الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنحدرون من هاوية الحرب

نصيف الناصري

2013 / 3 / 31
الادب والفن




تتلقَّى حقول شعيرنا الوعود من البروق المُتخفّية ، لكن الطيور الشابَّة
التي تتعجَّل الموت ، تطيح بكلّ أمل نتطلّع اليه ، والحارس المتيّقظ يمل
الانتظار ويكسر مزماره في نفخه لعذابه على الفضاء . كلّ ما نطمح الى
انتاجه ، يلفحنا بنسيم مدهون بالعته ، وتنذهل أحلامنا في هبوب الأتربة .
خسارة شخصية تُخطّط دائماً لإصابة ميولنا بالغنى ، ومجازفاتنا مرهونة
بالفزع الذي يلي موتنا ، وبزرقة الذهب التي حُرمنا منه ونحن نضفر
الجدائل المُجعّدة للأيّام ، وكلّ عهد مُهيّج ، يسحرنا مضمونه ونظن أن
الانتظار أجدى من سلبنا للغنيمة . تغذّي المعرفة الإشارة العاطفية
للانسان ، وتكسبه الخبرة في تشابهه مع الآخرين ، لكن الأنماط التي
نتعثر فيها ، تُفرغ رغباتنا من الضروع الناعمة للأعطية . كبحنا لما
نرغب أن نفوز به ، يُطلي خشوعنا بضياء مهان لعملنا بين الأطلال .







الفريسة ...







نُبدي في أسرنا لشمس الأعداء المخبولة ، وفاءً مُفْعماً بتبرمٍ
طويلٍ من تقافزهم بين حصوننا ، وجرياً على ما تعودنا عليه
في التشويقات التي لا تخلو من المرارة ، نأخذ حذرنا من
أصواتهم التي تُبوّق للعبودية . للتخفيف من هول الأحداث التي
نعانيها ، يسرد شيوخنا خصوماتنا القديمة مع الشعوب
الأخرى ، من أجل إيهامنا بالأشياء الجديرة بالجزية . يحرّفون
ما شهدناه بأنفسنا ، ويجهزون على الشاهد الذي يدّل على
نقائصهم . تعوّدهم على السخرية منّا وحججهم التي لا تقنع
الضيوف ، تحرّضهم على احضار الثمار التي تتأخرّ في نضجها
وتقديمها قرباناً للحيوان المجروح . ميراث كلّ حامية لنا يسوَّد
بندم الهالكين ، ويغطيه ضرب من حمق الضواري في انقضاضها
على الفريسة الشاحبة . رجاحة العقل في السلب ، درجة أقل من
السخف ، وشيوخنا الذين يعضهم التوق الى الخزي المرعب ،
لا يكفون عن سنّ الشرائع البريئة ، وتمجيد الكراهية . المنحدرون
من هاوية الحرب ، يزيدون غطرستهم علينا ولا يأبهون بالشرور
التي تدنّس كلّ علاج للوحشية .







شهب أسلحتهم ....






رَمينا أسلابهم في النهر وعقدنا الصلح مع الآلىء المحبوبة
لليل ، حصارهم المؤلم لبيوتنا المعصوبة والمنجذبة الى ما
يتلاشى في الرماد ، زادنا عزيمة على فتل خصلات
أسرارهم ، وأخذ الحيطة من الفراغ الذي تتمايل فيه شهب
أسلحتهم . بذلت لهم قبائلنا أشياء زائفة كثيرة من أجل استعادة
رفات القتلى ، لكنهم لم يتعظوا في نيلهم لمراميهم التي تُعجزنا
وتُعجزهم . أفعال بغيضة تدمّر كل ضمانة نقدّمها في أعقاب
هزيمتنا بحصادنا الأسى معهم . يميلون دائماً بسبب الحسد
الى افراغ صوامعنا من النعمة ، ونحن لا يمكننا انزال حبل
المشنقة ، وطمأنتنا لهم في دفنهم بالكثبان . إزاحة الشر من
قاعدته ، تُكلّفنا تضحيتنا بمعبودنا الذي يتخلّى عنا في مواجهتنا
للجفاف ، ولا يمكننا نسيانه لنا ونحن نتجرّع ايماننا الذي تُشرّطه
الشعائر المحمَّلة بالبغض . صفاء كلّ انسان ينتهي الى اللاشيء ،
والتضامن مع الساعات التي تُنسينا غياب العصافير عن غلالنا ،
عمل ضئيل القيمة ولا يخلّدنا في مواجهتنا لأولئك الأوباش الذين
رمينا أسلابهم في النهر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر