الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلمة التي ألقيتها أثناء اجتماع اتحاد الشيوعيين في عمان-الأردن-ممثلاً عن محافظة إربد

هاشم غرايبه

2013 / 3 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


النص الكامل لكلمتي التي ألقيتها أثناء اجتماع اتحاد الشيوعيين في عمان-الأردن-ممثلاً عن محافظة إربد

الرفاق المبادرون في اللجنة التحضيرية لاتحاد الشيوعيين
الرفيقات والرفاق شركاء الحلم والطريق
الحضور الكرام:

أرحب بكم واحيي حضوركم الثر، وتفاؤلكم الطيب بأننا نقدر أن نكون.. ونستطيع أن نؤثر في الواقع، وان نعمل معا من أجل وطن حر وشعب سعيد.
نعم نستطيع أن نتحد لنراجع ما تثلم وما علاه الصدأ، وننطلق لنثري ونصلح ونغير.. وندفع عجلة التقدم نحو مستقبل مشرق.
في الماضي القريب ...اختلفنا على الحوزات الحزبية الضيقة، وانهار في داخلنا سور برلين.. فارتبكت خطانا، وتشتت بنا السبل وغامت الرؤيا وأظلم الأفق.
اليوم نجتمع من جديد يلملمنا وجع الوطن في عمقه الاجتماعي وكينونته السيادية، وتجمعنا قضية الأمة العربية في نزفها واستنزافها، وتحفّزنا أزمة الامبريالية العالمية وأمواجها الارتدادية لمواجهة شرور هذا العالم بتعقيداته المتداخلة والمتشابكة.

بالأمس فرقنا الإحباط واليوم يجمعنا الأمل
نعم لقد فرقنا الإحباط وجمعنا الأمل: الأمل باتحاد قادر على التعاطي مع معطيات العصر بأدواتها المتجددة دوما، منطلقين من رؤيا ماركسية منحازة للحياة، قادرة على التجدد والتجديد، بعيدة عن الجمود العقائدي والتعصب الضيق.. فما عاد واردا في الأذهان دكتاتورية الحزب الواحد، ولا عاد ممكنا تجاوز الطبقة الوسطى ونخبها السياسية والاجتماعية. وصار لزاما علينا فهم معطيات الثورة العلمية التكنولوجية الحديثة ومخرجاتها، وقراءة الصراع الطبقي في ضوء المتغيرات، والتعامل الجدي مع تأثيرات التطور المتسارع لوسائل الاتصال والتواصل الحديثة، والمساهمة في تطويع إمكانياتها الهائلة لخدمة المستضعفين في الأرض..

أيها الحضور الكرام
في هذا الزمن الذي شُوهت فيه الاشتراكية بوصفها فكرا شموليا يعادي حرية الأفراد ومعتقدات الجماعات نجد في هذا العالم قيادات شابة مخلصة في عدائها للامبريالية المتوحشة ومؤمنة بالعدالة الاجتماعية، تؤمن بتداول السلطة بين قوى المجتمع الفاعلة، وتكرس حرية القول والفعل للتيارات الفكرية المختلفة وتفسح الطريق أمام المرأة لتساوي الرجل في مختلف المجالات، واستطاعت القوى اليسارية الناهضة أن تشتق أساليب جديدة في إدارة التقدم والازدهار، وقدمت تطبيقات حيوية وفعالة لتجديد الاشتراكية في العديد من دول العالم بما ينسجم وطبائع البشر.
طبعا ليس بالصدفة أن تكون هذه الدول هي النصير الفعال لقضايانا العربية المصيرية بعكس حكامنا المترنحين في خريفهم.. المتخبطين في تخلفهم.. ورغم ذلك لا نملك إلا أن نراهن على الربيع العربي الذي أزهر في عقول وقلوب الشباب الذين يؤسسون لمستقبل مشرق وان بدا بعيدا..
فهاهم شباب اربد في حراكهم اليوم يقارنون بين قيام دول البريكس بإنشاء بنك دولي للتنمية الاقتصادية تشترك فيه دولٌ من قاراتٍ العالم الخمس.. وجامعة حكام العرب التي تقوم بتهييج التمويل لشلال الدم في سوريا الأبية الصامدة.

انك لا تسبح في النهر مرتين..
منذ تفرقت بنا السبل مرت مياه كثيرة تحت الجسر، عكرناها بفقدان الثقة بالعمل الجماعي، وبانحراف المعايير في التعامل مع حركة الشارع المتصاعدة، وما عادت كلمة "يا رفيق" مستعملة أو مستساغة..
"يا رفاق" ذلك النداء الحميم الذي كان يعني أني أثق بكم. إني اعمل معكم. أني معكم وبكم نصنع النجاح، وصار ميزان النضال عشوائيا ومن الممكن أن نسمع أن فلان ارتد وصار يصلي أو فلانة ارتدت الحجاب على سبيل المثال. وكأن التدين يسقط عن تلك الرفيقة أو ذلك الرفيق حقه بأن يكون مناضلا صلبا ومدافعا مخلصا عن قضايا الناس، ومنهم رفيقات ورفاق بواسل قادوا مشاركات فاعلة في الحراك الشعبي الأردني ضد الفساد والتبعية وكل شرور السلطة والثروة في بلادنا !
هذا ضيق أفق لا يغتفر؟ هل الإلحاد هو معيار قيمة في زمن التشرذم.. كيف ننادي بحرية الأفراد والجماعات والاثنيات في معتقداتها وممارسة طقوسها في إطار المجتمع والدولة ونحرّم ذلك على رفيقاتنا ورفاقنا؟!
من قال أن التدين ردة عن التقدم، ومن قال أن الإلحاد شرط من شروط النضال في صفوف اليسار!

أيتها الرفيقات أيها الرفاق
ليكن نضالنا من اجل الوطن والشعب ..
من اجل وحدة الأمة العربية والدفاع عن قضاياها العادلة
من اجل تحرير فلسطين وحق العودة لأهلها الأحرار.
من اجل أن يكون لثقافتنا وحضارتنا حضور في المشهد العالمي ببعده الإنساني.
ليست مسالة الدين وحدها نتفهمها، بل ونجدد النظر بجدية للتطلعات القومية الوحدوية لشعبنا التي يجري تهميشها بل وتتفيهها باعتبارها فكرة فشلت وتجربة طويت صفحتها لصالح اسلاموية كزموبوليتية لم ولن تثبت جدارتها على الساحة العربية.

ما كنت لاقف بينكم ومعكم دون أن أسأل نفسي بعد كل هذا الغياب: هل أنا شيوعي؟
كتبت بحثا طويلا أراجع فيه التجربة ببعدها النظري والأيديولوجي وبإطارها التنظيمي وممارستها العملية كيما أفصل القمح عن الزوان في التجربة الحزبية التي امتدت عشرين عاما، ولكي أُنحي ما وجدته زبدا غثاء، وأغوص في تيار نهر اليسار المتدفق المتجدد أبدا كما الحياة.
وخلصت إلى أن علينا مواجهة شرور هذا العالم بشجاعة ونزاهة تربينا عليها في حزبنا، وبعزيمة ومضاء أجيال من المناضلين نتمثلهم اليوم معكم:
لينين وماو وغيفارا وهوشي منه
القسام وعبد الناصر وبومدين وعبد الفتاح اسماعيل
فهد ومهدي عامل وحسن نصر الله
فؤاد نصار وصايل الشهوان ووصفي التل ويعقوب زيادين .
وانتم أيها الرفاق أيتها الرفيقات
نعم، انتم اليوم هنا
انتم ورثة كرام الناس على هذه الأرض.
تحديدا انتم الشباب مناف وساري وسعد واماني ووفاء.. وجيلكم الجديد..
انتم تيار الحياة المتجدد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحوة
جهاد علاونه ( 2013 / 3 / 30 - 16:40 )
يظهر أن سياسة النظام الأردني تريد أن تلعب على لعبة موازين القوى ذلك أن الإسلاميين وحدهم في الساحة ويريدون الاستفراد بالبلد وبالنظام الحاكم ...والحزب الشيوعي والحراكات الاشتراكية تريد أن تلعب دورها في الأردن لكي لا ينفرد الإسلاميون بالأردن لوحدهم...هذه وجهة نظري في الموضوع,الموضوع متعلق بالعلاقات الدولية وموازين القوى.


2 - بكم يتجدد شباب الشيوعية المناضلة
عتريس المدح ( 2013 / 3 / 30 - 16:41 )
هذا التجمع المبارك للفيف عريق من المناضلين الثوريين الشيوعيين البواسل ، ما هو إلا ادراك ووعي عميق يتجدد بهذه الارهاصات التي تموج في عالمنا العربي ، قيامكم هذا كعودة طائر الفينيق المتجدد فهلموا لتثروا وتلهموا وتعلموا الجيل الثائر قيمة الماركسية المتجدده في منهجها الدياليكتيكي بعيدا عن التكلس والجمود والنصوص الصنمية
فمرحى لتداعيكم النبيل على طريق لئمة الصف الشيوعي ليأخذ طريقه الطليعي من جديد


3 - تحياتي-التجدد-التجدد معناها الاستجابه لنداء العلم
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 3 / 30 - 21:32 )
التحيات العطرة للاستاذ غرايبه على هذا الفهم المنفتح لمتطلبات التغيرات الهائله النوعية التي حدثت في الدنيا خصوصا في نصف القرن الاخير
انا اؤمن ان الشيوعيين والاشتراكيين وعموم اليساريين في بلداننا هم المناضلين الاكثر حزما وعزما وصدقا لاحداث التغييرات الايجابية في بلداننا التعبانه والتي للاسف بقت في العربة الاخيرة من قطار الشعوب
اقول هذا لاذكركم ايضا -ان هذا التقييم الايجابي لليسار باسمائه المتعددة لايعني قطعا اننا نواجه بناء الاشتراكية او الشيوعية او احتكار اليسار للساحات في مجلان الحياة المتعددة
اننا في بلداننا-وهي لازالت تئن تحت ثقل التخلف والاقطاع العبودي تستلزم التغييرات التي عاشتها بالخصوص اوربا في ال500سنة الاخيرة وان علينا قبل تناول الماركسية بكل ابداعها وانسانيتها وجذريتها-علينا ان نفهم ادم سميث الذي قال للأوربيين ان الثروة ليست تحت الارض ولاتنزل من السماء
ان الثروة يخلقها العمل البشري-وهكذا كان الانتقال من الاقطاع الراكد الهمجي الى التنمية الراءسمالية التي حررت البشر من ادران عفونات الاف السنين
لايوجد نظام اقتصادي-اجتماعي يمثل نهاية التطور الانساني فحذارى القفز على المراحل حذ


4 - تحيةً ونقداً
حسن نظام ( 2013 / 3 / 31 - 06:30 )
بشكل عام شئ جيد أن يجتمع الشيوعيون والماركسيون في الأردن للتباحث من أجل إنطلاقة جديدة في زمن جديد... ولكني وبصراحة لاأثق بـ-شيوعوي- لايحدد موقفه من جزار الشام أوالارهابي نصر الله وخامنئي ..الخ . بل لايمكنه بعد قراءة تضاريس العالم المعاصر. وما زال يحلم بتحرير فلسطين !! اي تحرير فلسطين وأي بطيخ ؟! يجب على الشيوعي قبل كل شئ التخلص من الشعارات القومجية التي لم تقتل ذبابة والتخلص أصلا من الشعاراتية كنهج، الذي كان أصل البلا. والتركيز على مشاكل بلده أولا قبل التناطح في المسائل القومية. ولاينطلق مما يسمى المصلحة القومية العليا.. وليترك هذا الشعار للقومجيين والبعثيين-الفاشيين وليحاول البحث الجدي عن الحلول الواقعية للأمور الوطنية والمرحلية أولا، مبتعدا عن الانعزالية والتطرف اليساروي.. ثم يفكر في المسائل القومية، ومنها محنة الأشقاء الفلسطينيين، الذين يعانون الأمرّين. ويجب أن يدرك - بعد خراب البصرة- أنه لاحل مع اسرائيل إلا بالاعتراف المتبادل منطلقا من النهج السلمي فقط ، الطريق الوحيد لسحب البساط من تحت اقدام المستبدين العرب والمتاجرين بمشاعر الانسان الفلسطيني ومشجب ما يسمى بقضية العرب المركزية


5 - شيوعيو اخر زمان
سعيد زارا ( 2013 / 3 / 31 - 12:34 )

عشنا و راينا شيوعيي اخر زمان, شيوعيون يتمثلون بحسن نصر الله, شيوعيون يخجلون من التحدث على دكتاتورية البروليتاريا فما بالكم الالتزام بها,شيوعيون يطالبون بالعدالة الاجتماعية, شيوعيون لا زالوا يستظلون بالقضية الفلسطينية....

شيوعيون يدعون الماركسية و الماركسية منهم براء,


6 - السيد حسن نظام
د.قاسم الجلبي ( 2013 / 3 / 31 - 15:07 )
لك مني تحيه نضاليه اصيله, كل ماذكرته هو عين الصواب .


7 - السيد حسن نظام
د.قاسم الجلبي ( 2013 / 3 / 31 - 15:55 )
لك مني تحيه نضاليه اصيله, كل ماذكرته هو عين الصواب .

اخر الافلام

.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi


.. لماذا طالب حزب العمال البريطاني الحكومة بوقف بيع الأسلحة لإس




.. ما خيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة عمليات الفصائل الف


.. رقعة | كالينينغراد.. تخضع للسيادة الروسية لكنها لا ترتبط جغر




.. Algerian Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الجزائر