الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيانة الناخبين

ساطع راجي

2013 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


مع إقتراب الموعد الانتخابي، تغطي اعلانات المرشحين والائتلافات المتنافسة شوارع مدن وقرى العراق، وبعد غياب لأربع سنوات وصلت القوى السياسية الى القرى المهملة والاحياء الهامشية والتقى المواطنون بالساسة مجددا، عادت نفس الاسطوانات الدعائية للدوران مرة أخرى، وعود بلا نهاية بطرق اعلامية مستفزة ومتخلفة أحيانا، تكشف تخلفنا السياسي وطبيعة العلاقات المتحكمة بالقوى السياسية، وهي غالبا علاقات لاتعترف بالديمقراطية في التداول الداخلي للاحزاب والتنظيمات ولذلك تجد مرشحي تلك القوى بعيدين حتى عن قواعدهم الشعبية التي تكتشف أسماء المرشحين في اللحظة الاخيرة.
القواعد الجماهيرية لا تتعرض للمباغتة والاستغفال فقط لحظة تقديم المرشحين بل انها تتعرض للخيانة أيضا بعد الانتخابات، فاذا كانت الوعود التي تقدمها القوى السياسية مسرفة بالكرم الحاتمي الذي لا أمل في تحقيقه، فإن الخطوط العريضة للقوى المتنافسة هي أيضا تصبح في مهب الريح بمجرد الاعلان عن نتائج الانتخابات، وهذه الخطوط المبدئية هي آخر ما يربط القوى بجمهورها، وهي ليست خطوط شعاراتية بالضرورة بل هي اعلانات واضحة عن خارطة تحالف مثلا فاذا بالقائمة التي تعيب كل شيء في أحد منافسيها وتنتقد منهجه تسارع بعد اعلان نتائج الانتخابات الى عقد تحالفات مع هذا المنافس وتلتزم باسوأ ما في منهجه الذي كانت تنتقده، وتنقلب العداوة الى تحالف، قد يقال ان السياسة تسمح بكل شيء وهذا كذب، فعندما تتعهد قائمة ما لناخبيها بانها لن تتحالف مع شخص او تنظيم بعينه أو لن تتعامل مع منهج بذاته فلا شيء يجبرها على الالتحاق بركب تقسيم المغانم وخيانة ناخبيها، ويمكنها الاحتفاظ بمقعد المعارضة بدل ان تتحول الى شاهد زور وشريك في الفساد والفشل.
خيانة الناخبين أفرغت الانتخابات والعملية الديمقراطية من قيمتها لأنها تحولت الى مجرد سوق للاسهم تحدد حجم الحصص التي سيتمتع بها كل ائتلاف سياسي في تقسيم المناصب والمقاولات والوظائف، وبالتالي لاتغيير في المناهج والاهداف والرؤى، وهي حالة عبثية لاتمت بصلة لادارة الدول والمجتمعات، ومن حق الناخبين أن يعترضوا عليها لأن الادلاء بالاصوات ليس خاتمة المطاف في الديمقراطية والاختيار الخاطئ لايعني الجلوس والانتظار لاربع سنوات قادمة بانتظار الانتخابات لتصحيح الخطأ إن أمكن، بل على الناخب الاعتراض بالوسائل السلمية اذا ما تعرض للخيانة وتم استغلال صوته بما يتناقض والتعاقد القائم مع الجهة التي صوت لها، الانتخابات ليست بيعة أبدية، والديمقراطية ليست أولمبياد تنظمها البلاد كل أربع سنوات بل هي نشاط نقدي واعتراض متواصل لتقويم الخطأ ومن أجل الافضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص