الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وولفويتز والعراق

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


اذا كان السيد بول وولفويتز هو مهندس حرب العراق , فإن قناعاته لم تدم فترة طويلة على ما يبدو. عندما عين رئيسا للبنك الدولي, راحت بعض الصحف والمجلات و المواقع على الانترنت تنبش في ما كتب عنه وتجمعه. وقد صادفني مؤخرا مقال نشرته "النيويوركر" في 26 نوفمبر 2004, يتعلق بآراء وولفويتز في العراق الجديد.
يقول بول بهذا الصدد إن آماله في ما يتعلق بالعراق الديمقراطي باتت متواضعة. ويضيف أنه "منذ البداية، لم يتوقّع ديمقراطية على طريقة جيفرسون"، وأن العراق هو "نوع من الإمتحان. ونحن لسنا متأكدّين بعد من أن العراقيين سينجحون في هذا الإمتحان، وحتى لو نجحوا فلن ينجحوا بعلامات ممتازة". وينتهى وولفوفيتز أنه "إذا ما أقام العراقيون شيئا يشبه النظام القائم الآن في رومانيا، ولم يتعرّض العراق للتقسيم، فسيكون ذلك نتيجة حسنة فعلاً".
وجدير بالذكر أن صاحب هذا التقييم هو الشخص الذي يُعتَبَر أبرز منظّر، على مستوى الإدارة الأميركية الحالية، لفكرة "الإصلاح الليبرالي في الشرق الأوسط، بلداً بعد الآخر، بدءاً بالعراق"، خصوصاً أن وزارة الخارجية الأميركية كانت دائماً (وما زالت) تنظر بعين الشك إلى الفكرة، وأن وزير الدفاع دونالد رمسفيلد نفسه كانت تراوده بعض الشكوك حول هذه النقطة.
ويرد وولفوفيتز على القائلين بأنه "ساذج" لأن نظرته للمنطقة "لا تأخذ بالإعتبار الدينامية المحلية المعقدة للولاءات العشائرية، ومفاهيم الشرف، والثأر، والكبرياء العربي في العراق وفي المنطقة عموماً"، بأن البعض كانوا في الماضي يعتبرون أن "تقاليد الكونفوشية" كانت تحول دون انتشار الديمقراطية في آسيا، ولكن الناس يعتبرون الآن أن هنالك فضلاً كبيراً لـ"التقاليد الكونفوشية" في نجاحات الإقتصاد الكوري ونظم إقتصادية آخرى في آسيا.
وقد استفاد وولفوفيتز، البولوني الأصل، من جولاته الحديثة في بولونيا (زار بلد أهله لأول مرة بعد غزو العراق!) لكي يردّ (ضمناً) على منتقديه، وبينهم وزير الخارجية المستقيل كولين باويل، الذي روّج لفكرة سائدة في أوساط الإستخبارات الغربية، مفادها أن "توازن القوى أثناء الحرب الباردة كان قد أمّن قدراً من الإستقرار في منطقة الخليج". ويردّ وولفوفيتز بأن إستقرار بولونيا في ظلّ الحرب الباردة كان "استقرار المقابر"، وأن الإستقرار الذي أمّنه صدام حسين للعراق كان "أسوأ من ذلك".
والمدهش أن بول وولفوفيتز (الذي دأبت الصحافة العربية على التذكير بأنه "يهودي" و"مؤيد لإسرائيل" وأحد "زعماء المحافظين الجدد") يعرف عن المعاناة التي عاشها الشعب العراقي أكثر من العديد من أعضاء إدارة بوش. ويعود الفضل في ذلك إلى صداقته الحميمة مع رئيس إندونيسيا السابق، عبد الرحمن وحيد، الذي درس وعاش في بغداد والذي تعرّف عليه وولفوفيتز بعد تعيينه سفيراً للولايات المتحدة في جاكرتا أثناء ولاية ريغان الثانية. والشخصية الإسلامية الثانية التي يقيم معها وولفوفيتز علاقات صداقة قوية هي "أنور إبراهيم"، الذي يقول عنه أنه ساعده في تكوين نظرته للإسلام. وكان "أنور ابراهيم" ناشطاً طلابياً في السبعينات قبل أن يدخل السياسة ويصبح نائباَ لرئيس حكومة ماليزيا "مهاتير محمد"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد استهداف نصرالله.. ما مصير لبنان؟ | المسائية


.. -البطريق- يشن حربا على كل العصابات في-غوثام سيتي- وكولن فارا




.. عاجل | تحركات غير مسبوقة.. لهذا السبب الجيش الإسرائيلي يستدع


.. عاجل | دوي انفجارات كبيرة في تل أبيب.. والجيش الإسرائيلي: صا




.. تدمير مبان واشتعال حرائق جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحي