الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترشيح - وولفوتيز- رئيسا للبنك الدولي التحول الأمريكي من الحرب على الإرهاب إلى الحرب على الفقر

خالد الفيشاوي

2005 / 4 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


قبل أن تهدأ عاصفة الاستنكار والغضب في أعقاب إعلان تعيين " جون بولتون " , أحد قادة اليمين الأمريكي , سفيرا لأمريكا في الأمم المتحدة .. فاجأ " بوش" العالم بالقرار الأكثر استفزازا .. ترشيح " بول وولفوتيز" رئيسا للبنك الدولي .. حيث تحتكر الولايات المتحدة حق الترشيح لهذا المنصب , بينما تحتكر أوروبا حق الترشيح لمنصب رئيس صندوق النقد الدولي .

يعتبر ترشيح الرئيس الأمريكي بمثابة تأكيد على عزم إدارة بوش على الاستمرار في سياسة اتخاذ قرارات منفردة , دون اعتبار لمواقف حلفاءها الأوروبيين , و إجبارهم على التراجع أمام الاستفزازات الأمريكية …

فإذا كان ترشيح وولفوتيز لا يوافق رغبة الأوروبيين , فهل سيوافقون عليه ؟ أم سيشعلون أزمة جديدة مع الإدارة الأمريكية ؟ حيث يجب أن توافق 23 دولة عضو هيئة رئاسة البنك الدولي على هذا الترشيح …

وولفوتيز .. الرجل الأكثر احتقارا في الدوائر السياسية الأوروبية , باعتباره مهندس الحرب على العراق , وصاحب الحملة الإعلامية على الرئيس بوش الأب , لأنه لم يتخلص من " صدام حسين" خلال الحرب الأمريكية الأولى ضد العراق في أعقاب احتلال الكويت .

رغم إعلان وزيري خارجية بريطانيا وإيطاليا عن تأييد بلديهما لترشيح " وولفوتيز" , وهذا هو المتوقع من " بلير" و " بيرلسكوني" , إلا أن فرنسا كانت أكثر تحفظا , وأعلن وزير خارجية فرنسا عن أن بلاده ستدرس الأمر بعناية .. بينما في السابق كان الترشيح الأمريكي يوافق عليه تلقائيا ..

من ناحية أخرى لخصت مجلة " شبيجل" الألمانية , الموقف الأوروبي بقولها – في 17 مارس- " لم تمضي ثلاثة أسابيع على زيارة " بوش" لأوروبا , وتوزيعه الابتسامات والوعود الطيبة , إلا ويثير نكد أوروبا بتعيينه " وولفوتيز" , كما وصف " مايكل موللر" نائب رئيس البرلمان الألماني هذا الترشيح بأنه " بغيض" . وقالت " كلير شورت" , وزير التنمية الدولية البريطانية السابقة بأن " هذا الترشيح لا يستهدف سوى هدم مؤسستنا الدولية " .
وسخر العديد من المراقبين من هذا الترشيح , مشيرين إلى أن " وولفوتيز" الذي قتل عشرات الآلاف من العراقيين بدعوى ( تحرير العراق) , لن يتوانى عن إعلان الحرب على الفقراء وقتلهم بغية القضاء على الفقر في العالم …


يحل " وولفوتيز" محل الرئيس الحالي للبنك " جيمس ولفينسون" , بحلول يونيو القادم , وهو الرئيس الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه " يكرس وقته للهجوم على البلدان الغنية لأنها لا تمنح البلدان الفقيرة المزيد من الأموال " .

وتسخر جريدة "وول ستريت" من تعيين " وولفوتيز " بقولها أن " أمريكا ترى أن الحكام المستبدين في العالم هم السبب في الفقر , وأن التخلص منهم هو السبيل للقضاء على الفقر , لذلك تعين الرجل الذي أطاح بصدام حسين رئيسا للبنك الدولي " …

وهكذا تسعى الإدارة الأمريكية , من خلال رئاسة " وولفوتيز" إلى استغلال البنك الدولي للضغط على البلدان التي لا تستجيب للإصلاح ( الديموقراطي) . وهو الاسم الكودي لفتح البلاد وطرح ثرواتها لاستغلال الشركات الأمريكية العابرة للقوميات …

كان " وولفوتيز" أحد الشخصيات الأساسية في إدارة " بوش" وفي البنتاجون , التي دفعت مبكرا لغزو العراق على أساس ادعاءات كاذبة بأن " صدام حسين" يمتلك أسلحة دمار شامل , وله علاقات بتنظيم " القاعدة " , ومتورط في هجمات 11 سبتمبر , وبعد أن تأكد العالم من كذب هذه الادعاءات , صرح " وولفوتيز" ببجاحة واستهتار : " يكفي أن هذه المعلومات غير المؤكدة , أدت دورها ووفرت المبررات الكافية اللازمة لشن حرب استباقية ضد العراق"!! …


من المفارقات أن الإدارات الأمريكية تربط بين " البنك الدولي " و " البنتاجون" , فقد سبق للرئيس الأمريكي ليندون جونسون أن جاء بـ " روبرت ماكنا مارا " من رئاسة البنك الدولي ليصبح وزيرا للدفاع , ويخوض أكثر الحروب الأمريكية عدوانية , الحرب ضد فيتنام .. واليوم , ينتقل " وولفوتيز" من البنتاجون , بعد حرب دامية في العراق , ليرأس " البنك الدولي" …

هذا الربط بين البنتاجون والبنك الدولي , يعكس جوهر الحرب الأمريكية المسماة بالحرب ضد الإرهاب , فهى في الحقيقة حرب تحرير الأسواق , وفرض اجندة الرأسمالية الكوكبية …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ