الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن لا نخاف منهم .

احمد الطالبي

2013 / 3 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


عبارة ترددت كثيرا على لسان الوزير الأول عبد الإله بنكيران ، في العديد من لقاءاته التواصلية و خرجاته الإعلامية، دون أن يكلف نفسه عناء تسمية من يقصدهم بضميره الغائب-هم- علما أنه مجبر دستوريا و سياسيا و أخلاقيا على أن يقول الحقيقة -كل الحقيقة- للمغاربة.
وبما أنه لم يفعل ، فسنحاول الغوص في هذا الضمير الغائب -هم- لعلنا نستجلي حقيقة ما يقصده السيد الوزير من خلال استقراء بعض المؤشرات التي تدل على شجاعة سيادته و عدم خوفه من -هم-.
1-السيد بنكيران طبعا لا يخاف من المعطلين ، لذك يكسر أضلاعهم و يكرمهم بالعصي و الهراوات كلما نزلوا إلى الشارع للإحتجاج السلمي الذي تكفله جميع القوانين و مواثيق حقوق الإنسان ، كما سبق أن قال لهم -العاطي الله-.
2-السيد بنكيران لا يخاف من الموظفين -الذين يساهمون في تنمية البلاد من خلال دفعهم للضريبة على الدخل من عرق جبينهم- لذلك يتطاول عليعم و يقتطع من أجورهم أيام الإضراب دون وجه حق و بدون قانون .
3- السيد بنكيران لا يخاف من مناضلي 20 فبراير ،لذلك يزج بهم في السجون كلما تحركوا بل أكثر من ذلك بملفات مفبركة وبأساليب مخزنية وبدون خجل .و سبق له أن تواطأ ضد الحركة منذ خروجها الأول قبل أن يكون في الحكومة.
4-السيد بنكيران لا يخاف من الحركة النسائية .لذلك لم يحترم مبدأ المساواة و المناصفة عند التعيين في المناصب الوزارية والعليا ...
5- السيد بنكيران لا يخاف من فقراء المغرب، لذلك أحرق جيوبهم بالزيادة في ثمن الكازوال و البنزين مما ترتب عنه اشتعال الأسعار. و هو الآن بصدد الإنقضاض على صندوق المقاصة لتوجيه ضربة -الكاو-إلى عموم الشعب لأنه كما يبدو ملاكم بارع .
6- السيد بنكيران لا يخاف من الأجراء ، لذلك يستعد لإصلاح ما أفسده أسياده المفسدون في صناديق التقاعد على حساب الأجراء وذلك بالمزيد من الإقتطاع في أجورهم و اقتطاع بضع سنوات من أعمارهم.
7-السيد بنكيران لا يخاف من نواب الشعب في البرلمان لذلك يقول بفمه المليان: نحن حكومة معارضة -مصطلح جديد في الأدبيات السياسية المغربية- نعارض تطلعات الشعب إلى الحرية و الكرامة و العدالة الإجتماعية باختصار نعارض انتقال المغرب إلى الديمقراطية. و بما أن السيد الوزير الأول فعل كل هذا بشعبنا دون أن يستعيد بالله يوما ، فالراجح أنه لا يخاف من الله و من الشعب و لا حول و لا قوة غلا بالله.
8-السيد بنكيران لا يخاف من الحركة الثقافية الأمازيغية ، لذلك لم يكلف نفسه عناء الشروع في تنزيل الدستور ، بما يضمن تفعيل ترسيم اللغة الأمازيغية .
هذه النقط التمانية توضح بالملموس و حسب علمنا المتواضع ماذا يقصده السيد الوزير بضميره ا ل غ ا ئ ب - هم-
و ختاما نعوذ إلى ظاهر قولتك و زيرنا المحترم - لا نخاف منهم- لنقول بأن بنيتها اللاشعورية حسب التعبير الفرويدي ، تخفي خوفا لاشعوريا عميقا . و نستحلفك بالله أن تقول لنا ممن تخاف يا و زيرنا ، بعد أن عرفنا الذين لاتخاف منهم. ولمساعدتك على الإجابة نعطيك الإخيتيارات التالية لكي لا نرهقك كما أرهقتنا.
هل تخاف من الملك ؟
هل تخاف من صندوق النقد الدولي؟
هل تخاف من العفاريت و التماسيح؟
هل تخاف من ناهبي المال العام ؟
هل تخاف من زوجتك ؟
نرجو منكم أن تجيبوا عن هذه الأسئلة للشعب المغربي و بكل وضوح حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الليل . و في انتظار ذلك دام لكم جبروت و جاه السلطة و دامت لكم الأفراح و المسرات و ربطة عنقكم الأنيقة جدا جدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة