الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفن القتلى

نصيف الناصري

2013 / 3 / 29
الادب والفن


توقيرنا لحيوية الحبّ ...






في تماثلاتنا مع مّن آووا الى عوالمهم وتحقَّقوا من الرضاب الفائر
للحظة ، نرمي شذرات في النسيم الذي يحضنه البركان ، وما يُجنَّد
نفسه للخصومة مع القرناء ، نصعد عنه الهاوية درجة درجة .
التحرّي عن ترنيمة ما في حِدادنا على المفقودين ، يُُصدّع عش الطائر
الذي يروم التَشفَّي بموته ، وتختلط مع تعبئتنا لأنفسنا في نصب
الشراك للفزع ، الأطلال الخلاَّبة للنحل في فراديسه . المرور المُتعسَّر
للسهم من بين ارجوحة النهار ، يرشدنا الى العلاجات الوقائية التي
يتهلَّل لها الليل في سأمه المريع ، وارجاع الميت الى حياته المريضة ،
عظام تتزيّا بالعفونة المتراصّة . أقوال لا مثيل لعرجها عند الخطباء
المرتزقة . تقنية العاشق في تجاوبه مع الهجران المتلوّي ، أمر مهم
لطرد المحتالين من ايماناتهم الجوفاء ، وفي توقيرنا لحيوية الحبّ ،
نزداد وسامة ونحن نُزجّي اللحظة بين الشهب المتذمَّرة . عوائق كثيرة
تمنعنا من السير في تزاحمنا صوب الخلود ، وأبدان قرابيننا الاحتياطية
مُدمّاة من رمي السهام ، ونخشى الاقتراب من الآلهة التي لا تتقبَّلها .





دفن القتلى...






يمنحنا نومنا في الأرض غير المحروثة ، تطويب ضروري للسكن
في الأصائل المُحيّية للديمومة ، وما نستحوذ عليه تحت القوس
المتلألىء لتعبنا في الحياة ، يثوي معنا ويفتدينا من الطوفان . أعلى
ثمرة في الشجرة ، ظهيرة مطابقة لموتنا المضيء بحنينه الينا ، وما
يعضدنا في غدق الظلمة علينا ، هي المفازة ونسيمها المُتجلَّط في
الأصياف القائظة . عبورنا الوتد الذي زرعته الأمراض ، بلوغ مأمول
لمخاتلة القدسي في نأيه بنفسه عنّا طوال اليوم ، ويأسنا يكتسب خبرته
من الأشياء التي تهجع فيها الخطيئة . مراعاتنا لحنق الأعداء في تهشَّم
موازينهم ، يُجرّعنا ما لا طاقة لنا به . نجاورهم بقناديل متناثرة ،
وعيونهم تصعق سنابل حقولنا المرتعشة في إزهارها . الشرط الأول
للدخول في الصلح ، اعادة شعائرنا المُفعمة بالخسارة ، واقتناص اللحظة
التي دفنّا فيها القتلى .






أناشيدنا الجمعية






تتخلَّى عنّا آلهة كثيرة في ظمأنا الى البروق الكظيمة للإعصار ،
وخسائرنا تتراكم في اعجوبة ما نتبادله مع الغيلان . الأشياء التي
توارثها الآباء وشبكوا صناديقهم عليها ، نفاية لا تنقذنا من الفظائع التي
تزداد ضراوة في الراهن ، وما نظن اننا أغلقنا عليه الهاوية ، ينفث
سمّه ويعض ظلال المعابد التي نخشى النوم عندها . رمزية دنيوية
نضفيها على صلاتنا المغامرة فوق حصاة الجلاَّد ، ولا أمل بقدوم
المراكب التي تنتشلنا من قبورنا المليئة باللقى الجهنمية . أعداء إلهنا
الذي قتلناه في تعزية طويلة ليأسنا من العيش ، يصوّبون أسلحتهم
بتلفيقات كثيرة ضدّنا ويحرقون وثائق ايماننا ، ونحن لا نملك إلاّ اللوذ
بالجرار الصدئة . تُعادي طيورنا جنود الأعداء المجروحين ، وتثقب
النسيم الذي يشدّهم الى الندى ، وكلّ رباط نعقده مع مّن فقدناهم في
أول العصف ، يتماثل مع النموذج الأخير للمهاميز التي نَخُس بها
جيادنا . نُكيّف أناشيدنا الجمعية وفقاً لأساليب القتل التي نحوّلها
لصالحنا ، ولا نتذمّر من الأعداء الذين يتوهّجون في أنينهم بين
تصدّع أيّامنا .








2013 / 3 / 29








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال