الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن الشاطئ

وعد جرجس

2013 / 4 / 3
الادب والفن



في أول لحظة من خلقها حين وقفت على ما يسمى أرض . . انعكس ذلك الضوء القوي على عينيها الحالمتين بالبعيد ,ووجدت رأسها على سطح بحرٍلا محدود والأمواج تتلاعب بها تارةً تهدأ وتارة تهيج مرتطمة بهيكلها الطري بينما روحها تشعر وأذنيها تسمع أصوات تكسّر عظامها فتصرخ وتصرخ ويضيع صوتها في وحشة الوحدة,
في عالمٍ لا حدود واضحة له ,لاجهات محددة له ,أصلاً لا جهات له ,ولا أحد يسمع صوتها الصغير في ذلك الفراغ المخيف ...
ينتصف الليل وينتصف النهار ويعود الليل لينتصف مرة أخرة على جثتها وهي مقيدة بأغلال الموج البارد وصفعات الرياح .
!أتمتلك قوة للدّفع بأطرافها وأطرافها حديثة الولادة ؟
حين قام الزمن بدوره على الهواء والماء و هي .. نضج جسدها وظهرت ملامح وجهها الساحرة وتفجرت ينابيع أنوثتها الطازجة ممتزجة بالإعتياد على الآلام التي يخلّفها الإرتطام
وفي برهة اجتمعت قوة الكون في روحها فملأت إتّساع الفراغ بازدحام صدى صرخاتها المرّة وتحرّر جسدها فاتحةً ذراعيها للمجهول تحاول التقدم بكل ما تملك من .عزيمة وإصرار . . فشعرها يصارع عصب الرياح وأطرافها تصارع غضب البحر مستمرّةً في البحث عن الشّاطئ


2 سراب . . .

التقدم في السير والتّقدم والإستمرار في التقدّم دون الوصول إلى الهدف يشعرك أن هدفك سراب . . .
فالزّمن يهرولُ وخصلات أيّامه تشيب وعندها تُتعبكَ الشيخوخة . . .
هكذا شعرت هي في ذلك البحر الطويل الأمد حين تحسست بأناملها تجاعيد خدّيها وذبول جفنيها و بياض شعرها فارتعشت ليس من برد الرياح إنما من تطاير مياسم الصّبا من جسدها .
يا شّعري الذي كنت أسطورة الجمال أكان لابدَّ من هذين الفصلين أن يمرّا عليكَ وينالا منك !؟ هكذا حدثت شعرها الذي كان كالذّهب. . . واختلج صدرها شعوراً كالبكاء: آهٍ كم أريد التوقف . . . لقد تعبتُ يا إلهي وإسمُكَ تعبت وسئمت من هذا السراب .
" فردّ لها البحر لا تيأسي فالسراب يحمل في جعبته لك أمل أن يتجلى في يومٍ ما " حقيقة
أما إذا توقفتِ فستغرقين بي .
(أن نتابع السير في أحلامنا أفضل من توقفنا عن الحلم)

أما هي فلم يكن لها سوى الإستمرار وبينما هي منهمكة شعرت فجأة بوخزةٍ آلمتها فشهقت ليمتلأ صدرها بالهواء وأسدلت جفنيها للحظة ثم عادت وفتحتهما وإذ بها ترى حدوداً ليست ببعيدة فتعالت لأول مرّة أصوات ضحكاتها المندهشة وكأنها ولدت من جديد .
بصيصٌ رائع من النور عاد لعينيها وأطرافٌ متعبة تغلغلت فيها القوة فأخذت تسرع والشاطئ يقترب أكثر وأكثر فتتضح الرؤيا ويزيد اليقين بالخلاص . . .


الوصول

كان ذلك كالمعجزة فعنده أخرجت بصعوبة قدميها اللتين تهششتا من ملح البحر ونزفتا دمّاً من أحجاره وأشواكه ,
وخطت على أرضٍ دافئة ..فاختلطت دماء قدميها بالرمل والزبد وراحت أظافرها تجر وراءها قوافل من الإرهاقِ والثقل الذي كان مجتاحاً هيكلها العاري المخملي بينما حيكت خيوط الشمس عباءة دافئة غطّتهُ بأكملهِ .
رقد الزمن في تلك اللحظة إذ استلقت على الرمل وغاصت في غفوة عميقة لأول مرّة منذ سنين لا تحصى ووصلت أخيراً إلى نقطة دافئة حيث الراحة والطمأنينة
حيث تنمحي الآلام وتنتهي هواجس الرعبِ إلى الزوال

. . . فهناك سحبت نفساً طويلاً رمت فيه أحمالاً وأحمال . . نَفَساً يبحث عن الراحة ويتنبّأ بالنهاية البداية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال