الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعتراف بالانهيار

ساطع راجي

2013 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


رئيس الوزراء نوري المالكي والمقربون منه واعضاء ائتلاف دولة القانون ومسؤولون كثر، قدموا تفسيرات وتبريرات لقرار تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الانبار ونينوى، وهي تبريرات حقيقية وواقعية لكنها كنتيجة نهائية تمثل اعترافا بان التنظيمات والجهات المعادية للنظام السياسي الجديد والرافضة للتغيير الذي حصل عام 2003 تمكنت أخيرا من تحقيق جزء مهم من اهدافها وهو الجزء المتعلق بتهديد العملية الديمقراطية ووضع النظام السياسي على حافة الانهيار، والاهم ان هذا الحال كشف عن الفراغ الذي تركه الانسحاب العسكري الامريكي والذي لم يتمكن العراقيون من سده، ففي ظل الوجود الامريكي ورغم شراسة الارهاب تمكن العراق من انجاز عدة عمليات انتخابية.
الظروف التي أدت لتأجيل انتخابات نينوى والانبار لاتتعلق بهجمات ارهابية او اغتيالات لمرشحين وموظفين في مفوضية الانتخابات فقط بل بلغت مرحلة التأثير على نتائج الانتخابات بشكل واضح ليس فقط بالتدخل في العملية الانتخابية ولكن أيضا بمشاعر الاحتقان الطائفي والازمات السياسية وهو ما يعني اننا نواجه في العراق فشلا على الصعيدين الامني والسياسي، وعندما يبلغ هذا الفشل مرحلة تعطيل الانتخابات يعني إن النظام برمته يفشل، فعندما نعجز عن اجراء انتخابات نضع الدستور نفسه في مرحلة التجميد لأننا سنضطر للقبول بمؤسسات غير دستورية انتهت صلاحيتها ولكننا لم نتمكن من تجديدها، هكذا ينتهي مبدأ تداول السلطة، سواء كان الامر مقصودا أم غير مقصود.
تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الانبار ونينوى يثير قلقا من تكرار التأجيل في الانتخابات النيابية، وحتى اذا لم تكن الجماعات المسلحة قد فكرت سابقا في الامر فانها ستبدأ بذلك الآن وهو ما يعني اننا قد نشهد تكثيفا للاعمال الارهابية خلال الايام المقبلة مع اقتراب موعد الانتخابات، ومخاوف القوى السياسية من استخدام رئيس الوزراء وائتلافه للذريعة الامنية لتأجيل الانتخابات هي مخاوف مقبولة ومعقولة، لأن خطاب دولة القانون يتجه الى تقديم الائتلاف وكأنه القيم على البلاد وهو وحده المكلف بتشخيص المشاكل وتحديد العلاج دون أن يتقبل النقد واللوم في حال حصول الاخطاء ويبدأ بتوجيه الاتهامات للجميع.
القوى السياسية المنافسة لدولة القانون تتحمل هي بدورها المسؤولية وخاصة عندما تم تسييس قضية الانسحاب الامريكي ولم تهتم بسد الفراغ العسكري والسياسي الذي تركه الانسحاب، فقد قررت تلك القوى القاء المسؤولية على المالكي من أجل التربص والمناورة السياسية ولم تعمل على انجاز تقييم حقيقي للقدرات العراقية، وفي كل الاحوال فإن تأجيل الانتخابات في محافظتين هو اعتراف بالانهيار، الانهيار الذي تزامن مع تصريحات رئيس دولة القانون بان ائتلافه منع انهيار العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل