الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة والمضمون الطبقى

سعيد العليمى

2013 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مصدر الاخطاء التى يرتكبها " مفكرونا وكتابنا وسياسيونا "خاصة ممن ينتمون للطبقة البورجوازية الصغيرة وهم " ديموقراطيون ثوريون " بدرجة أو بأخرى ينبع من تجاهل المضمون الطبقى .فهم يفهمون ,ويتحدثون عن القوى السياسية ورموزها كما لو كانت قوى أو أفرادا وشخصيات محلقة منفصلة عن المجال الإجتماعى تبدو سياساتها تعبيرا مجردا انتقائيا , واختياريا يخضع لنزعات متناقضة يمكن المفاضلة بين بدائل منها مهما كانت على طرفى نقيض : ثورية أو مناهضة للثورة . وهكذا يجرى الحديث عن المجلس العسكرى , وجماعة الاخوان, وحزب الوفد, وحزب الدستور وجبهة الانقاذ و6 أبريل وحزب التحالف الشعبى الإشتراكى , والليبراليين , واليساريين عموما كقوى منفصلة ومنبتة عن طبقات المجتمع ليست لها سياسات تقريبية ثابتة منهجية ترتبط بأعمق ميولها ومصالحها , مهما تراوحت مساحة التلاوين بين موقف وآخر مغاير . وبطبيعة الحال فإن التحليل والتركيز على المواقف الفعلية وإدراك حقيقة من تخدم السياسات المعنية هو الذى يحسم حقيقة الموقف لا الادعاء الذى تبديه وتعلنه هذه القوى أوتلك . فلسنا مطالبين بقبول ادعاءات الاحزاب السياسية وتصوراتها وأوهامها عن نفسها . وسيظل الكتاب يتخبطون فى تحليلاتهم ماداموا يحكمون على كل مسألة سياسية جزئيا وعلى حدة بمعزل عن جذرها الطبقى , وعن كليتها وارتباطاتها السياسية الشاملة . ناسين ان لكل طبقة سياسة متماسكة الى هذا الحد او ذاك , ويبلغ الشطط بالبعض الى ان يعتقد ان سياسات السلطة ناجمة اما عن خطأ ( قابل للتصويب ) , او جهل ( قابل للتنوير ) , او عناد ( قابل للتليين والإقناع ) , او غباء ( يعالج بحكمة البعض ودورهم الاستشارى ) او عدم خبرة بالعمل السياسى ( التى يمكن أن تكتسب بالممارسة ) . ولينظر هؤلاء الى ماتحقق منذ 25 يناير ماقبل الماضى وبأى شكل تحقق بعضه بعد ضغط والى اى حال انتهت الامور ! وخاصة بعد تولى الإخوان سلطة الحكم . أجهضت تقريبا كل مطالب الثورة وجرى تفريغ ماتحقق شكلا من مضمونه . ونحن الآن أمام سياسة متماسكة للثورة المضادة فى ثوبها " الإسلامى " وهى سياسة طبقية متماسكة وممنهجة ومترابطة متكاملة فى الاقتصاد والتعليم والاعلام والصحة والسياسات الاقليمية والدولية الخ ... . وهى استمرار لمضمون سياسات المجلس العسكرى بوصفهما جزءا من بورجوازية راسمالية كومبرادورية سائدة ( فهما وجهى أو رأسى الثورة المضادة ) وإن تمايز " شكلها " . ويمكن لمن يرغب جادا فى ان يرشد الشعب حقا متصدرا لقيادة سياسية او فكرية او حزبية -- بل ان هذا واجبه -- ان يقرأ او ان يعيد قراءة كتابات ماركس حول ثورة 1848 فى فرنسا والمانيا , وكذلك كتابات لينين عن الليبرالية ودورها, وتاكتيكات الانتهازية , وأسباب الركوب على الثورة , وخاصة فى الكتابات التى عالجت الثورة الروسية الاولى بين 1905 - 1907 ثم بين فبراير1917 واكتوبر من نفس العام . سوف يجد تشابهات مذهلة تنير فهمنا لما هو قائم لدينا وجار امام اعيننا . وسواء كان المرء اشتراكيا ام لم يكن , فعليه ان يفهم حركة الطبقات الاجتماعية , وتجلياتها الايديولوجية , والسياسية حتى يستطيع ان يحكم بشكل اقرب للدقة على واقعها الفعلى وأن يقدم الشعارات التاكتيكية والإستراتيجية الصائبة . وقد كان اول من تبنى هذا الفهم المادى مؤرخوا البورجوازية ذاتها فى القرن الثامن عشر . فليست كل الطرق تؤدى الى روما -- كما يقول البعض --فهناك طريق سبارتاكوس وهناك طريق جلاديه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الماركسيه الكتاتيبيه
حاتم حسن ( 2013 / 4 / 3 - 21:13 )
هل تبدلت المواقع الطبقيه لاعضاء الحزب الشيوعي الايطالي عندما طلق الماركسيه
وتحول الي اقتصاد السوق الاجتماعي-مثلا
هل حدث نفس الشئ مع الحزب الشيوعي الصيني او الفيتنامي
المقال قائم علي افتراضات الماركسيه العاميه وعلي جهل مريع بدوافع العقل والضمير
الانساني وتعقيدات التفس البشريه
هل الانسان مجرد اداه سلبيه لدوافع الانتماء والمصلحه الطبقيه
ما ذا لو استقر باعتقاد مجموعه من البشر بعد الدراسه والتمحيص وخبرات التجارب
التاريخيه ان اقتصاد السوق اكثر كفاءه وقدره علي محاصره الفقر والارتفاع
بمستوي الفقراء ثم قامت هذه المجموعه بتشكيل حزب يستلهم فكر اقتصاد السوق
هل يجوز للدوغمائيين حينئذ اتهامهم بالبرجوازيه ووووالانحياز ضد الطبقات
الشعبيه
هل هي معضله كبري ان يتجاوز البشر انفسهم ومصالحهم الضيقه او انتماءاتهم
الطبقيه ويحكمون العلم والخبره التاريخيه
الي متي يصر البعض عل تصديع رؤوسنا بفهمهم العامي المبتذل للماديه التاريخيه
والماديه الجدليه
ولايمنع هذا ابدا وجود جماعات واحزاب تمثل مصالج طبقيه مؤكده وتتبني فكرا انانيا يتعارض مع مقتضي العلم والخبره التاريخيه والواقع الاجتماعي

اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في فرنسا : هل يمكن الحديث عن هزيمة للتج


.. فرنسا : من سيحكم وكيف ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. سائل غامض أخضر اللون ينتشر على أرضية مطار بأمريكا.. ما هو وم


.. فشل نظام الإنذار العسكري.. فضيحة تهز أركان الأمن الإسرائيلي




.. مقتل وإصابة العشرات من جراء قصف روسي على عدة مدن أوكرانية عل