الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطالبهم في البرّية

نصيف الناصري

2013 / 4 / 1
الادب والفن


فن الشعر ...


قرائن كثيرة يمكنها أن تبعد الضرر عنّا في تلقّينا للعواصف
المُعدية التي يطلقها مرضى المبالغات . الفن والأدب هما ما يُقدّمان لنا
البلسم الذي تنخفض في شجاعته الأورام ، وطقوسنا التي تزهد
فيها المهارات والخوف ، نزعة غير واقعية لإيلام ذواتنا ، وما
يتسرّب من آبارنا ، يقبر نفسه بسهولة فظيعة في مخازننا
المليئة بالأقنعة العاطفية لمن غلبناهم الصيف الماضي . نهجنا
الأكثر تعبيرية في نومنا بثياب الجرم ، اصطكاك طويل
للأسلحة الحسناء في التوشيات الذكية للوشايات المتمادية .
يستمد شاعرنا الهامه في مواءمته نفسه مع بربريته ، ويستهزىء
في قصيدته من كلّ ما انساني وطيّب في صداقته مع الآخرين .
إرث يصطبغ بفضائل نُسمّيها ابوة الشعر ، لكن العامة لديها
أدلّة أكثر تطوراً من فن الشعر وفذلكات الشعراء ، تتعرّف فيها
الى المدائح الفارغة التي لا تتوازن في لحظة افراغها من أكاذيبها .

الرمية التطهيرية ...

تتهاوى على غيوم بيوتنا حجارة ذاوية ، ويئن فضاء الطرق
في نسيمه المكلَّل بندى البركان . عباداتنا التي شيّد أصولها
كاهن الموتى ، تبارزنا في سفحنا لمحاصيلنا اليها ، وتطأنا
بهزائم مدبّبة . آلهة أخرى كرّسنا أصيافاً كثير للتوافد على
إزاحتها من أرضنا ، وأشعلنا الشموع والطين في حماس كثير
للظفر بها ، لكننا لم نحتفظ بالبراءة من حمقنا في تحرّشنا بها ،
وكانت أفعالنا تشير بوضوح الى أن تتويجنا لموتنا ، تعوزه
الرمية التطهيرية للحصى في قبورنا . للاقامة تحت الظلال التي
التي يتزاحم فيها فيها المرضى من أجل شفاعة ما ، نحتفظ بالعفّة
التي يطارد فيها الصياد فريسته ، وننتظر مثلهم الشفاء المزعوم .
يُحرّم الفاني على نفسه الثمرة الدينية للمعجزة ، ويعاني في حياته
من الهمجية الفظيعة للوجود .






لهم مطالبهم في البرّية ...







مواسم خلاَّبة للقطاف التقينا فيها شعوباً تتحدّر من كلّ الممالك .
قبائلنا في ثقافتها التي تنهلها من السلب في الغابات ، لها شروط
مُجحفة في مشاركتها الغناء تحت الغدق الكبير للثمار . سُعار
قومي يتم فيه وضع النجوم في الأقفاص ، ومناوشات لا تمنحنا
الاشراف على إزاحة الأشواك من تنفّساتنا التي يثوي فيها بخار
الصيف . تقرّبنا من الآلهة الغريبة ، يُحتّم علينا الاحتكاك بأولئك
الذين يُصلّون ولهم مطالبهم في البرّية . لا يؤمنون بالإبادة ولا
يقطفون { بواكير الغلال } . المأسوف على شبابه ، ملكنا المُعظَّم
تعهدّنا له في لحظة احتضاره ، اننا سندفنه في الأرض التي رقدت
فيها أجناس مغايرة من البشر ، وأوفينا له بعهدنا ، ولو خُيّرنا لدفنّا
معه رؤوساء القبائل ، من أجل الظفر بالغفران العظيم للآلهة .
تخميرنا للبطاطا في السهوب التي تشاركها الشمس غبطتها ، وغزلنا
لخيوط الصوف في الأصائل . تمايزات تمدّنا بالمعرفة الموهومة ،
لإرشاد فتياتنا الى الطرق المُثلى للزواج . أكاذيب تجميلية لما نؤمن
به ، والقاعدة التي نُلزم أنفسنا بها دائماً ، النهب عوضاً عن المُبادلة .






2013 / 4 / 1








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب