الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى يوم الأرض ... الاحتلال إلى زوال

عليان عليان

2013 / 4 / 3
القضية الفلسطينية



مما لاشك فيه ، أن إحياء ذكرى يوم الأرض ، السابعة والثلاثين في أرجاء فلسطين التاريخية كافة ، يشكل قيمة نضالية رائعة ، لما يتضمنه من تعبئة نضالية ، ضد الاحتلال الصهيوني ، الجاثم على صدور الوطن والشعب ، ولما يتضمنه من تفعيل وتنشيط ، للذاكرة الجمعية الشعبية للأجيال الفلسطينية الجديدة ، التي صنعت ملحمتي انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى ، وهزمت العدوان على غزة مرتين ، في غضون أربع سنوات ، وكون الهبات الجماهيرية ، على امتداد الوطن ، تنطق بلغة التمرد والمقاومة ، وليس بلغة السلام المزعوم البائسة ، التي لم تجلب سوى البؤس ، على قضيتنا ، والوطن الفلسطيني عموماً.
والأهم من ذلك ، أن يوم الأرض ، رغم الاحتفال المناسبي به في الثلاثين من آذار من كل عام ، إلا أنه أصبح فعلاً نضالياً مستمراً في عموم فلسطين التاريخية ، سواءً في صمود الأهل في مناطق 1948 وخوضهم صراع البقاء ، في الجليل ، والمثلث ، والنقب ، وفي سائر المدن ، والقرى الفلسطينية ، عبر حركة شعبية منظمة ، في إطار لجنة المتابعة العربية ، التي تحولت إلى إطار جبهوي ، لمختلف القوى الوطنية والإسلامية في مناطق 1948 ، أو في الحراك الشعبي النضالي في الضفة الغربية ، الذي بدأ يتمرد على التزامات خارطة الطريق والتنسيق الأمني ، ومن ثم بات يخوض مواجهات ، مع الاحتلال تنبئ بانتفاضة قادمة ، رغم كل الموانع والعقبات المحلية ، والإسرائيلية .
بالأمس استمعنا لمناضلين كبيرين قدما من فلسطين تلبية لدعوة لجنة فلسطين النقابية ، وهما المطران عطا الله حنا ، والأستاذ لطفي صالح مدير مركز الدراسات المعاصرة ، حيث أشاعا ، جواً من الثقة والأمل بأن المستقبل للشعب الفلسطيني على أرضه ، وأن الاحتلال إلى زوال من عموم فلسطين ، بالاستناد إلى حيثيات محددة ، من نوع :
أولاً : أن الجيل الجديد في مناطق1948 ، متمسك بوطنه على نحو كبير أفشل مقولة الصهاينة " بأن الأجداد والآباء ، يموتون والأبناء ينسون " وان هذا الجيل يمتلك جرأةً ، وإصراراً غير مسبوق ، على تحقيق الهدف الاستراتيجي ، ألا وهو تحرير فلسطين .
ثانياً : أن الاختلافات الأيديولوجية ، بين العرب في مناطق 1948 لم تضرب الوحدة الوطنية ، حيث أكد الباحث لطفي صالح ، أن أبناء الشعب الفلسطيني ، المنضوين في تيارات ، وأحزاب إسلامية ، وقومية ويسارية ، وليبرالية ، موحدون ، في مواجهة ، سياسات الأسرلة والتذويب ، وفي الحفاظ على هويتهم العربية ، في إطار من التنسيق النضالي ، الذي يشكل إرباكاً حقيقياً للاحتلال .
ولفت كل من المحاضرين ، إلى خطورة الأوضاع في القدس وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة ، جراء الهجمة الاستيطانية اليهودية المسعورة ، في الضفة وفي مناطق 1948 ، ففي حين أشار لطفي إلى أن حكومة العدو الصهيوني ، صادرت حتى الآن ، ما يزيد عن 90 في المئة من أراضي الفلسطينيين ، في مناطق 1948 ، وأنها مستمرة في مصادرة ما تبقى من أراضي الأهل الصامدين .
أشار المطران عطا الله حنا ، إلى أن الأوضاع ، في القدس والمسجد الأقصى ، على وجه الخصوص ، ليست مجرد خطيرة ، بل كارثية مناشداً الأمتين العربية ، والإسلامية ، أن تأخذا دورها ، في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية .
ولتظهير الصورة نسبياً ، حول ما يجري للأرض الفلسطينية ، بغطاء من عملية السلام المزعومة ، أشير إلى بعض المعطيات :
1-بلغ عدد المستوطنات ، والمواقع الاستيطانية ، في عموم الضفة الغربية بما فيها القدس ، حتى نهاية عام 2012 (482 ) مستوطنة .
2-بلغ عدد المستوطنين ، في الضفة الغربية ، بما فيها القدس حتى نهاية عام 2011 (536,932) مستوطناً ، وأكثر من نصفهم ، يسكن في القدس الشرقية ، والمستوطنات التابعة لها ، في إطار ما يسمى بالقدس الكبرى .
3-يسيطر الاحتلال الصهيوني الكولونيالي ، حتى الآن على (85) في المئة ، من عموم أراضي فلسطين التاريخية ، (مناطق 1948 ، الضفة والقطاع ).
4--نفذت حكومة العدو (61) في المائة ، من جدار الضم والتهجير العنصري ، البالغ طوله ، وفق المخطط الإسرائيلي (780 ) كيلو متر تقريباً ، وهذا الجدار ، يتلوى في مناطق الضفة الغربية ، بهدف ضم كل الكتل الاستيطانية (لإسرائيل ) ، ويعزل (37 ) تجمعاً فلسطينياً يقطنها (300 ) ألف فلسطيني ، من ضمنهم (50 ) ألف فلسطيني ، تم إخراجهم خارج بلدية القدس الصهيونية ، ويحاصر (173) تجمعاً فلسطينيا يقطنها ( 850 ) ألف فلسطيني.
5-أقامت سلطات الاحتلال ، منطقة عازلة ، على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة ، بعرض يزيد عن 1500 متر ، وبطول 58 كيلو متر ، ما يعني اقتطاع (87 ) كيلو متر مربع ، من مساحة القطاع ، وبهذا بات الاحتلال الصهيوني ، يسيطر على (24 ) في المئة ، من مساحة القطاع البالغة (365) كيلومتر مربع .
6-عقدت حكومة العدو الصهيوني ، أربع مؤتمرات لتطوير الجليل والمثلث والنقب ، بهدف تعديل الميزان الديمغرافي فيها ، لصالح اليهود ومن أجل مصادرة ، ما تبقى من الأراضي الفلسطينية ، وإقامة مستوطنات ، ومنشآت صناعية ، ومشاريع بنية تحتية عليها .
هذا بعض من فيض ، لما يجري في فلسطين المحتلة ، من اغتصاب استيطاني ، وتهويد للأرض الفلسطينية ، لكن هذا الاغتصاب لن يدوم بفعل اليقظة الفلسطينية الكفاحية ، وبفعل تشبث الأجيال الفلسطينية الجديدة بتراب الوطن ، وبفعل تماسك النسيج الاجتماعي الفلسطيني ، في الداخل والشتات ، وبفعل بؤس وانكشاف خيار السلام المزعوم ، وبفعل أن الأرض الفلسطينية ، باتت حبلى ، بانتفاضات ، وهبات جماهيرية قادمة.... وباختصار لن يضيع حق وراءه مطالب ، ورائه مناضل لا يتنازل عن ذرة من حقه ، ومن تراب وطنه التاريخي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #