الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن اللبناني وأزمة حكم

فدى المصري

2013 / 4 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


وعليه يرزخ المواطن اللبناني عند عتبة السياسيين الذين يتحكمون في مصيره ويبيعون ويشترون به. فالمواطن قد اختفى انتماءه الوطني وتقلصت مواطنيته، وذلك بسبب آداء السياسيين في الحكم، والذين يمارسون دورهم انطلاقا ً من مصالح شخصية؛ ويستغلون منصبهم السياسي في تحقيق غاياتهم السلطوية على رقاب العباد وفي تجميع الثروات. كأن النظام الليبرالي الكلاسيكي الذي اطلق عنان الإقتصاديين قد صحي من مضجعه واستفاق على ابواب النفوس الجشعة وتسابقها نحو تكديس الأموال منطلقة من شعار مونتسكيو الذي شرع مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة" ، فإستغل الرأسماليون هذا الشعار في المجتمع اللبناني متجاهلين احتياجات العمالية بالأجور العادلة، ومتناسية الحقوق في الرفاهية وتأمين الكرامة والعيش بإنسانية.
فالمواطن اللبناني كُتب عليه الإستغلال بكافة الأطياف وبكافة الأمور الحياتية والمعيشية. فإن أجره يتعرض للإنتهاك أمام فواتير متعددة تسحب القيمة الفعلية للأجر من دخله ومن قوته اليومي. بحيث يدفع الفاتورة مرتين، مرة للقطاع الرسمي ومرة للقطاع الخاص، سواء في الكهرباء، أو الاتصالات، أو المياه، أو ..... فضلا ً عن التكاليف المرتفعة للأقساط المدرسية، وللصحة والطبابة والإستشفاء.
كل ذلك التدهور الإجتماعي والمعيشي لم يأتي من فراغ، إنما هو حصيلة ممارسات للحكومات المتتالية بعد الحرب المشؤومة التي اصابت بنيان لبنان وهدمت كل مؤسسات الدولة وإداراتها الرسمية، وما أصابها من تفشي للرشاوة وللمحسوبيات وللإنتماء المذهبي على حساب خدمة المواطن وتأمين حاجاته وتلبية شؤونه الحياتية المختلفة. فدولة العناية التي ارسى قواعدها "فؤاد شهاب"، وحقتت العدالة والمساواة والرفاهية، وبنت المواطنية في نفوس الأفراد، قد انهارت أمام جهل وتخبط المسؤولين وتفككت بنيانها على أعتاب المصالح الضيقة، والنفوس الجشعة تجاه رغبة السلطة واستغلالها في ادارة شؤونها وشؤون اتباعها وأزلامها من المواطنين.
فالمواطن اللبناني خضع لهذه المهاترات السياسية ، وخضع للإستغلال والعبودية السياسية، أمام ممارسات سلطوية لا تحقق الرغبات والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والحمائية، إلا بالخضوع والركوع للطبقة الحاكمة، والتي غلغلت هذه الايديولوجيا السياسية في نفوس الشعب ومبادئه من أجل ضمان وجودها بالسلطة واحتكارها للمفاتيح الحكم.
فشعارات الرنانة الإصلاحية، وما تتضمن من تنمية وتفعيل دور الادارات وتحسين الانتاجية بقيت شعارات وحبر على ورق وفق البرامج الإنتخابية امام تفشي الجهل والضياع لدى المواطن مع مرور دورات الانتخابية المتتالية منذ 1990 للوقت الراهن. بحيث بقي دور المواطن مقتصرا ً على صب الأصوات في خانة الجشع والعمل على توصيل الأيادي المستغلة إلى سدّة الحكم تحت عنوان الإرث السياسي، الطائفية والمحسوبيات المذهبية، دون أي ادراك لما تؤول إليه الأوضاع الإجتماعية، والتدهور المعيشي، وما احتوت إليه من سياسة للإفقار طال أكثر من ثلثي الشعب اللبناني. وهذا ما حصدته الثورة الشعبية لهيئة التنسيق النقابية تحت عنوان " ثورة الجياع" أمام الهيئات الإقتصادية، وتأثيراتها على الآداء الحكومي، والتي بلغت تأييد شعبي واسع النطاق من أجل تحقيق مطلب معيشي ألا وهو " إقرار سلسلة الرتب والرواتب" وتحصيل قيمة للأجور التي تم هضمها أمام التضخم والغلاء المعيشي المتراكم لأكثر من نصف قرن.
أمام هذا الواقع المتردي الذي يتخبط فيه اللبناني، كيف لنا أن نستعيد بكيان دولة اعتمدت مبدأ العناية، والرعاية، والعدالة في صلب نهجها ومكوناتها السياسية. كيف لنا ان نستعيد دور المواطن الفاعل في تشكيل طبقته الحاكمة وفقا ً لمبدأ النزاهة والإصلاح الحقيقي، كيف للمواطن اللبناني ان يستعيد ثقته بدولته، ويستعيد مواطنيته ويستعيد انسانيته التي فقدها مع مر الزمن وعلى اعتاب سياسات متعاقبة من الاستغلال والتبعية العمياء، والمحاصصة المذهبية التي حصدت معها تركيبة مجتمع الجدارة.
مع استحقاق الانتخابات للعام 2013، بدأ التسابق من قبل المرشحين الى الوقوف في الصفوف امام إعلان التبعية التامة للكوادر السياسية والحزبية علّها تنصفهم بمقعد نيابي ، أو حقيبة وزارية تعلم بشكل جيد أسس الاستغلال لهذه المناصب من أجل تحقيق مآربها وتجميع الثروات من خزينة اعتبرت ملك الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال