الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشريح / براين ترنر

حيدر الكعبي

2013 / 4 / 3
الادب والفن


تشــــريح


شعر براين ترنر

ترجمة حيدر الكعبي


مخيم ولفراين في الكويت



(گارزا)، رئيسة العرفاء وخبيرة مستودع الجثث في ميزوري،
تدير زر المذياع وتصغي للموسيقى،
"هناك غيمة سوداء طويلة تتدلى من السماء، يا حبيبي،"
وتَشْـرِطُ بالمبضع شقاً كحرف الـ Y، من الترقوة الى الجوشن،
من نهاية عظم القص، مروراً بجلدة البطن الناعمة،
جالبة الضوء الى داخل كهف الجسد،
الى أعماق الأنسجة، ثم تَقْطع النياط عن القلب،
وترفعه براحة يدها المغلفة بقفاز،
فتزنه وتقيس أبعاده، وهي تسائل نفسها مرغمة:
"ترى بأية لهفة كان هذا القلب يخفق
حين قبّل صاحبُه حبيبتَه (شاوانا ألن) للمرة الأولى؟
ترى كيف كان الوسكي يثقله؟
وما الذي كان يدعوه لكل ذلك التواضع؟"
إن هذا الذي تمسكه (گارزا) بيدها الآن،
إن هذه الأربع والثلاثين سنة من الحياة،
ستتحول الى رماد، ستُمنح للأرض والبحر،
وإنه لحظ عظيم أن يفعل ذلك شخص مثلها،
شخص يدندن مع المذياع:
"هناك غيمة طويلة سوداء تتدلى من السماء،
ستتلطف حرارة الجو، وستذهب النار بعيداً،
يا حبيبي، يا عيني، يا روحي."



برايَن ترنر ولد في كاليفورنيا عام 1967. حصل على الماجستير بالفنون الجميلة من جامعة أوريغون قبل أن يلتحق بالجيش الأمريكي. أمضى عاماً من خدمته العسكرية (ابتداء من تشرين الثاني 2003) يقود حضيرة مشاة في العراق. حظيت مجموعته الشعرية الأولى (هنا، أيتها الرصاصة)، الصادرة عام 2005، والتي اخترت منها هذه القصيدة، باهتمام الأوساط الأدبية ومنح من أجلها جوائز وزمالات عديدة. مجموعته الثانية (ضجيج الفانتوم) صدرت عام 2010، وهي الأخرى تحوي قصائد مستوحاة من تجربة الشاعر في العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة


.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات




.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي