الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحكم مصر الآن ؟

فؤاد قنديل

2013 / 4 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان






سؤال ضروري ، ومن الطبيعي أن يشغل بال كل المصريين في الداخل والخارج
ما عدا أعضاء حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين ،لأنهم راضون تماما عن كل
ما يجري بصرف النظر عن اتساقه مع القوانين والأعراف الدولية أو المحلية أم لا .. كل ما
يعنيهم فقط أن تشهد البلاد المزيد من سيطرتهم على كل سلطاتها ومفاصلها ومقدراتها ،
وألا يكون هناك مخلوق في بر مصر كله لا يدين لهم بالولاء والانتماء والخضوع والتسليم سواء
رضي أم أبي . ومن الغريب أن يسموا حزبهم حزب الحرية وهم لا يؤمنون بها وتقشعر أبدانهم
كلما تناهت إلى سمعهم كلمة ديمقراطية ، أما العدالة فلا علاقة لهم بها في ظل رغبتهم في الاستئثار
بكل شيء وامتلاك كل السلطات والتكويش على كل المناصب كبيرة كانت أو صغيرة .فمن يحكم
مصر الآن ؟
من المعروف أن أنظمة الحكم في العالم إما إنها ملكية أو جمهورية ، وقد يحكم بعضها نظام
رئاسي فقط أو برلماني فقط أو مختلط من كليهما إلا مصر، فتحكمها مجموعة أشخاص لا تضمهم
منظومة إدارية أو قانونية ولكن الذي يجمع بينهم هو التماثل في التوجه حيث أنهم جميعا – على الأقل
من حيث الشكل متأسلمون مع أن البلاد شهدت انتخابات رئاسية شبه نزيهة فاز فيها الرئيس مرسي
على خصمه الفريق أحمد شفيق بنسبة ضئيلة .
أما الرئيس فربما لسوء حظه يبدو في حالات كثيرة كأنه آخر من يعلم .. العريان يمكن أن يوجه وقد
يتبرع البلتاجي بأوامر يطلب لها التنفيذ وكان الكتاتني كذلك حتى وقت قريب ، أما الدكتور أحمد
فهمي فإنه الآن رجل الساعة ، الذي يستشعر الفخر لأنه رئيس واحدة من غرفتي السلطة التشريعية
التي ما تزال على قيد الحياة ولو مؤقتا ، لكنه لا يدرك أن وجوده غير شرعي أسوة بالغرفة الأخري
التي ذهبت مع الريح إلى غير رجعة .. أحمد بك فهمي يصول ويجول تغمره النشوة ، فيصدر
القرارات يمينا ويسارا حتى تصل به درجة الخيلاء والطغيان أن يخلع بجرة قلم رئيس تحرير
الجمهورية الأستاذ جمال عبد الرحيم لمجرد أن خبرا غير صحيح تم نشره بالجريدة ويحوله لا
إلى جهة واحدة للتحقيق وكتابة تقرير بل إلى عدة جهات . مع أن الصحف المصرية تحفل
كل يوم بمثل هذه الأخبار غير الدقيقة .
وقد لحق بمن سبق ذكرهم المستشارالغرياني ، فلماذا لا يؤنب هوالآخر ويهدد ؟! ..
أليس من كبار المسئولين ؟ ومع أنه رئيس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان ولا ندري على
أي أساس تم هذا الإختيارفإنه لا يرعي حقوق الآخرين إذ يشعر أنه صاحب الحق الوحيد
في هذا البلد بعد الرئيس لأنه رئيس الجمعية التأسيسية التي تضع الدستور والتي بدأ العد
التنازلي لحلها بسبب ما فيها من عوار وتشوهات من حيث التشكيل وما تنتجه من مواد غريبة
ومرفوضة على كافة الأصعدة حتى من بعض أعضائها ولا يتمسك بها إلا الباحثون عن الأضواء .
إذا تأملنا المشهد الذي تتابعه وكالات الأنباء العالمية والمراكز البحثية والمكاتب المختصة بتحليل
مواقف و قرارات الحكام العرب بالذات يلحظون في يسر حالة الإرتباك الرئاسي ، وتناقض الآراء
الصادرة عن مستشاري الرئيس وتعدد مصادر التوجيه السياسي ، و كثرة الذين يصدرون الأوامر
ومن يطلقون التصريحات المفسرة للقرارات أو المعبرة عن وجهة نظر الرئاسة ، فيدهشون
لهذا التخبط اليومي ولا يملكون الحق في التدخل ، وهم لا شك سعداء إذ يلمسون مدي الإنهيار
والفوضي الذي تعيشه مصر ولا تعيشه أية دولة في العالم بصرف النظر عن حالة سوريا التي
يعصف بها حاكم أحمق وطاغية .
خذ مثالا واحدا جرت وقائعه مؤخرا وهوالخاص بإقالة النائب العام .. ذلك الموقف الذي
يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن هناك فريقا من الخبراء الجهلة والمنافقين يمارسون العمل
السياسي باسم الرئاسة ، ناهيك عن الوعود التي تحتاج إلى سنوات لتحقيق جزء كبير منها ولكن
الرئيس أعلن من فرط ثقته بنفسه وبجماعته التي تعيش الوهم باقتدار أنه سيحقق الكثير خلال مائة
يوم فقط ، وقد أسقط في يده عندما فوجئ بأن الأحوال أسوأ مما كانت عليه قبل أن يخدع الناس
بالكلام المعسول ، وكان الواجب - كما يحدث في الدول المتقدمة أو على الأقل التي تعرف معنى
الديمقراطية ونظم إدارة شئون البلاد وحقوق الإنسان - محاكمته بتهمة الاحتيال والخداع ،
لأنه اجتذب الأصوات بالغواية من أجل الحصول على سلطة ليست من حقه . لكن الرئيس
متعه الله بالصحة أو حفظه الله كما يقول الكثير من رجاله في وسائل الإعلام وحسنا ألا
يقولوا كرم الله وجهه ، يأمر برفع قضايا على كل من يذكره بغير ما يكفي من الإحترام
مثل توفيق عكاشة .. أليس في هذا ما يقلل من مكانة الرئيس ويسيئ إلى شخصه ؟؟
أليس من الواجب أن يترفع عن هذه الصغائر ؟.. ثم أليس من الواجب عليه بدلا من رفع
القضايا أن يجتهد في تحقيق أي إنجاز على أي مستوي وفي أي صعيد أو مجال ؟!!.
ممن يحكمون مصر الآن الذين قرروا أن يضيقوا على الناس وأن يحاربوا الأدب والفن ،
وأن يتعقبوا من يخرج عما يعتقدون أنه من الدين مثل ارتداء الحجاب والنقاب وغير ذلك ،
وهذا هو شخص لا نعلم كيف تربي وأين تعلم وفي أي مجتمع عاش اسمه عبد الله بدر يقول :
إن الفنانين قاذورات ، و ما أقوله ليس سبا ولا قذفا .. هذا الكائن يكلف من يلفق صورا غير
صحيحة يدعي ورفاقه أمام المحكمة أنها صورة الفنتانة المشهورة وهي عارية كي يستفز
الجماهير ويستعديهم عليها ويعتقد جهلا أنه سيؤثر على الهيئة القضائية . وهكذا يعلن دون
أن يرتعش ضميره إذا كان ثمة ضميرلدي أمثاله أنه ككل مجموعته وحزبه من الكاذبين الذين
ينهشون أعراض الناس بالباطل ، ولابد أن مصيره ومصيرهم جهنم وبئس القرار .
ومع ذلك ، فإذا كان قدر مصر- نجاها الله منه - أن تعتلي هذه الفئة كراسى العرش لتحكم
وتتحكم ، فماذا فعلوا وماذا قدموا للبلاد والعباد من خدمات ؟ .. ما ذا قدموا للتعليموالصحة والنقل ؟
.. لا شيء على الإطلاق .. فكم مصنعا أنشأوا وكم فدانا أصلحوا وكم مستشفي بنوا وكم مدرسة أقاموا
؟ .. لا شيء على الإطلاق .. تصريحات ومعارك .. تهديدات ومواجهات .. حصار وتكميم للأفواه
.. أصوات مرتفعة وخطب في المساجد ووسائل الإعلام ورفع قضايا .. ماذا فعلت أصحاب الأفواه
التي تتفوق على الميكروفونات في مشكلة رغيف العيش ؟ .. وماذا أحرزوا من تقدم في مشكلة القمامة ؟
..هل الاقتصاد المصري بدأ يتعافي ؟ ، وهل بدا شيء من ذلك على أرض الواقع وفي أيدي الناس
ومعيشتهم ؟ ..لا شيء البتة . أي لا إنجاز ولا تواضع .. لا عمل ولا صمت ..خيلاءواستعلاء بينما الفكر متخلف وعدواني.. المشهد إذن يحتشد
بالضجيج ولا ينتج ولو على استحياء علبة كبريت أوحتى ورقة بفرة نلفها سيجارة . عجبي..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |