الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وبالأبناء إحساناً

نها سليمان

2013 / 4 / 1
حقوق الانسان


أب وأُُم وأبناء

مكونات فى معادلة الحياة .اما عن الأب والأم سيكون حديثى من منظور الابن ,سأتناول بصراحة موضوع قديم جديد ومستمر


ولكن بداية لابد ان أؤكد قناعتى بأن (ليس كل والد أب ولا كل والدة أُم ) هذا اللقب ربما يكن جدير به صديق او صديقة ايضا

او غيرهم ,, لكن الوالد والوالدة كونهما سبب فى وجودنا يُجيز منحهما لقب الأب والأم ايضا ولكن السؤال كم من

الأباء والأمهات جديرين بهذا اللقب كم منهم يمارسوه حبا وليس سُلطةً وتحكُم , كم منهم يدركون جوهره


فإن باستطاعة أى ثنائى من ذكر وانثى أن يأخذ قراراً بالزواج فى ظروف بسيطة او معقدة و ممارسة الحب

ومن ثم تتوالى القصة كما نعرفها حتى تنتهى مرحلة وتبدأ مرحلة اخرى بنا نحن الأبناء ..ولأننى لا أجيد التحدث على لسانى غيرى

وامقت لعبة تبادل الأدوار فانا اتحدث بلسان الأبناء وليس كلهم ايضا ..


وتبدأ السلطة تحت مظلة لقب الوالد الأب والوالدة الأم:ومن هنا نبدأ السرد


أنت مؤمن غير مؤمن ولكن نشأت فى مجتمع بها مؤمنين غالبا تعرف مكانة الوالدين فى الديانات وفى الثقافات المتنوعة والمختلفة

لابد وان تجد ما يدل على ذلك فى كثير من الاعمال


{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا

إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }العنكبوت


"أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. " الخروج ٢٠ : ١٢


ويبدأ الخلط لدى كثير من الأباء بواقع معايشة فعلية لواقع ويتم استغلال النصوص الدينية اسوء استغلال

وكل ما يندرج من وجهة نظرهما تحت عدم رغبتهم او رضاهم فهو خروج عن الطاعة التى أمرنا بها الله

ووعيد بنار وبئس المصير وإلباسنا ثوب إبليس


أين نحن من البر بنا ؟

ألسنا بشر ولنا مشاعر ولدينا طموح وتطلعات السنا ندرك عبث الموقف جميعا وان كان البعض لا يدركه

فيكفيه ان يعرف ان الموت قادم فلما التخاصم والتناحر على أدنى حقوقنا الانسانية لماذا ممارسة سلطة مطلقة

باسم الأُبوة وطاعة عمياء باسم البُنوة !؟


وان قُلنا لا سنُضع على مقصلة العقوق وكأنهم جاءوا بنا لنُصبح نُسخ حتى غير معدلة منهم

ولو أنهم تركوا لنا حُرية الاختيار لكان افضل لنا جميعا


اولا : سنختبر الحياة ونُكون مفهومنا الشخصى عنها وربما تنجح تحاربنا ونسعد ويسعدون ,وإن فشلت

سنتجنب شعور الحسرة على ما لم يكن وربما فى أقرب فرصة تُتاح لنا نختبر ما حُرمنا منه ولكن بأثمان باهظة


ثانيا: استغلالهم لادلة دون ادراك القصد الكلى منها كثيرا ما يخلق الحنق والضيق بهذه الادلة

وكما لكل فعل رد فعل يأتى التشويه ليطال ما يمكن ان يطاله فــ "الله" الذى اجاز لهم ممارسة هذا التحكم المُستمر والغير مبرر

الا بمبررات الخوف والخبرة كما يقولون يناله من استنكارنا جُزءاُ هو الأخطر ,ريثما فقدنا ادارك جوهر النص كلياُ نحن ايضا او لم نجد

ما يؤكد لهم حقنا هذا من دليل قوى لأنهم دائما على حق هكذا يعتقدون


ثالثا: ان لم نُعلن لهم عن سوء مشاعرنا تجاههم وتشوهها سنظل نحملها وتكبر معنا ولكنها ستبقى ; ربما تتوارى حينا

ولكن مع أول مواجهة سُتلعن عن نفسها ولكن باثواب مختلفة ووجوه مُجملة


رابعا: أفضل لهم ان يحسنوا إلينا الى افكارنا والى مشاعرنا والى رغباتنا المشروعة بدلا أن يرونا مسوخاً ولكن بأفواه باسمة


خامسا: لست أُحملهم كل وزر ما يرتكبون تجاهنا فربما تربيتهم ونشأتهم ومجتعمهم أثر عليهم واعاد انتجاهم كمن سبقوهم

ولكن اعادة الانتاج هذه اصبحت حملا ثقيلا علينا لاننا بزمن كفانا ما خبرنا به كفانا ما نحمله وما مررنا به ,كفانا زماننا,وظروف بها نحن نصارع الهواء ونحرث الماء أملا ان تتغير , كفانا الموت الذى يُلوح لنا فى كل جيئة وذهاب


استطيع أن أقول ان من يسمح لغيره ايا كان أن يمارس عليه سلطة مطلقة باسم من يكن انه يشرك بالله ويخون نفسه

انا لم اصنع منكم الهة ولا أريد ان أن اكون يوما اله بشرى ..طاعتكم واجب انسانى او دينى لا يُنكره احد ولكن

من لنا بحق طاعتنا بحق تحقيق ذواتنا بحق أن نكون كما نُريد لا كما يُراد لنا


الأمثلة على ممارسة السلطة المطلقة المغلفة بصبغة دينيه كثيرة وكلنا نعرفها ومحظوظون هم حقا من لم

يمروا بما يمر بها أكثرنا محظوظون هم من لم تشاء لهم والديهم ان يختبروا الصراع النفسى وقت الرفض او التمرد

الذى يسموه هم عصيان ! ومحظوظون اكثر من نظروا فى المرآة ولم يجدوا أنفسهم شياطين _ لان احدا لم يخبرهم ذلك_

واكثر حظا من مروا بكل هذا ولازالو متوافقين مع أنفسهم متعافين نفسيا ولديهم رغبة فى الزواج والإنجاب


هل من المطلوب منا ان نكرر عليهم كل يوم ان الطاعة ليست الغاء وجودنا او تدخلهم فى مسار حياتنا تدخل

كامل او جزئى بما يغير من هذا المسار اوذاك؟

وهل من الواجب علينا ان نخبرهم يوميا ان لكل إنسان مساحة شخصية خاصة جدا لا يود احدا ان يطلع عليها


هل من الطاعة ان نفعل الطاعات لأجلهم دون ان ندرك لذة فعلها ؟


))كثير من هل وكثير من الأمثلة ((

فربما تحدث احدهم ليخبرك انه تزوج او تزوجت دون رغبتها فقط لترضى والديها

او اخرى درست نوعا ما من العلوم او الاداب دون ما يتوافق مع ميولها وقدراتها حتى ترضى والديها وبقت العمر كله تبكى نجاحاُ

لم تنله بعد او حتى فشلاُ بطعم النجاح ,,لانه كان اختياراُ


وربما تجد من يصلى ليرضى والديه هو فى الواقع يسجد لوالديه لانهم نصبوا انفسهم الهة وربما وهو يسجديعاتب الله من داخله


وليس بعجيب ان تجد من اقتنعوا ان هذه الممارسات طبيعية جدا ولا قيد ولا عيب فيها

نحن نعايش حياةًيقرؤها الخيال منبهراً

اما عن حقهم فى الإرشاد والرقابة والنُصح لست ضده لكن الإجبار اللفظى او الفعلى هو المحك الأخيرالذى يُعلن عن كونهما فقط والدين وليس أباء ولا امهات

ويجعلنى اصفه بان اثنان فى لحظة حب كانوا سبباً فى مجيئنا دون اختيارنا ولو اخبرونا وعرفنا هذا الواقع العبثى لرفضنا المجئ

قرروا معاقبتنا وممارسة السلطة علينا فى كل شئ وبأى وسيلة ولو كانت غير أخلاقية لمجرد هذه اللحظات من الحب

وكأنهم منحونا وجودنا _وقرار وجودهم معا الذى لم نعرف عنه شئ_ ثم يحاسبوننا عليه

وعلى سنوات التربية والتنشئة وما بُذل من غال وثمين ...لمجرد اننا نعترض او نرفض

لا تلومونا حينما نمارس الوقاحة بعد الاف المرات من الحوار الغيد مجد

لاتلومونا على مطارحة اياكم الاخر الفراش ثم محاسابتنا نحن على وجودنا

لا تلومونى حينما اتحدث بهذه الصراحة التى سمعتها من كثير ولكن يخشون الحديث عنها


فإن كنت تقرأ وأنت تمارس دور الوالد سألتك ان تكن أباً وإنسانًا مجرداً لمرة وتحكم على الأشياء والأبناء

وإن كنت ابن تبحث لنفسك عن وجود حقيقى فى هذه الحياة فلاتجعل كل هذا يُحدث داخلك تشوه لاشياء لا دخلك لك بحدوثها


اما ان كنت وقحا على الاطلاق لمجرد الوقاحة فراجع نفسك


اما المُجتمع وفكره الجمعى لكما ان تعرفا ان فرديتنا هى اساسكما وليس العكس

ولكما ان تتقبلانا كمانحن بدلا ان من صراعات أولى بها وطن هو ايضا مُقيد ليصبح أفضل مما هو عليه



ولكل أم وأب روحى اشعرونا يوما بدفء ومحبة, وشجعونا يوما ان نحصل على ما نريد ولم يوبخونا لحظات الفشل

وكانوا لنا ظهرا وقتما كُسرت ظهورنا صغارا لكم الحب كله غير منتقص من اوله لاخره ان كان له أخر

وكذلك لكل والد ووالدة ينطبق عليهم القول



اعلموا ان البقاء ليس للاقوى وان كان فى الظاهر لان القلوب والأنفس والأرواح البقاء بها للأكثر رحمةُ ,عدلاُ وحبا

ما ستخسره من انتماء ومحبة ابناء لك بالقوة انت قادر ان تُحصل اضعافه بالحب والتفاهم والوعى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين