الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(10)

مسَلم الكساسبة

2013 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إن هجوم الملك على دائرة المخابرات مثلا يشير بشكل قاطع أن النظام دائما كان يريد اتباعا طيعين لا شركاء ناصحين، وان الهاشميين ، حكام الاردن ، لا يقبلون شريكا لهم في الحكم وصنع القرار حتى لو كانوا هم أخلص رجالهم الذين لم يكن لهم من دور ولا رسالة سوى حفظ الملك والسلطة والقرار بين أيديهم واستتباب الأمر لهم وهي دائرة المخابرات .

كما أن إماطته اللثام عن كونه كان يتوقع من الدائرة أن تقابل أوامره ورغباته دائما بـ "أمرك سيدي" يشير في اللاوعي ربما لتصوره لعهده في الحكم ولشكل العلاقة مع السلطات الأخرى ومع الشعب ذاته الذي يفترض انه هو صاحب السلطات كلها وهو الذي ينبغي ان نقول له جميعا "حاضر سيدي" ، فإذا كان يتوقع من دائرة المخابرات أن تقول له "حاضر سيدي" و "أمرك سيدي" وهي المؤسسة التي يتسم عملها تقليديا بالاستقلال حتى عن رؤساء الدول، بل هي التي توجه قراراتهم وسياساتهم كونها مطلعة وثابتة في دائرة صنع القرار .. ومعروف مثلا أن المخابرات البريطانية تجسست حتى على القصر الملكي وهي التي كشفت علاقة ديانا بسائس الخيل ومن ثم علاقتها بالفايد فيما بعد ..

اقول ، إذا كان الملك يتوقع من المخابرات أن تقول له ولرغباته حاضر سيدي ترى ماذا كان يتوقع من المؤسسات الأخرى او من اي مواطن عادي مثلا ؟

كما أن ما كشف عنه الملك أيضا يثير وساوس ومخاوف جدية لدى الأردنيين من أصول شرق أردنية حول ما ذا يدور في رأس النظام وماذا يفكر به لهم بالتالي ..

لقد سبق قبل هذا قبل أعوام أن أطلقت بالونات اختبار كان أوضحها حكومة عدنان بدرات التي استثنت الجنوب والكرك بالذات من تشكيلتها بينما تضمنت اسماء دار حولها لغط وحجاج في الشارع والصالونات السياسية من مثل باسم عوض الله وغيره من اسماء خلافية .

ولا ادري أن كانت دائرة المخابرات هي التي حرضت النواب وقتها أن يحتجوا ويرفضوا هكذا حكومة إلى أن تم تعديلها .. أم هي التي شكلتها بلك الشكل ؟

ثم لا ادري ماذا أراد من يقف وراء تلك التشكيلة في الكواليس بتلك الحكومة مثلا ؟

لكنني كأردني فسرتها على أنها جس نبض لاستبعاد الشرق أردنيين والحلاقة لهم على الناشف فيما لو رضوا أو سكتوا ، لكن الاحتجاج الذي أثارته تلك الحكومة شكل بدوره رسالة مضادة جعلت من يقف وراءها يفرمل لأحلامه ويشعر أن هناك وطن له أهل حين اللزوم لا العائلة الحاكمة ولا سواها يسمح لها أن تتصرف به هكذا وكما يحلو لها .فهو وإن سكت على تصرف النظام بشكل مطلق في صنع القرار لكنه سكوت مقنن مادام هذا التصرف لم يتعد إلى قرارات خطرة من شانها أن تضر بالوطن وهويته .. أي انه لا يسمح أن يتعدى ذلك الإطلاق إلى قرارات من شانها أن تؤدي إلى إخلال بالهوية أو تأثير حاد على مصير الوطن وثوابته دون أن يحرق ذلك اللعب يد من يمارسه قبل أن يحرق أي شيء آخر.. فدائما هناك شعب منتبه ، بالنسبة له هذا هو حدود ذلك الإطلاق .

ويشير بعض الأردنيين إلى دور كبير لزوجة الملك - من أصول فلسطينية عادت أسرتها من الكويت إبان الغزو العراقي لها وتزوجت من الأمير عبدالله بن الحسين وقتها - في تلك المحاولات المستمرة لجس النبض والتي حركت قلق واستياء الأردنيين وأثارت احتجاجات واسعة ضد النظام والملك عينا ، ووجه له لوم شديد على منح صلاحيات ودور لم ينصص عليه الدستور لزوجته والتي قام بتتويجها بنفسه في حفل على الهواء خلافا للدستور المدون والذي لم يشر لأي دور سياسي أو رسمي ولا حتى لقب لزوجات الملوك وحصر الصفة الرسمية من العائلة الحاكمة بالملك المتوج وحده .

ولا يخفي الكثير من الشرق أردنيين هواجس ومخاوف مصيرية حادة وشديدة طالما أن أمورا أساسية جوهرية فيه لم يتم تحديدها وتعريفها تعريفا جامعا مانعا ..

ولا زلت اذكر فيما بين عامي 2008 و 2009 ذلك السجال الصاخب الذي دار على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية حول قلق الهوية..وكيف أثار كوابيس مزعجة راجت كالنار في الهشيم بخصوص الوطن البديل وشائعات وأشياء من هذا القبيل ، شائعات لم يعرف مصدرها ولا الهدف منها بعد تُروج لتآمر فئة من الشعب على الوطن والهوية الأردنية ...الخ ، ولا ادري من هو مروجها ومن يقف خلفها لكنها كانت أشبه بالكوابيس المؤلمة ، ومن وحي ضغط ذلك الجو الخانق أذكر كتبت ونشرت قصيدة "وطن كما تروم القصائد " هنا http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleno=41418 ومنها .

وطنٌ…
وأوصينا به خيراً ولو يقسو
يظل أرق من رفق الغريب
ومن توسل برِّه.
..رقوا له رقوا
كالنسر يخفض للصغار جناحه
أو عاشق يحتله لحبيبةٍ عشقُ
مهما غلا مهر الوفاء له
،وفي بعض الهوى رقُ
رقوا له رقوا..
،،،،،،،،،،
وله اغضبوا
غضب الليوث لغابها
أو كالعقاب لوكره،
إن مسه ضرُّ..

*******
وطنٌ..
كنبض القلب
لون العين
ليس حقيبة
او معبرا
او متجرا
ما شئت تُبدله بلافتة تبدلها؟
او مصدرا للقوت
ان جاد الزمان بغيره جدنا به ..


للحديث تتمة .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية