الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسو في آبار اليوم

نصيف الناصري

2013 / 3 / 28
الادب والفن



حبور مكتوم في ضراوته ...

في وفرة المُتعيّن بشجنه بين عُقاب الأيّام ، تسريح مُهيب للكينونة
من عنصرها العظمي ، والطبيعة الغائبة لا يهمها شقاءنا ونحنُ
يُنتزع منّا كياننا بين الدفء والصقيع . كلّ غرفة نعثر فيها على
مفتاح ما ، يكْفهرّ فيها الأفق وتتداعى فوق رؤوسنا الحجارة والنُواح ،
ومرضنا العضال رُسم لنا سلفاً ، وتم غرسه في اللحظة المشؤومة
للولادة . نُثبّتُ روابط كثيرة على الأشياء التي أًسدل عليها اللثام ،
من أجل الحنطة اللاهبة للماوراء ، ومن أجل التمرّن على تحطيمنا
للأحلام . تتبدّل في نومنا الخرائب الوعرة للطبيعة ، لكن عدم رضانا
عن ما يزول في تغيّره ، لا يعفينا من القبول بحتمية مصيرنا المُتلهّف
الى تغذية نفسه بالفناء . ما نعارضه ، وما نرجو أن نسلبه تعويضه
للصخرة ، يغلبنا تحت الضوء العظيم للرحمة الإلهية ، وكلّ ما نحلم
به ، يتعكّز مقروناً بالضعة . حبور مكتوم في ضراوته ، يُفسد علينا
جني الثمار التي احتدمت في انتظارها لزوالنا عن الهوّة .








بلوغ الكمال ...






هُيامنا المرضي بالحياة ، يسرّع بموتنا ويفرغه من اللذّة العظيمة .
أذرعنا التي نشبكها في الحلم على السهم الذي يغذّيه وهم الخلود ،
يجرحها خداعنا لأنفسنا في تبرير ما نتأسَّف عليه . علل عقيمة
نتبجَّح بها ونفزع من عرس موتنا المزدان بالقناديل والظلال
المألوفة . أجمل ما في الانسان ، تضييقه لتنفّسه في شربه لخمرة
مرضه بين الحجارة المبعثرة للحظة ، وفي النفخة الضئيلة لجمرة
ما ينتظره في الحاضر الذي يتبادل أسماله مع الماضي . تتضاءل
حواسنا في ثقل الرغبة ، وفي توقيرنا لمَن ماتوا صرعى بطرهم ،
وتشحذ الشمس أسلحتها الصافية في سهول ما ندخره للغد ، وبلوغ
الكمال ، مأثرة تافهة لِمَن تُستلب منه ذخيرته وهو يقظان ، وما
يضنينا في تقليدنا لهزائمنا ، شعورنا بالضآلة ونحن أسرى حيّل
الدود . المكوث في المستشفى بانتظار اللحظة الأخيرة ، يشوينا
بأسياخ تلهث من ثقل الحُمّى ، ونقمة الانسان على موته ، هُزأة
تعافها الرغبة المتقوّسة . ينبغي أن ننعطف عن مداهمة السأم ،
ونصلّي الى رياح العالم تحت أقواس خيباتنا المتوازنة .






الرسو في آبار اليوم ...






تشقّقات في جذع السنة ، نُخفي فيها غنيمة أعمالنا التي تُماثل
الاطاحة بالفزعين من الفراغات المخضلّة للصيف ، وما نُسجَّيه
في ملمسه المتضوّع بفجر الخميلة ، يمتنع عن تثبيت الطفيليات
في فروة رأسه . شراك الصيد المرغوبة ، أوسع فضاء من إبرة
العمر ، وكلّ ما يتأخّر في قدومه ، ننحر له أجمل الرغبات .
ثمرة موشَّاة ومتجرّدة من التذرّع بالعقيرة العالية ، نخلب لبّها
في تزلفنا للشهرة ، وتهلكنا النفقات في رحابة حمقنا . المحاربون
لهم مهابة ضارّة ، ويخفون بين جوانحهم اطراء ينطفىء في أول
ومضة للبركان ، والموتى الذين أكلو كلى الغزلان وانفجر بهم سخط
اسبرطة ، يؤدون في قواربهم صلاة الغائب ، ونحن نميل في تذكرنا
لهم الى المغالطة في شكايتهم من تزاحم الارهاق . لحظة ندمغ فيها
المكان ، ونخرج الى الصيد بجروح تستسلم للشراسة التي يسبّبها تثاقل
الرغبة . عض الأفاعي . الغيبوبة . شدائد الصيام . تمرّس غامر على
الرسو في آبار اليوم ، وحسن الطالع يكشف خيانتنا للشعائر التي
نؤديها باحباط كبير . طيور صائحة تشهد على خبرتنا في تلاطم
الحجارة التي نُقبّلها قبل الموت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب