الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة قاتلة

ساطع راجي

2013 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


إستغل رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك فراغ معظم مقاعد مجلس الوزراء ليعقد مع رئيس المجلس نوري المالكي صفقة سياسية استثنائية، تتضمن الصفقة عدة بنود اهمها رفع الحجز عن ممتلكات البعثيين وتنفيذ عملية واسعة لاطلاق سراح النساء المعتقلات وحتى المدانات بشتى أنواع التهم والجرائم، المالكي سينتفع من هذه الصفقة أولا بترميم مجلس الوزراء الذي يكاد ان يخلو من اعضائه بعد مقاطعة الكرد والصدريين والعراقية، كما سينتفع المالكي باخراج مطالب المتظاهرين من ذمته واحالتها الى البرلمان عبر احالة تشريع القرارات اليه بغض النظر عن مضمون الصفقة، والاهم عند المالكي هو كبح جماح التظاهرات وربما شق صفوف المتظاهرين بالقرارات التي اتخذها استجابة للمطلك، الذي سيستفيد هو بدوره عبر الرد على طارديه من ساحة اعتصامات الانبار ويسوي ايضا حسابا متراكما مع شركائه في العراقية ويمهد كذلك لشراكة جديدة مع المالكي إستعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة وايفاء ايضاء لمطالب البعثيين السابقين في أمرين، الاول رفع الحجوزات عن ممتلكاتهم ومنع الفدرالية في العراق ثانيا.
صفقة المطلك مغطاة باستغلال عاطفي يعتمد على اثارة مشاعر قبلية وشرقية، لكنها مشاعر تتناقض مع الاستحقاقات القانونية والدستورية، فالمتهم متهم ليس رجلا ولا إمرأة، وكذلك المدان، له حق الاحترام والمقاضاة القانونية ولايمكن الاستمرار باعتقال أي شخص خارج الحدود القانونية ولايجوز التعرض له جسديا او نفسيا، وله أن يتمتع بكامل حقوقه التي كفلها له الدستور ولا يجوز بأي حال استخدام العنف في كل صوره لانتزاع الاعترافات، لكن هذه الصفقة السياسية تقر بوجود هكذا تجاوزات وبالتالي هي صفقة تسمح بافلات مرتكبي التجاوزات.
لايمكن التفريط بتنفيذ القانون من اجل صفقات سياسية تمرر تحت ستار العواطف والمشاعر خاصة عندما يتعلق الامر بالفساد والارهاب، فهو اهدار لهيبة الدولة وحقوق الضحايا وذويهم الذين سيتعرضون بدورهم لضغوطات عشائرية من اجل التنازل عن القضايا المرفوعة وقد يتعرضون لتهديدات من جماعات وذوي المعتقلات.
إن أول من يجب عليه الاعتراض على هذه الصفقة هو المنظمات النسوية، لأن الصفقة تؤسس للامساواة القانونية بين الجنسين في العراق وتمرر الاعتداءات على السجينات والمعتقلات وتغري الجماعات الارهابية بالعمل على تجنيد المزيد من النساء بين صفوفها لأن تهم الاغتصاب جاهزة والمشاعر الشرقية موجودة وبالتالي هناك امكانية باصدار عفو عنهن، انها حلقة متكاملة من عملية نسف القانون والدولة بذرائع وخدع سياسية خالصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس