الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


..؟!!ابتسامة فمصافحة

هادي فريد التكريتي

2005 / 4 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد إحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية وسقوط الصنم في العراق إنبرت أقلام القوميين العرب والإسلاميين بالهجوم على الشعب العراقي ، لأنه لم يقاوم المحتلين أولا ولأن العراق ، شماله وجنوبه ثانيا أصبح مرتعا للإسرائيليين ، وإنهم ، أي الإسرائيليين ، بدءوا بشراء العقارات في بغداد والسليمانية وأربيل ، كما أن المخابرات الإسرائيلية تبدي نشاطا ملحوظا في تأسيس مراكز لها في قلب العاصمة بغداد ، وإن هذه الأقلام أظهرت " حرصا " متزايدا على العراق وشعبه خشية أن يقع ضحية لإسرائيل عدوة العرب والمسلمين، وقد شكرناهم على مواقفهم المحذرة هذه ، وأبدينا تفهما لقلقهم ! رغم أننا لم نجد حرصا على العراق و شعبه من هؤلاء " ألإخوة العرب " عندما كان النظام البعثي الساقط ، قد استباح دماء وحرمة العراقيين ، ولم يرف جفن لأحد من هؤلاء عندما تعرض الشعب العراقي للموت والدمار جراء حروبه مع جيرانه، ولم يسأل " هؤلاء العرب "من باب العلم بالشئ ، سؤالا عابرا للطاغية لماذا استخدم الغازات الكيماوية السامة ضد أبناء شعب الكوردي في حلبجة ، حيث تم خنق خمسة آلاف إنسان بالغاز الأصفر ،في لحظة واحدة ، ولم تبدر من " هؤلاء العرب و المسلمين " حتى اللحظة كلمة مواساة عابرة ـ من باب على عينك ياتاجر ـ لعوائل ضحايا المقابر الجماعية ، ولكوننا نعرف مشاعر الود والحب للقائد الضرورة ، المعمدة بكوبونات النفط ، لم نطلب منهم كلمة إدانة لجرائم هذا النظام وقائده أبو الهزايم ، ..هؤلاء العرب كانوا حريصين على العراق وشعبه ، عندما زار رئيس الوزراء أياد علاوي الولايات المتحدة بدعوة من الرئيس بوش ، وبعد أن أنهى خطابه أمام الكونكرس الأمريكي ، جاء لمصافحته العديد من الشخصيات ، والكثيرون منهم لم يلتقيهم من قبل ، إلا أن العرب الحريصون على الشعب العراقي وسمعته قالوا إن إحدى الشخصيات التي صافحت علاوي كان إسرائيليا !، واستنتجوا من هذه المصافحة أن رئيس الوزراء العراقي ، إما أن يكون عميلا لإسرائيل ، وإما إسرائيل ستقيم علاقات مع العراق عن قريب ، واعتبروا هذه المصافحة هي الدليل القطعي على أن العراق قد غادر الموقف العربي المعادي لإسرائيل ، ونتيجة لهذا لتحليل شنت بعض الفضائيات ومحللوها السياسيين هجوما على العراق وشعبه له أول وليس له آخر ، وعندما سئل رئيس الوزراء علاوي عن هذا الموقف ، أجاب : إن الذين صافحوني كثيرون ولم أعرف أسماءهم أو جنسياتهم ، وربما يكون من بينهم إسرائيلي أو غيره ، فكل شيئ جائز إلا إننا ملتزمون بموقف الجامعة العربية من إسرائيل .!.وحتى لو كان يعرف علاوي من الذي صافحه ، لماذا تثار كل هذه الضجة ؟ والكثير من الدول العربية لم يصافح رؤساؤها وملوكها فقط شخصيات إسرائيلية ، بل علم دولة إسرائيل يرفرف على أراضيها وهي أراض عربية ، ألم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين الكثير من الدول العربية ؟ ألم تكن هناك زيارات مشبوهة وأخرى متبادلة ؟ وبالأمس القريب إحدى نساء الشيوخ من الحكام العرب قد استضافت وزيرا ، وليس شخصية مجهولة ، إسرائيليا في بيت الزوجية ، إلا إننا لم نسمع كلمة (عيب يا مره) أو كلمة عتاب واحدة لا للشيخة ولا للشيخ زوجها حامي حمى العرب ..
في حفل تشييع البابا ، البارحة ، والصورة كانت واضحة للعيان وتناقلتها كافة فضائيات العالم ، شاهد العالم مصافحة تاريخية تمت بين رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد والرئيس الإسرائيلي كساب ، حيث قال كساب : أول الأمر تبادلنا الإبتسامات ، ومن ثم مد الرئيس بشار الأسد يده مصافحا ...بعد وضوح هذا الخبر ، الموثق بالصوت والصورة ، هل سنجد من إخوتنا العرب والغيارى على الحق العربي ، من يدلنا على ماذا ينطوي هذا الغزل الفاضح ؟ وهل سيقولون ما يسمح به للسوريين ممنوع على العراقيين ، رغم أن العراقيين لم يفعلوا بعد ما فعله الآخرون ! وللمشهد بقية على نفس المسرح وفي نفس الساعة واليوم ، (فضائح ياعرب ويا مسلمون ) حيث تمت مصافحة رئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية ، الرئيس خاتمي ، حليف الأسد ، مع الرئيس الأسرائيلي كساب أو" قصاب "، لم يتصافحا فقط ، بل وتبادلا الحديث بالفارسية ، وقد تبين للطرفين أنهما ترعرعا ونشأا في مدينة إيرانية واحدة ، من يدري وربما هناك أكثر من مشترك بين الإثنين ، بل قل بين الثلاثة ، إلا أننا نتساءل فقط ـ وبحسن نية ـ هل كان مكان التواجد للثلاثة مصادفة ، أم أياد ماهرة وخفية رتبت كل شيء عن وعي وإدراك مسبق ، وهل سيكون بين الثلاثة مشروع لتشكيل " الهلال " الذي تحدثت عنه بعض الفضائيات والكثير من المحللين العرب ؟ وهل إنهم كانوا قد أضافوا إليه العراق بدلا من إسرائيل (في السابق) ، للتغطية وصرف الأنظار عن أمور أشد وأعظم تجري في الخفاء ..؟! المثل السوري يقول لمن يتكتم عن شيء ولم يرد الإفصاح عنه : اليوم الخبر بفلوس وبكرة سيكون ببلاش ..يابلاش !
2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن