الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا كساحة لتصفية الحسابات وممر للمشاريع السياسية والطائفية:3 من 5

احسان طالب

2013 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


: المؤتمر الخامس لورشة صيانة الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية
المحور الثالث - تجنب استطالات الأزمة السورية لدول الجوار.
سوريا كساحة لتصفية الحسابات وممر للمشاريع السياسية والطائفية:
أنشأت السلطة الحاكمة في دمشق منذ سبعينيات القرن الماضي شبكة علاقات وتحالفات إقليمية ودولية كان ضابطها وقاعدتها محوران رئيسيان : الأول الاستمرار وتأييد الحكم الأسدي الفئوي ، والثاني بدأ مع انتصار الثورة الخمينية ( 1979) في إيران عبر الاندماج بالمشروع العالمي الإمبراطوري الفارسي المذهبي وابتدأ تنفيذ ذلك التوجه بإنشاء حزب الله في لبنان إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 بتشجيع من إيران، وبمساعي مجموعة من رجال الدين الشيعة، وعمل على تقويته ودعمه بالسلاح والمال والخبرات حتى صار القوة الأكبر في لبنان واختطف الدولة والقرار، كما استفاد المشروع الفارسي من الغزو الأمريكي للعراق 2003 وتمدد داخل العراق وسيطر على مفاصل الحكم ومؤسساته حتى باتت السياسة العراقية وتوجهاتها الداخلية والعربية والإقليمية ترسم في طهران وتخدم رغباتها وتطلعاتها الدولية.
دأب "النظام" ألأسدي على توطيد علاقاته بالمنظمات الإرهابية واستغلالها للضغط على الدول المجاورة واستغلالها لتنفيذ عمليات تضرب الاستقرار السياسي وتفتت السلم الأهلي وتشيع حالة من الفزع والخوف والاضطراب الأمني بغية تنفيذ أجندات ومخططات سياسية ، وبدا ذلك النهج جليا في لبنان والعراق وتركيا.
لم تكتفي إيران بأن تكون قوة إقليمية فاعلة مؤثرة بل أرادت التحول إلى قطب دولي مدعوم بالقوة النووية وثروة نفطية كبيرة ، وامتلاك موقعا استراتيجيا يسيطر على مضيق هرمز الحساس للتجارة الدولية وحركة الملاحة النفطية ،عليه أخذت تناطح الدول العظمى لتكون جزءا أساسيا من رسم السياسات العالمية ، والواقع أن ذلك الدور لا يتناسب مع القدرات الحقيقية والإمكانات المادية والإستراتيجية والبشرية اللازمة لتبوء تلك المنزلة التي تصبو إليها القيادة الإيرانية، فجارتها المناوئة لمشروعها العالمي والمذهبي تمتلك من الكفاءات والقوة العسكرية والاقتصادية والتحالفات الدولية ما يؤهلها للوقوف ندا قويا للمشاريع والمخططات الإيرانية. ناهيك عن مناهضة تلك التطلعات من قبل دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية .
تلك التجاذبات والصراعات ألقت بظلالها القاتمة على المسألة السورية ما دفع للاقتناع بوجود احتمالات راجحة لامتداد الصراع السوري إلى الدول المجاورة ما يثير مخاوف حقيقية لتطور الصراعات الطائفية إلى لبنان والعراق وتوسع التناحر السياسي والتطلعات الشعبية نحو التغيير في بلدان عربية أخرى.
جاء الانخراط المباشر والصريح لكوادر وعناصر حزب الله الشيعي اللبناني في دعم السلطة السورية بادعاءات الدفاع عن خط الممانعة والمقاومة والوقوف في وجه انتشار الجماعات التكفيرية المتشددة ، مبررا منطقيا لجماعات إسلامية سنية لدعم الثورة السورية ومواجهة التمدد الشيعي الإيراني.
لقد باتت الساحة السورية ميدانا لتصفية الحسابات والمناورات السياسية الدولية والإقليمية متخذة أبعادا إيديولوجية وانحيازات دينية وطائفية ، فعلى سبيل المثال يفسر كثير من المحللين موقف الدعم الروسي الأعمى للنظام الحاكم السوري بخشية روسية من تحول سوريا إلى دولة إسلامية سنية كما صرح بذلك لافروف وزير خارجية بوتن. بالمقابل وصم رئيس الوزراء التركي بشار الأسد بأنه يشن حربا طائفية ضد شعبه ، كما أفصح نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بأن انتصار المعارضة السورية سيؤدي إلى حرب طائفية إقليمية، ولا يخفى على أحد الإرادة السعودية الراغبة بقتال ومحاربة المشروع الإيراني الشيعي بمشروع عربي سني. هكذا يبدو الوضع السوري شديد التأثر وبالغ التأثير بمجريات التناحر الاستراتيجي والأيديولوجي الإقليمي والدولي ، فكون سوريا دولة مجاورة لإسرائيل فرض على الثورة السورية ضغوطا بالغة لمنع انتصارها وقضائها علي النظام الحالي الذي عد من قبل المستشارين والمحللين السياسيين أفضل جار لإسرائيل منهجه حفظ أمنها ومن جهة تحركه السياسي المعارض لأي تسوية تنهي الحرب الإعلامية التي يرفع راياتها في الوقت الذي صمتت جبهته معها طيلة عقود أربع، ولم يعد يغتر السوريون بدعاوى المقاومة والممانعة المرفوعة كشعارات للمحور الإيراني المتضمن حلفاءه في كل من لبنان والعراق وسوريا حيث أدركوا أن الغايات الحقيقية والخلفيات الخالصة لتلك الدعاوي إنما هي لتمرير مشاريع مذهبية وإيديولوجية لا تعنيها مسألة الصراع العربي الإسرائيلي إلا من ناحية الانتهازية والاستغلال والمنفعة
العلاجات الوقائية :
1 ـ لم يطلب السوريون تدخلا من دول الجوار لكن الولاءات السياسية والطائفية دفعت أنظمة وأحزاب ودول للاشتباك المباشر مع الثوار السوريين بهدف حماية النظام، ولمنع تمدد الصراع إلى بلدانها عليها التوقف عن دعم السلطة الحاكمة وإمدادها بالسلاح والعتاد والرجال
2 ـ إن العمل على تقصير زمن الأزمة السورية عبر تحقيق تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والعدالة ودولة الحق والقانون هو الحل الأمثل لمنع انتقال الأحداث وتمدد الأزمات والتحريض على صراع طائفي مقيت
3 ـ إن انتصار الشعب السوري وإنهاء حالة الاستبداد والطغيان وتحقيق العدالة ضمان أكيد لتخفيف حالة التجاذبات الخارجية وإنهاء الاصطفافات البعيدة عن الموضوعية والحكمة
4 ـ لا ضمانات حقيقية تقدمها دول العالم الكبرى لمنع انتقال الصراع بل والحرب الدائرة في سوريا ولا تمتلك الهيئات والمنظمات العالمية والإقليمية أفقا واضحا أو خارطة طريق تخرج سوريا والمنطقة من النفق المظلم ، وعليه فإن العمل الحقيقي الصادق والجاد لوضع خارطة طريق لسوريا تعطي كل ذي حق حقه ستكون بمثابة الحد الصارم الذي سيكفل حصر الصراع بل والوصول به إلى النهاية .
,v hg








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟