الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارل ماركس

عمّار المطّلبي

2013 / 4 / 1
الادب والفن


حكاية قصيرة
أُوقظ كارل ماركس من نومهِ المديد. قال لهُ الشابّ الذي يرتدي قميصاً أحمر اللون، و هو لا يكاد يمسكُ نفسه من الفرح :
"أبشّركَ مستر ماركس، بأنّ الماركسيّة قد وصلتْ إلى أقصى بقعةٍ في العراق" !
العراق !!! ، تمتمَ ماركس الذي كانت آثار النوم الطويل تشوّش عليه إدراكهُ لما يُقال ..
ماذا تعني بالعراق ؟!!!
العراق عجباً !!
أهو قرب لندن؟!
كان ماركس يحلمُ، حين ماتَ بأنْ يرى الشيوعيّة تبدأ منْ هناك .. الصناعة و الطبقة العاملة و الحتميّة التاريخيّة.. ثمّ يأتي هذا المغفّل ليحدّثهُ عن .....
ماذا قلتَ ؟ العراق ؟!
أجل سيّدي ، قال الشابّ، و هو يُخرجُ منْ جيبهِ مجموعةً من الصور، إنّها منْ قلعة سكر !!
قلعة ؟؟ تبّاً لك ..
لا سيّدي .. إنّهُ مجرّد اسم .. فلا توجد قلاع و لا إقطاع.. إنّه بلد صحراوي ليس فيه زراعة و لا صناعة، و به حكومة يحكمها حزب ديني !!
أرجوك .. قال ماركس، و قد بدأتْ ركبتاهُ ترتعشان،
أفضّل أنْ أعودَ للنوم ..
ليس قبل أنْ ترى الصور يا سيّدي ..
أنظر .. هذه الراية الحمراء .. المطرقة و السندان !
و منْ هذا الذي يقف في الصورة ؟!
تعني هذا الذي يضع على رأسه يشماغاً أزرق اللون؟!
إي إي
هذا سيّد .. إبن رسول الله !!
و الآخر؟!
لا أعرف سيّدي .. ربّما كان بائعاً .. ربّما كان رادوداً على أبي عبد الله الحسين !
و ذلك الذي تبدو عليه أثار الشباب و النعمة ؟!
تعني هذا الذي يضع على رأسه يشماغاً أبيض و مرقّطاً بالأسود ؟
إي إي ..
لا أدري سيّد ماركس .. أغلب الظنّ أنّه رئيس عشيرة !!
رئيس عشيرة ؟!!
ناد على سيّد عزرائيل منْ فضلك ..
قال ماركس، و هو يقبضُ على لحيتهِ البيضاء الطويلة، و يجهشُ بالبكاء !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حلوة.. افهمك
سلام كاظم فرج ( 2013 / 5 / 28 - 10:28 )
الشاعر الرائع الاستاذ عمار المطلبي
) افهمك والله واشاركك الفكرة... لكن الا ترى ان وجود حراك في المناطق القصية.. ولعلك تعرف ان ناحية الفهود شهدت تمردا ماركسيا في الستينات )افضل من الدوران في فلك العرعور والعريفي واكلة لحوم الانبياء وفق تعبيرك والانشغال بالرد عليهم وقبول مداخلاتهم عن التشيع الصفوي والتسنن الاموي.. ومفارقات السقيفة وقميص عثمان.. اليس جميلا ان يكون شيخ العشيرة متمسحا بماركس ؟؟ اليس افضل له من ان يكون آكلا للكبود؟؟ والقلوب..
هو مأزق.. ولكن ليس لنا سوى الانتظار.. هي فرصة لكي امر عليك ايها الشاعر الشاعر وابلغك اني قد اجبت على مداخلتك القيمة حول قصيدة النثر . مع مودتي وتقديري


2 - كيف تريدني أن أتغنّى بماركس ؟!!
عمّار المطّلبي ( 2013 / 5 / 28 - 15:15 )
الشّاعر المبدع الأستاذ سلام كاظم فرج:
أجل .. أنا شيعي
لِمَ النكران؟ !! حبّ عليٍّ عليه السلام يجري في دمي، و أتولّى أبناءهُ أئمّةً و خلفاء .. ما لشيخ العشيرة و ماركس يا أبا هشام؟!
هم يقتلوننا كلّ يوم بالسيّارات المفخّخة، و أنتَ تريدني أن أتغنّى بماركس !!!!.
الشيوعيّة لا أقول سقطتْ حين تحالفتْ في جبهة وطنيّة مع القتلة البعثيّين بعد بضع سنواتٍ منْ مجازر الحرس القوميّ، لكنّها انتهت يوم جلس رئيس الحزب الشيوعيّ مثل تلميذٍ صغير في دائرة مجلس الحكم.
أمّا عن هذا النصّ فثمّة ما لمْ أذكرهُ: منظر القاعة المتداعية ممتلئةً بأطفالٍ متّسخي الثياب جيء بهم لملء القاعة الفارغة، و قد وعِدوا بحلوى و عصير .. أيّ بؤسٍ ؟!!!!!!!!!!
إلتقيتُ بسيّدة روسيّة لا تميّز بين العراق و إيران، إضطررتُ أنْ أحدّثها عن حضارتنا في بابل و سومر، و عن الحروب التي اكتوينا بها، حتّى أجعلها تعرف ما العراق !!!!
محبّتي لك .

اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب