الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقعدا الطالباني و الجعفري يرتكزان على حقد ومأساة القومية والطائفية و دمار المدنية

ريبوار احمد

2005 / 4 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


و اخيرا بعد اجراء سيناريو الانتخابات و بعد مضي شهرين من الصراعات و الصفقات خلف الكواليس، تعانقت الحركة القومية الكردية مع الاسلام الشيعي وساندتها طروحاته الرجعية، وعليه نصب جلال طالباني رئيسا لجمهورية هذه الحكومة المصطنعة من قبل امريكا و كذلك نصب ابراهم جعفري رئيسا لمجلس الوزراء. و عبر الاثنان في تصريحاتهم بهذه المناسبة عن التزامهما للماهية القومية والاسلامية لهذه الدولة. و بهذا بينوا جوهر بلاغهم لجماهير العراق هو نفس الدولة والدستور والقوانين القومية-الاسلامية السابقة للبعث بثياب جديدة.
هذه التي سميت بالدولة التي اسست بالحرب والقصف و الاحتلال و سبطانات الدبابات الامريكية، هي مؤسسة مفروضة و مهتزة و مليئة بالتناقصات غير المتناهية، و مستندة على توازن القوى الخاصة الناتجة من وجود القوات الامريكية، و لهذا تتناقص بشدة مع تطلعات و امال و مصالح الجماهير. و بعكس كل دعاياتهم، فان هذه الدولة و حصول السادة المذكورين على هذه المقاعد ليس حصيلة لاي نضال و سعي و اي تدخل من قبل الجماهير المستاءة ضد العنجهية و القمع والفاشية البعثية، بل هي حصيلة اثني عشر عاما من الابادة الجامعية لجماهير العراق بسلاح الدمار الشامل للحصار الاقتصادي، حصيلة للحرب و القصف والاحتلال، حصيلة لسحق ارادة جماهير العراق. مثل هذه الدولة لن تطابق مع امال الجماهير.
ان استلام رئاسة الجمهورية من قبل الطالباني، ليس دليل في الحصول على حقوق جماهير كردستان في حاضر العراق، ولا دليل على مساواة المواطنين بغض نظر عن هويات قومية و دينية، بل نتيجة مباشرة لتعميق الصراعات و الهوة القومية و تقسيم المواطنين و السلطة و الارض و المياه على اساس قومي و طائفي. و لهذا الحصيلة المنطقية لهذه المسألة تعني ان منطقة نفوذ الحركة القومية الكردية تحمل صور الطالباني و الرايات الخضراء و المنطقة الاخرى تحمل صور البارزاني و الرايات الصفراء، و في الوقت نفسة لم يصب غير الاستياء و الضجر جماهير في مساحة اوسع من العراق. و هذا بحد ذاته عامل اخر في تعميق الهوة و الحقد القومي و مأساة اكبر. هذه ظاهرة مؤقتة و غير راسخة نتجت من وقوف الحركة القومية الكردية خلف سيناريو اسلمة العراق و مرشح الاسلام الشيعي كاشد البدائل الرجعية على الساحة السياسية العراقية.
ان هذة الدولة نتاج للحرب و الاحتلال الامريكي و بقاء قواتها في العراق، لا تمثل جماهير العراق و ليست لها اية شرعية. لذلك يجب حلها مع جميع المؤسسات و القرارات الناتجة من الاحتلال الى جانب خروج القوات الامريكية و حلفائها. ان المجتمع العراقي مثل كل المجتمعات العصرية بحاجة الى تأسيس دولة علمانية غير قومية تستند الى التدخل المباشر للجماهير. يناصل الحزب الشيوعي العمالي العراقي من اجل اخراج القوات الامريكية و حلفائها، و الغاء جميع المؤسسات المفروضة المختلفة التي جاءت نتيجة للاحتلال، و كذلك يناضل من اجل لجم القوى القومية والاسلامية و خلق اجواء مناسبة بحيث تمكن جماهير العراق من اختيار نظام الحكم المقبل بشكل حر و واعي. ان المستقبل المشرق مرهون بوقوف الجماهير المليونية خلف هذا البديل.

ريبوار احمد
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي
7 نيسان 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع