الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيحه في بيت فريال (12)

جاسم البغدادي

2013 / 3 / 29
الادب والفن


فضيحه في بيت فريال

(12)
بدأت تتحدث عما جرى , عيناها ترمقني بشك وتوجس ,كأنها تجس مشاعري باستغراق تام :
- لا اعرف بالضبط ما جرى , كنا جالسين هنا , ظننتك خجلا بعض الشئ , رمت ازاحه الخجل عنك و ... ولكنك انهرت فجأه ,غدوت عصبيا جدا ..اوه ..لا استطيع وصفك ..
احنت رأسها , رفعت مرفقها واسندت رأسها على جانب كفها ..سكتت لحظه , انا اتطلع لها بذهول ..تابعت وهي تشمر يديها جانبا لتتمكن من الوصف بدقه ..
- لا اعرف ماذا جرى لك , حاولت تهدئتك , احتظنتك ,حاولت تقبيلك , لكنك تحولت الى .. كيف اقول .. كنت تشبه المارد , كانت عيناك متسمرتان الى لا شئ..عيناك افزعتني , كانت حمراء بلون الدم .. و .. انهلت علي بالضرب , دفعتني , طرحتني على السرير ,رحت تضربني بقسوه.. كنت قاسيا جدا , عنيف لدرجه غير مصدقه ..لم استطع ايقافك ..رغم اني حاولت بكل قواي , كان ساعداك وقبضتك متشنجه , جسدك كله متشنج , يا الهي اني اشعر بتلك اللحظه الان , لقد افزعتني , افزعتني بشده..
رفعت كفها مسحت على وجهها , غطته بكلتا كفيها لبرهه ثم ازاحت كفيها , شئ بداخلي بدأ يصرخ من كلامها , كل جوارحي الان تتطلع اليها , انفاسي , نظراتي , انا, كنت اسمعها بتركيز ممزق لكنه يلملم اشلائه كي يستطيع استيعاب ما يسمع , لعله يتذكر شيئا ما .. تابعت ببطء:
-لم ارى جدوى من مقاومتك , بدأت اصرخ صرخت بشده , لطمه منك على وجهي ,جعلتني افقد اتزاني والوذ بالصراخ, ناديت على نوال لتنجدني , جاءت نوال وفتحت الباب ,لكنها تسمرت على العتبه ,لم تدخل ارعبها الموقف , تركتني بسرعه , قفزت من السرير واسرعت الى نوال , دفعتها بوحشيه خارجا , كنت تصيح بها لكني لا افهم ماذا كنت تقول , اصوات غريبه تصدر منك , مبهمه , لعنات , شتائم , كلمات لا معنى لها ابدا , تتكلم دون وعي , اغلقت الباب بعنف ثم اقبلت نحوي , يا الهي ..اذكر صورتك وانت تتقدم نحوي , كنت تخزرني , نظراتك مرعبه ..
سكتت لحظه ثم تابعت وهي تتنفس بصعوبه :
- كانت ثيابي ممزقه , كنت شبه عاريه , الدماء تسيل من شفتي , ورأسي , حاولت تهدئتك , توسلت اليك , استرحمتك ان تهدأ , لكنك لم تسمع شيئا , او هذا ما بدا لي , كأنك كنت في عالم اخر ,انهلت علي بالضرب مجددا , ومعه الصيحات المبهمه , القيت نفسك على جسدي , ربما انا سحبتك نحوي كي امنعك من ضربي , كان جسدك كله يهتز فوقي بعنف , اصابعك تنشب بكل ما تلامسه من جسدي ..
مال رأسها جانبا بانحناءه ذليله, بدأت ترتعش ,انفاسها تعلو , مسحت على وجهها , رفعت رأسها ونظرت الى السقف , , لم اعد احس بشئ , تحولت بكل ما في جسدي من طاقه الى اذن ملتقطه لكل حرف يخرج من بين شفتيها .. اريد سماع المزيد أريد ...هي تتابع الان :
-وحدث ذلك الفعل , كنت فاقدا لشعورك تماما , كنت قاسيا جدا , ..لم استطع منعك ..استسلمت لك , شعرت انك ربما تهدأ بعد ذلك , كنت طول الوقت تهمهم .. لم يطول الامر , ,عدت كما كنت , هائج , ثائر , احسست انك انفلت تماما عن الوعي , لم تعد تعي شيئا او تلتذ بشئ ,لم اتمالك نفسي من الصراخ ثانيه , لقد آلمتني جدا , جسدي كله يصرخ من الالم , دخلت نوال ثانيه , واتجهت نحوك , اردت ان تزيحك عني , لكنك دفعتها ثانيه بقوه , صدمتها في الجدار , لم تستطع نوال الصبر , بعد ان رأتك على هذه الحال , ورأت الدماء تغطي وجهي, راحت تجري نحو الباب الخارجي , ارادت الخروج للشارع وطلب النجده , لكنك جريت خلفها , خارج الغرفه , نحو الهول , قفزت انا خلفك بسرعه كنت خائفه جدا عليها منك , كنت اصرخ فيها وفيك , وحين وصلت الهول لمحتك وانت تمرق من الباب الخارجي الى الشارع راكضا , ناديتك , وناديتك.. لكنك مضيت بعيدا دون ان تلتفت , ونظرت الى نوال فرأيتها وهي تلتصق بظهرها على الحائط الجانبي , وهي تبكي مذهوله وتغطي فمها بكفيها , و .. وشعرت بالدوار , الجدران بدت تدور حولي , الهول كله يدور ,وانهرت على الارض , ولم انتبه الا في ساعه متأخره من الليل , لقد سهرت نوال الليل كله معي .....
ولم استطع سماع المزيد , احسست بالصداع يمزق رأسي , ودوار وغثيان ,و....نحول .. جفاف .. شحوب ..اني افقد الوعي ..صور الاشياء غدت مشوشه ,وهميه , فريال تسندني ..تسألني (ما بك ؟) لا استطيع النطق , اني منهار تماما , فريال تسحبني , تطرحني على السرير , عيناي تواجهان السقف , انه شئ مروع هذا الذي حدث , لكني ..ربــــــاه .. لا اذكر منه شيئا ابدا , ايعقل كل هذا الذي اسمعه الان ..معدتي تلتهب سخونه , اشعر بالغثيان , نفسي تتقزز , تشمأز, فريال تتركني , تهرول خارج الغرفه , انا وحدي الان , اريد ان .. لا اريد شيئا ..الحرقه تكاد تلتهم وجهي , رفعت يدي بصعوبه , مسحت بباطن كفي على وجهي , باطن كفي حار جدا هو الاخر , انظر الى المروحه السقفيه فوقي مباشره , انها بيضاء , , ربما صفراء , يا الهي بدأت اهذي , لا استطيع فهم شئ , صوت فريال قريب مني , اني اسمعها , , هناك ضباب يملأ الغرفه , لون المروحه غدا الان رمادي , , لا لون لها , اكاد لا ارى شيئا ,, لا اكاد اسمع انفاسي , اصوات , هناك اصوات , تناديني , بعضهم يتمتم , شئ داخل جسدي بدأ يخبو ..يصغر .. يذوب .. يتلاشى ..لقد انتهيت ..يا لها من نهايـــــــــه .. انتهيــــــــ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي