الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرح في سماء البصرة

شعوب محمود

2013 / 3 / 31
الادب والفن


من يرسم خارطة البصرة ؟
خارج بيئة عصر البصرة
من يقلع أشجار الملح
من يكسر جنح الطير الأبيض؟
مثل بياض حليب الأم ،
ومثل بياض حليب النوق لدى العربي
في ليل الزنج ، جراح تنفث عطر دمٍ،
في ظل سيادة عصر تحكمه الأزمات،
وتحرثه العصبية
داخل ليل جماجمنا القبلية
في عري الأرض رأيت الماء
مثل دمٍ في الجرح يغيض ونجم الزنج
أطفأه السيف ، و( فرمان ) الخلفاء،
وهلوس كل حثالات التاريخ ،
وجهابذة الأمراء ،
وأرباب الأقلام،
وأصحاب الصحف الصفراء
في ظل عيون القصر
تحت الأقواس ،وفي هوس الغرماء
نسجوا من عشب سباخ الأرض ،
وجرحك خيط الفجر
وعند نهاية أحلام القرن العشرين،
وما بعد العشرين
حيث يسيل دم من تحت صليب المصلوبين
وتضج حناجر خيلك ،يا بن محمد للآتين
يا نخلة عصر الزنج ،وسيف النار
يا ملحاً يسري بكل شرايين الثوار
ما أروع ملحك،
ملح الثورة، والأفكار
تتدفق من أنفاق الليل،ومن أطيان البصرة
من كل جراحات التاريخ ، وجرحك، يا بن محمد
يا عصب الثورة
يا عطر الشعر، وقدّاح الشعراء
يا نجم الفكر ، وقدس الحرف غصونك فوق الأرض
وجذورك تحت الأرض
تمتد بطين البصرة
خارج عسر مناخ الأرض
فاعيذك ، طير الزنج
من عصر تغلق فيه نوافذه السوداء،
ويقطع عنك الماء،
وتطعم من ملح الصحراء
يا جسر يربط بين القرن الثالث للهجرة
وطريق مجرّة
يوصل ما بعد العشرين
من قرن القرن الثالث
في الزمن العابث
ما زال العالم يجهل جرح الزنج، وعصر الزنج
في مسرح عالمنا المفتوح
عالمنا المغلق
آهٍ من جرحك ،جرحك نافذة المطلق
وجفاف العشب يعود بساطاً أخضر
رصعه النجم الأحمر
في شجر القرن الثالث .. ، غصنك أزهر
ما بين المسك وبين العنبر
والجرح تبرّج
مثل عروس ، ليلة عرسكَ ، يا أبن محمد
وربيع الحول
في مسرح حلم الزنج
يأتي من خلف ستار القرن الثالث بعد الهجرة
للزمن العابث
من يخلع جذر النرجس ؟
من طين الذات
من يوقظ قنديلاً يتثآب
خلف الظلمات ؟
من عدوى أهل الكهف ،
وامراض الشيخوخة في الماضين
من يرسم خارطة البصرة ؟
من ينشا أسواراً و قلاع ؟
ومشاجب كل معلقة ، من شعر الثورة
من يحمل عنك هموم الزنج ؟
وسيوف الزنج
من يرجع صاع الغدر ، بصاعين ؟
من يقطف وردتك الحمراء ،؟
وقد خسفت بالزنج القاع
ما بين الفرسخ ، والفرسخ
يمتد ذراع
للسيف ، وسيفك خارج عصر ضاع
للفكر ، وفكرك في حنجرة الطير ،
وفي اطيان البصرة
من يطفئ جرح الزنج ،
ويكسب نبع الدمع ؟
من يحمل عطر الطلع
من نخل علي ، وطين البصرة
قد أوشك وجه الصبح ،وخضّر رمح الزنج
في طين البصرة قبل الفتح
والراية جنب السفح
تتمايس جنب النجم الأحمر
والجرح الأخضر
يتفتح مثل النهر
ومحيط الكون له معبر
لن يطفئ جرحك حلم الزنج
يا طير جئت لهذا البرج
من ليل القرن الثالث بعد الهجرة
بكتاب مسرة
يتجاوز قِرن القَرن لما بعد العشرين



شعوب محمود علي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??