الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما أتخذ العرب القرار وركبهم العار

محمد باني أل فالح

2013 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


أتخذ الزعماء العرب بعد احتلال العراق للكويت في القمة المنعقدة بالقاهرة عام 1990 قرار يعد من أخطر القرارات المصيرية في حياة الأمة العربية بدعوة القوات الأمريكية للتواجد على الأراضي العربية في المملكة السعودية بالذات والسماح لها بلعب دور الشرطي في المنطقة والاستحواذ على منابع النفط في الخليج العربي وأتخذ القرار حينها بموافقة 12 دولة وامتناع خمسة عن التصويت فيما رفضت بقية الدول القرار وقد كانت الموافقة بصيغة الأغلبية بعد أن كانت القرارات تتخذ بصيغة الإجماع العربي وقد لعبت مصر حينها دورا كبيرا ومؤثرا في جمع الأصوات والتأثير على بقية الزعماء الذين رفضوا الأمر في بدايته وكان الرئيس المصري حسني مبارك من النشطاء في تلك القمة بعد أن تغيبت مصر عن حضور القمم العربية لعقد من الزمن بسبب توقيع رئيسها أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل عام 1978 وتطبيع العلاقات معها وانتقال مقر الجامعة العربية الى تونس وقد حاول الرئيس المصري حسني مبارك حينها استغلال الأزمة في قمة 1990 لاستعادة دور مصر في قيادة الدول العربية والتأمر على الواقع العربي لصالح إسرائيل والدول الغربية مؤكدا سعي مصر الدائم لضرب الوحدة العربية في الصميم والنيل من الوجود العربي .
ويعود الزعماء العرب اليوم في قمة الدوحة بعد ما يقارب الربع قرن على وصمة العار الأولى لاتخاذ قرار أكثر خطورة ولكن هذه المرة بقيادة قطر قزم السياسة العربية بإعطاء الشرعية لمعاذ الخطيب زعيم ما يسمى بالمعارضة السورية المسلحة الذي يعد خرقا للقانون الدولي والنظام الداخلي للجامعة العربية حيث تعمل قطر على انتهاك سيادة الدول العربية على أراضيها ومحاولتها إسقاط الأنظمة العربية لصالح إسرائيل وفرض التطبيع كواقع حال بعد تمزيق المجتمعات العربية وتدمير بنيتها التحتية لما يعرف بدول الممانعة التي تعد من دول المواجهة مع إسرائيل وحائط الصد بوجه الإطماع الإسرائيلية أذ أكد رئيس الموساد السابق “شبتاي شبيط” إن الولايات المتحدة لم تقدم خدمة لإسرائيل بقدر ما قام به أمير قطر حمد بن خليفة ال ثاني ونقلت صحيفة إسرائيلية، عنه إنه يعتقد أن حمد قدم خدمة عظمى لإسرائيل لم تقدمها الدول التي دعمت اليهود كبريطانيا والولايات المتحدة على مر السنين وأعرب رئيس الموساد السابق عن أسفه من موقف الولايات المتحدة المترنح في الدفاع عن دولة إسرائيل ورفضهم توجيه ضربة عسكرية للعدو الإيراني الذي يهدد ليلاً ونهاراً بإزالة إسرائيل بينما أصدقائهم في المنطقة هم أكثر إخلاص منهم ويتضح هذا الأمر جلياً في موقف قطر الأخير الداعم للكيان الصهيوني . لقد كان لقرار قمة الدوحة أعطاء مقعد الحكومة السورية لوفد المعارضة المسلحة أبعادا خطيرة لما يمثله من اعتداء سافر على الحكومة السورية وبنية النظام الداخلي في الجامعة العربية التي يسعى حمد القطري الى تمزيق أواصر وحدتها وتشتيت الجمع العربي كما فعلها الرئيس المصري سابقا عام 1991 ويقينا فأن الشتات العربي قادم لا محال والجامعة العربية في طريقها الى الاضمحلال والتلاشي بسبب القرارات الارتجالية لبعض الزعماء العرب وفقدان الجامعة العربية دورها في حماية الواقع العربي من التشرذم وأن دويلات شتى هنا وهناك ستقطع كأقاليم صغرى من رحم الدول العربية التي طالتها أصابع الإرهاب الإقليمي على يد جرذ الصقيع العربي وخليفة الدولة العثمانية ومجاميع جهاد النكاح وهو ما يعني لإسرائيل التمكن من فرض سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط دون منازع بعد تكالب الدول العربية فيما بينها على توفير الحماية والأمن للكيان الصهيوني على حساب الأمن العربي وهو العار الذي جلبه العرب لأنفسهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمكة الجنائية الدولية : ما مصير مذكرات التوقيف ؟ • فرانس 24


.. ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN




.. قتلى وجرحى بحادث سقوط حافلة في نهر النيل بمصر | #مراسلو_سكاي


.. قبل الحادث بأشهر.. ليلى عبد اللطيف تثير الجدل بسبب تنبؤ عن س




.. نتنياهو وكريم خان.. تصعيد وتهديد! | #التاسعة