الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قالت وقال ( ٣ )

علم الدين بدرية

2013 / 3 / 28
الادب والفن


قالت وقال ( ٣ )

علم الدين بدرية

قال : - أتيت لألقي التحية فطاب لي البقاء ، لكن لكل لقاء نهاية ولكل بقاء أفول فخذي مني الورود واتركي الأشواك فقد يكون الغد مرسى للقائنا أو ميناء فراق من يعلم ما تخبئه الأقدار ..
قالت : - مساءاتُنا عبقريّة ، تقرّب اللقاء وتلغي الفراق ، تنتقي الورود وتهمل الأشواك فحطّ الرحال واترك ما في الغيب للغيب فالعبء تحطّمه أرادة تحمل الشوق والصفاء
قال : - لنقف هنا صديقتي .. على حافة ليل يتعربش على غمّزات قمر ... لترقْرُقِ حروفك الراعفة أشعة فجّرها ميلاد عذري على صدر عتمتي فاستحالت تلافيف نرجس حائر على وجه فجر جديد ، صوتك الذي ينمو في أكمام الورود هل هو بلبل للشعر ، أم طيف حائر ، أم سمر أناجيه في لياليَّ المهجورة ؟ ! ابقي لكِ الإجابة والاتجاه ..!!
قالت : - إجاباتي تبعثرت في كل اتجاه ، أبعادي تشابكت فنمت في القلب زهرة لوتس بيضاء .. أنارت دربًا على صقيع البحيرات البعيدة .. فحملتها الروح دفئًا لموعدٍ ذات لقاء .. فلا المرساة توقفها وهي عصيّة على النسيان ..
قال : - هل تظنين ذلك ؟فزهرة اللوتس قد تذبل ذات مساء
حينما تفتحت براعم مشاعرنا كنّا غريبين مسافرين في رحلة ذكرى قادت مراكبنا لتنأى على جزيرة البوح الصامت فارتسمت انعكاساتنا على الورق تبدع حروفنا فخضنا عذاب التجربة وربما جرحتنا رائحة الحبر والمداد .. في انتشاء البوح لغة دائريّة لطقوس سريّة في معابد الذات ، لغة نتناغى بها تحت ظلال الحروف وفي قدسيّة الكلمات أريج عباراتنا تحمله ذبذبات الأثير لا تخدعه سحب مسافرة ولا تمحيه الأيام ..
قالت : - زمن البوح يطوى خلف الأمواج لا زبد الشطآن يبعثره ولا طيور النورس تحمله بعيدا فيبقى ماثلاً خلف الضباب صورة منسيّة لعذابات لا تنتهي في مسيرة الوجود
قال : - كم كنت أرنو لمساءات يحلو بها اللقاء وتشرق على نافذة قصيدة أو على شمعة من صفاء .. لا تطالبنا بتفسير انتماءات حروفنا لا تحاسبنا على أحلام وردت في الخفاء
قالت : - المساءات وعود كقطرات الندى تزيلها شمس الصباح .. لكن المساءت التي يضيئها القمر وتصهرها المسافات تبقى مشتعلة في جذوة الروح لا شمس تحرقها ولا لهيب يزيل روعة اللقاء
قال : - كلّ الأبواب المشرّعة تقتلعها الرياح .. تكتبينني وأكتبكِ ويبقى للزهر رحيق وللصباح قطرات ندى .. من يعلم فربما تسرح ذات صباح فراشات أحلامنا وتزهو ورود اللقاء وربما تبعثر تلك المساءت الغاربة ما تبقى من همسات خلف الغروب ..
قالت : - تطفو أحلامنا فنعتلي درب النسمات وتشرئب أروحنا وما أن تشرق شمس حتى نأوي إلى قوقعتنا لنعيش ظلام التستر من جديد
قال : - ما بالي أُسْمِعُكِ صدى المحار وأعيد على أسماعك تعتعات أفكاري فلا الحنين يعيد تكويني ولا البحار تتسع لحروفي فكيف لعمق المحيط أن يختزل أحلامي ؟؟؟
قالت : - كل الأسرار التي تسكننا ، تُسمعنا أصواتها ، هي لحن في الوريد ..لما تخاف حروفنا أن ترسمنا على لوحات ليلة تتجلى في ضوء القمر وتنعشها النجوم ؟ لما علينا أن نفسر أشعارنا ونخفي أحلامنا هل هو خوف اكتسحنا فشلّ ما تبقى فينا من مشاعر .. فنضبت واحات صحرائنا وبعثرت زهور أمانينا ؟
قال : - لا أسرار حين يتجلّى الحلمُ على ساق ألأمل ويبزغ في فجرٍ وليد .. فزقزقة العصافير لا تطلب لأنغامها تصريح من شمس الشروق رداؤنا خيوط تعربشت من وهم طحالب تلبّستنا وما زالت تنأى بنا في رحلة العبور تسجننا في ظلام أفكارنا وتُبعد السعادة عن نور ينير في آخر النفق ، على ضفاف الذات تنمو زهور اللوتس تنير درب العائدين من وهم الرجوع فلا قلق يحتويهم ولا هم بخائفين .
قالت : - كم من أقنعةٍ نرتديها وكم من وجوهٍ مثقلة لا نحسن رميها ، تتشبث بنا كأصداف تقمصتنا منذ الولادة تطفو أحلامنا فنعتلي درب النسمات وتشرئب أروحنا وما أن تشرق شمس حتى نأوي إلى قوقعتنا لنعيش ظلام التستر من جديد
قال : - هي الدنيا نبحث فيها عن ابتسامةٍ تعيدُ ما فقدناه على قارعة الانتظار ، نقلب صفحاتها ككتاب وذات يوم سيطوى كتاب رحلتنا ونحن ما زلنا في محطات الانتظار يمضي يومُنا ولا نعرف ما يخبئ الغد من غيب وألغاز .. أمواج اللقاء تحطمها صخورُ الشاطئ فلا المدّ يعيد اتزاننا ولا الجزر يشكّل محيط الدائرة من جديد من أراد العوم نزع رداءه ومن أراد الحقيقة تخلى عن كل عن زيف القشور فدعينا نسمو إلى بعد آخر لا يعرف للمادة وزنًا ولا يعيد اجترار وهم لزمن رهيب !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في