الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة عربيا

حميد المصباحي

2013 / 3 / 31
الادب والفن


صحيح جدا أن العالم العربي يعيش تخلفا مهولا,بعمقه وطوله,وحتى عوائقه,التي جعلت الكثير من المنتفعين منه يعملون على استمراره,كتجار الحروب,الذين لاتعنيهم خسارات البشر وموتهم ماداموا يستفيدون ويكدسون الثروات بالبنوك,كذلك بعض الساسة,في الحكومات الشكلية بالعالم العربي والمعارضة أيضا,الديمقراطية,تفرض المساواة وهم يقتاتون من التفاوت بين الناس,به يتطاولون بقاماتهم السامقة على الضعفاء من الناس والمواطنين,وكأنهم يعبرون عن أمراضهم الدفينة,تلك التي تفرض تماهي المقهور مع قاهريه,بحيث يمارس الظلم الذي مورس عليه أو على آبائه من قبل,وبذلك يصير للتخلف حراسه,من طرف الساسة وبعض المثقفين وحتى عامة الناس,أي المجتمعات العربية نفسها,فكثير من العادات يدافع عنها,لتترسخ وتتعمق في الوعي الشعبي,بمبررات حضارية ودينية ومذهبية,منها الأعياد والطقوس,التي هي نفسها تخلق تفاوتا بين البشر لتدافع عن ضرورة استمرار التعالي على العامة من طرف القادة والحكام,وهناك مؤسسات دينية وعسكرية تعمل على ترسيخ مثل هذه القيم والدفاع عنها حتى في المنتديات العالمية,حيث توجد دول غربية,لاتتردد في الدفاع عما عرف بالخصوصيات الثقافية والحضارية لبعض الدول وخصوصا منها العربيةوالمعتزة بقيم التخلف والتدهور الحضاري والثقافي العام,بل هناك مؤسسات دينية بأروبا تعمل على تنشيط مظاهر التخلف الديني والحضاري والحضاري,بدعم التجمعات الدينية في العالم العربي وتنشيط الصراعات المذهبية بين الطوائف,لتستمر المناوشات والإحترازات والحزازات التي عمرت قرونا من الزمن,ولازال العالم العربي يخوض فيها معتقدا أنه ينتصر للإسلام من منظوره العقدي والمذهبي
1مرتبة الثقافة
وزارة الثقافة,في الدول العربية,هي أكثر الوزارات تقشفا إن كان لديها أصلا ما تتقشف به,فهي في الغالب مجرد تقليد,الغاية منه الظهور بمظهر الغربي المتقدم,إذ لا يتم استحضار المثقف إلا عندما تهدد الهوية فعليا أو خطابيا بممارسات ماسة بتاريخ التجمعات العربية,سواء من طرف الأقليات العريقة,سواء كانت عرقية أو دينية مذهبية,و بذلك يصير المثقف كالإطفائي ,لا ينادى عليه إلا عندما تشتعل الحرائق في ثياب الساسة و النظم الحاكمة,التي تسعى جاهدة للتحامل عليه,بقدرته على فضح البشاعات في التفكير و السلوكات,و كأن الحكام لا يقيسون نجاحاتهم السياسية إلا بالقضاء على المثقفين أو جرهم لساحات المديح العام,ليتحولوا إلى جوق لمدغ كلام التهليل بالإنجازات و المفاخر,و بذلك ينتبه الجمهور العربي إلى مثقفيه,فيصير كارها للثقافة التي غالبا ما كانت منتصرة له و داعية لاحترام ذاته و وجوده العام و الخاص.
2غاية الثقافة
هي في نظر السلط العربية,فولكلورات,أو أنشطة محولة لبعض الساسة إلى عباقرة و خالدين,كما أنها وسيلة للتعريف بأمجاد الدولة و جعلها متماهية مع الوطن,بحيث لا يمكن اكتساب المواطنة إلا بنيل رضى الدولة مهما كانت مواصفاتها,و هنا تصير الثقافة بقصد عائمة و شاملة لكل الأنشطة التي تلغي الإختلافات و تفرض وحدة قسرية,ظاهرها الوحدة و خفيها التحكم في بنى الفكر و المعارف,و كأن رجالات النظم السياسية العربية,يغيظهم الوجود المستقل للمثقفين المتفانين في خدمة أنساقهم المعرفية,و الباحثين عما به تنهض المجتمعات العربية من سباتها الحضاري و الثقافي,لتحقيق نهضتها و فرض وجودها,ليس باستعادة الماضي,بل باستئناف الوجود,الذي لا ينبغي أن يكون إلا ثقافيا,فهو الضمانة الصلبة لتحقيق ما يليه من نهوض اقتصادي و سياسي و حتى حضاري.
3محنة المثقف
في أوج عطائه,تتجاهله السلطة,ثم تتحامل عليه فيما بعد,فإن أدرك دواليب اللعبة,انخرط في مهادنات غير معلنة,ليسمح له بتحويل رأسماله الرمزي الثقافي إلى ثروة مادية,فيفقد ثقافيته بالتدريج,إذ يوجه تفكيره بعيدا عن ظلال الإحتراقات المشعة,و يشتغل بعيدا عنها طلبا للسلامة,أما إن تجاهل النداءات السرية,فسوف يسحب لأرجوحة سيزيف,حيث يراهن على الزمن ليفهمه ضرورة التشبه بأمثاله,فإن أبى حول إلى معارض سياسي,لتتفيه مجهوداته العلمية و المعرفية,إلى أن تبور معارضاته التي شوهت بعد نالت نصيبها من التعتيم و التجاهل القصدي.
خلاصات
المثقف عندما يختتم بحوثه بمشروع معرفي,يقوده حتما لتصور الرؤية الحضارية القادرة على استيعابه,و بذلك تغدو فكرته ملكية اجتماعية,تفرز المدافعين عنها,و تتحول إلى قوة فاعلة و مادية,تجلب قوتها من ذاتها قبل أن تتبناها شرائح مجتمعية و تتماهى معها باختيارات سياسية,يعبر عنها الحزب أو التحالف السياسي القادر على فرضها بما يلائم اختياراته التاكتيكية.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكة خاصة من آدم العربى لإبنة الفنانة أمل رزق


.. الفنان أحمد الرافعى: أولاد رزق 3 قدمني بشكل مختلف .. وتوقعت




.. فيلم تسجيلي بعنوان -الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر-


.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص




.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟