائيل واللوبي الصهيوني الأمريكي لتأمين فترة رئاسة ثانية. ومن شاهد المؤتمر الصحفي سيتذكر بالتأكيد إشارات أوباما المتكررة لنتينياهو على انه شريكك وليس مجرد حليف.

والسؤال كيف نجح نتينياهو في الحصول على كل هذه المكاسب لإسرائيل ؟

الإجابة ببساطة تتمثل في أن الرجل كان يتحدث باسم اسرائيل ككل وليس باسم حزبه أو عشيرته فقط ، نتينياهو كان يتحدث عن المصالح الكبرى لإسرائيل وأوباما يعلم جيدا أن الشعب الإسرائيلي كله يقف خلفه ولذلك لم يكن هناك أي مجال يعتد به أمامه للمناورة واللعب على وتر المعارضة الإسرائيلية لانتزاع تنازلات من نتينياهو فيما يتعلق بمسألة المستوطنات التي يتم بناءها بشكل غير شرعي على الأراضي الفلسطينية و تقديم تعهدات بخصوص مسألة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة حقيقية .

نعم تمنيت أن يكون لدينا رئيس عربي بجرأة وذكاء هذا الإسرائيلي الذي يقاتل من أجل مصالح بلده ويعرف كيف يتكلم وماذا يريد ويمتلك وضوح الرؤية والإرادة والتصميم القوي لبلوغ هدفه.

وفي المقابل توقعنا أن نرى أوباما آخر في فترة رئاسته الثانية وهو يتعامل مع نتينياهو خاصة بعد أن انحاز الأخير إلى المرشح الجمهوري ميت رومني أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة وإعلانه صراحة انه لا يفضل أن يرى أوباما مرة أخرى في البيت الأبيض .

رغم كل هذا فوجئنا بتراجع أوباما عما كان يطالب به في فترة رئاسته الأولى بتجميد المستوطنات اليهودية وتأكيده الدائم على أنها عقبة في طريق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

اتعرفون لماذا يستهين الرؤساء الأمريكيون بشكل عام بزعمائنا العرب وهم يتعاملون مع المشكلة الفلسطينية ويرضخون دائماً لمطالب زعماء اسرائيل ؟

إنها عقدة التأبيد في السلطة والتي يتولد عنها انعدام الشرعية وهي عقدة يعاني منها أغلب زعماءنا فلا تجد لهم أي سند إلا من أبناء عشيرتهم. هذه العقدة تضطرهم للانعزال عن شعوبهم و التقرب من العملاق الامريكي أو أي عملاق آخر بحثا عن شرعية مزيفة وحماية مذلة أمام كراهية شعوبهم. ولان العمالقة في عالم السياسة ِشأنهم شأن من نسميهم بالبلطجية باللهجة المصرية أو الشبيحة باللهجة السورية لا يقدمون خدمة الحماية مجانا فإن الثمن يكون أن يصبح الزعيم عميلا بمراتب متفاوتة.
وهكذا يتعامل أي رئيس أمريكي مع "الزعيم العربي" على أنه عميل ومع الزعيم الإسرائيلي على أنه شريك.وفور حصول الزعيم على مرتبة عالية من العمالة يسمح له بالتفرغ لقمع شعبه والتنكيل بكل اشكال المعارضة من أجل البقاء في السلطة حتى الموت.


ولإثبات هذا التنظير يكفيك ان ترى ماذا فعلت عائلة الأسد بسوريا وماذا فعلت عائلة مبارك بمصر وعائلة القذافي بليبيا وعائلة بن علي بتونس وعائلة صالح باليمن وعائلة صدام حسين بالعراق وغيرهم دون ان يكترث اي من العمالقة الدوليين بالأحوال البائسة لهذه الشعوب العريقة وبلاد الحضارات.

ولأنه ليس هناك قيم أو مبادئ في دهاليز السياسة وإنما مصالح وحسابات قوى فلا نلومن الرئيس الأمريكي الذي لا أشك أنه يشعر بالأسى تجاهنا وإنما نلوم أنفسنا. ولا ينبغي أن ننسى أن الرئيس الأمريكي وهو يتعامل مع الرئيس محمود عباس ينظر دائما إلى من يقف خلفه فلا يجد إلا الهواء.

لن ننجح أبداَ في انتزاع حقوقنا إلا عندما ننجح في امتلاك قرارنا وانتخاب زعماء وليس عملاء .


محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مثل شعبي ـ انظر الى العنز واحلب لبن!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 3 / 29 - 05:45 )
اذا اردنا ان نتكلم عن العرب فان اصل كل العرب هي الجزيرة العربية وكانت تسمى نجد والحجاز اما اليوم فتسمى المملكة العربية السعودية وهو عار على العرب اجمع بان يسمى موطنهم الاصلي بـ اسم عائلة محتلة لا تختلف عن سرائيل الا في الشكل وكلاهما نسخة للدولار الامريكي الا ان اسرائيل عملة ذهبية والسعودية عملة ورقية.نتنياهو رجل سياسة من الطراز الاول واتى به شعبه الى الحكم اما موطن العرب الاصلي فحكامه اتى بهم الانجليز لجعلهم دمية يتلاعبون بها متى ما اقتضت الحاجة من اصدار فتاوى او دفع اموال للمجاهدين لاعلاء كلمة الله (؟) وكلمة الله في قاموس البيت الابيض هي كلمة امريكا.الى ترى كيف يتدفق الارهابيون الى سوريا بتميل سعودي قطري ليس حبا في الشعب السوري وتخليصه من طاغية بل للمصالح الامريكية والا اين هم عن طريق فلسطين.اما الدول العربية الاخرى فتنتبق عليهم الحكمة (ان العرق دساس) لان اذا كانت الام لعوب فلا تسال عن اولادها. عرب قبل الاسلام افضل بكثير من عرب الاسلام الذي مسخهم الاسلام نفسه وجععلهم خولا للطغاة باسم الله. لا خير يرتجى للعرب الا بابعاد الدين عن السيياسة وتقزيم فقهاء الامريكان القرضاوي وآل الشيخ .


2 - ما أحلى الركوع إليه
سهام عبد اللطيف ( 2013 / 3 / 29 - 13:49 )
مقالة تعكس واقع مرير وحقيقة مؤلمة
نحن نعيش عصر انصياع وانبطاح الرؤساء العرب بامتياز وأقول رؤساء لأنهم لا يملكون أدنى صفات الزعامة فهم يلقبون انفسهم بالإكراه بالزعيم والقائد و...الخ فبقدر ما يشعر به من ضئالة ودونية تجاه الغرب وامريكا لا يجد سوى شعبه الضعيف الذي لا حول له ولا قوة ليمارس عليه دور الزعيم والقائد المفدى
فعندما لا تكون مدعومة من شعبك فلا هم لك سوى الاستيلاء على ثرواته وإذلاله فأنت هش وتلك هي الحقيقة التي يدركها الغرب وامريكا فنحن نرى امريكا لا تتشاور مع الدول العربية الغنية ولكن تأمر فتطاع فما بالك مع الدول العربية الفقيرة التي تعتمد على مساعداتها فالطامة اكبر والمصيبة اعظم
حتى القلوب الخضراء الشابة الخضراء التي نبتت في اراضي الربيع العربي انقضت عليها قوى الماضي المتشبعة بالأفكار الرثة وكبلتها من جديد وسيظل الصراع قائم بين الماضي والمستقبل حتى يوفق الله شبابنا في المستقبل القريب مع بزوغ فجر جديد نتنفس فيه عبق الحرية ونسمات الديمقراطية ويدهس فيه الماضي بزعاماته المتحللة العفنة وحتى ذلك الحين سيظل رؤسائنا يطربون بأغني نجاة ( ما أحلى الركوع إليه ) حقاً
إنها ملهاة


3 - مزيد من الأسى
محمود يوسف بكير- مستشار إقتصادي ( 2013 / 3 / 29 - 18:36 )
بعد أن قرأت تعليقات الأستاذ فهد العنزي والأستاذة سهام شعرت بالمزيد من الأسى على أحوالنا فالعالم يتعامل مع -زعمائنا- على أنهم زعماء قبائل وليس زعماء دول


4 - البحث
ناس حدهوم أحمد ( 2013 / 9 / 27 - 01:16 )
لا يمكن لنا أبدا أن نقارن الحكام العرب بحكام إسرائيل لأنه لا مقارنة مع وجود الفارق
نتانياهو أو غيره من اليهود الذين حكموا المجتمع الإسرائلي كلهم كانوا
عسكريين لكنهم حينما ينتزعون البزة العسكرية ويخوضوا غمار السياسة
يصبحون مدنيين بالنسبة لمواطنيهم
دوغول نفسه كان جنرالا وحكم فرنسا كما يحكم مدني بلده
المشكل ليس في العسكري أو المدني
المشكل في العقلية العربية البائسة فنحن العرب لم نجد خيرا لا في
المدني ولا في العسكري وكل الحكام العرب تقريبا لم يكونوا في
المستوى المنتظر منهم
والشعوب العربية نفسها ظلت دائما جاهلة وغير متعلمة أو مثقفة
وهذا هو سبب بؤسها
فلا شيء يدعو للعجب مما يحدث لنا
نحن أمة ضحكت من جهلها الأمم كما قال الشاعر المعروف

اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم